التطعيم ضد كوفيد-19 مستمر في الهند مع طرح لقاحين أحدهما من إنتاج محلي
تتجه الأنظار حاليا إلى الهند، ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، بعد أن شُرع بتوزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 هذا الأسبوع للوقاية من المرض الذي أصاب الملايين وأدى إلى وفاة نحو مليوني شخص بأنحاء العالم.
وقد وافقت الحكومة الهندية على لقاحين لكوفيد-19، أحدهما لقاح أكسفورد أسترا زينيكا والآخر لقاح “كوفاكسين” الذي تطوره شركة بَهارات بيوتك الهندية.
وفي المرحلة الأولى، بحلول آب/أغسطس 2021، يتمثل الهدف في تحصين حوالي 300 مليون شخص، أولهم العاملون في مجال الصحة والعاملون على الخطوط الأمامية مثل قوات الشرطة والدفاع. أما المرحلة الثانية، فتشمل تحصين حوالي 270 مليون شخص فوق سن 50 عاما.
الهند الثانية من حيث عدد الإصابات
وتحتل الهند حاليا المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية في عدد الإصابات بمرض كـوفيد-19. وفقا للإحصاءات الرسمية، ثمّة أكثر من 10.5 مليون حالة إصابة مؤكدة، والهند هي ثالث دولة من حيث عدد الوفيات (بعد الولايات المتحدة والبرازيل) مع أكثر من 152 ألف وفاة.
وقالت د. ياسمين علي حق، ممثلة منظمة اليونيسف في الهند: “نظام سلسلة التبريد والبنية التحتية والتكنولوجيا كلها منظمة بشكل كامل. القوى العاملة مدربة تدريبا جيدا وتقوم بعمل غير مسبوق للحفاظ على سلامة الجميع والتعامل مع جائحة كوفيد-19“.
وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية في الهند، د. رودريغو أوفرين، إلى أن طواقم المنظمة عملت على مراقبة العديد من مراكز التطعيم في جميع أنحاء البلاد في يوم بدء حملة التحصين: “نجحت المنظمة، بالإضافة إلى التعاون في الاستجابة لكوفيد-19، في الهند، بدعم أكبر حملة تحصين في العالم، والتي بدأتها الحكومة الهندية في 16 كانون الثاني/يناير“.
جدل حول اللقاح المحلي
في الهند، وافق مكتب تنظيم الأدوية على لقاحين، من بينها لقاح “كوفاكسين” المصنّع محليا، لكن أثار عدم نشر نتائج تجارب المرحلة النهائية بعد، بعض الجدل حول سلامة وفعالية اللقاح.
بالإضافة إلى ذلك، منحت الهند ترخيصا للاستخدام في حالات الطوارئ لمعهد سيروم، والذي أبرمت بموجبه اتفاقية لإنتاج مليار جرعة من اللقاح الذي تطوره جامعة أكسفورد. وأكدت الحكومة الهندية للشعب أن اللقاحين آمنان وحثّت الناس على أخذ اللقاح.
ويتم استخدام شبكة التطعيم الحالي ضد أمراض مثل شلل الأطفال، والتي تم توفير اللقاحات بفضلها لملايين الأطفال في المناطق النائية من الهند كل سنة.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الهند: “قدمت المنظمة دعما تقنيا كاملا إلى حكومة الهند من أجل تطوير المبادئ التوجيهية ومواد التدريب الأخرى لمديري البرامج في الولاية والمقاطعة والقائمين على التحصين، كما أنشأت إطارا للمراقبة والمساءلة“.
على الرغم من أن التطعيم يجري في المناطق الحضرية في المرحلة الأولية، فإن التحدي الحقيقي هو الحصول على اللقاحات في كل قرية في الهند، وإعطاء الجرعة الثانية في الوقت المناسب وضمان عدم تخلف أي شخص عن ركب التقدم.