الملابس المستعملة.. ملاذ الفقراء
الأسرة/ وائل علي
ظروف اقتصادية صعبة تزداد يوما بعد يوم في ظل العدوان الغاشم على بلادنا وبرد قارس يفتك بالأطفال وكبار السن ولكل ذلك تبعات يتحمل أعباءها رب الأسرة البسيط أكثر من غيره، وككل عام تقريباً يهرول الجميع لشراء ملابس الشتاء لتدفئة أجسادهم كالعادة ولكن الجديد في هذا العام هو زيادة الإقبال على الملابس المستخدمة التي يحذر الأطباء المختصون من شرائها لأن الأمراض التي قد تنتقل بعد ارتدائها لا تزول بعد الغسل .. ليبقى المواطن صاحب الدخل المحدود حائراً بين نارين الأولى تحمل تكاليف عالية مقارنة بالأعوام الماضية لأسعار الملابس الشتوية الجديدة والثانية المجازفة بشراء ملابس مستخدمة قد تكون مليئة بالأمراض المعدية.
رب الأسرة سعيد الرميم يرى أن الشريحة الأكثر تضرراً من هذه الأسعار هم أصحاب الدخل المحدود والأشخاص الذين لا يمتلكون رواتب شهرية، وهذه الفئة التي تعاني من الفقر وصعوبة توفير متطلبات الحياة هي أكثر الفئات المجتمعية التي تلجأ إلى شراء الملابس المستخدمة فأسعار تلك الملابس مقبولة عندهم والهدف بالنسبة لهم هو الحصول على الدفء.
من جهته يجد رب الأسرة حيدر القباطي- موظف- أن الملابس المستخدمة هي الحل الأمثل لحل مشكلاته فهو كما يقول أب لخمسة أطفال وجميعهم يدرسون في صفوف مختلفة وهو مطالب بتوفير ملابس تقيهم من البرد الشديد إلى جانب زوجته ووالدته التي تسكن معه في نفس المنزل، لهذا فهو يتوجه إلى الحراج لشراء الملابس الشتوية لجميع أولاده والتي لا يتجاوز سعرها ( 1500 – 2000) ريال وهذا المبلغ يمكنه من شراء ملابس شتوية لكافة أفراد أسرته.
أسعار مرتفعة
تمنى رب الأسرة عبد الجليل السياغي لو أن أسعار الملابس الشتوية تكون مناسبة للمواطن حتى يتمكن الجميع من أصحاب الدخل المحدود من شراء ملابس الشتاء فالبرد كما يقول هذا العام قارس ولا يمكن احتماله.
ويضيف زميله عبدالسلام السامعي قائلاً : ( نحن ندرك تماماً بأن الملابس الشتوية التي تعرض في المولات والمحال التجارية أغلبها مستوردة ومن ماركات عالمية إلا أنه يفترض على الجهات المختصة أن تضع شروطاً معينة لبيعها في الأسواق اليمنية وبأسعار مناسبة لكافة المستويات وأن لا تجعلنا عرضة للاستغلال من قبل بعض التجار الذين لا يهمهم غير الربح)
أمة الرحمن- موظفة وأم لثلاثة أولاد- تؤكد بأنها لا تستطيع منع أبنائها من شراء الملابس الشتوية الجديدة المعروضة في الأسواق والتي تستهويهم إلا أنها في الوقت نفسه لا تملك دخلاً شهرياً يؤهلها لشراء ملابس شتوية لأطفالها الثلاثة لأن سعر الجاكت الواحد يتراوح ما بين ( 7000 – 9000) ريال.
ودعت أمة الرحمن بدورها الجهات المختصة لوضع حد لارتفاع أسعار الملابس الشتوية خاصة وأن برد هذا العام قارس ولا يتحمله جسد الأطفال الصغار ولا بد من وضع أسعار محددة مناسبة لها حتى تتمكن الكثير من الأسر من شراء ملابس الشتاء التي بات سعرها مرتفعاً ويصل إلى (9 آلاف) ريال.
الواقع غلبنا
لأصحاب المحلات التجارية نظرة حول هذا الموضوع فهم يرون أن أسعار الملابس الشتوية مناسبة.. عمار سيد اليافعي عامل في أحد المحلات التجارية يقول: نحن نقوم باستيراد الملابس الشتوية من الصين والتي تُصنع خصيصاً لليمن بحسب الطلب حتى تتناسب مع ذوي الدخل المحدود حيث يتراوح سعر الجاكت من ( 3000 – 9000 ) ريال للملابس الخاصة بالأطفال، وأما الملابس الشتوية للرجال والشباب فإن أسعارها تتراوح ما بين (12000– 15000) ريال وهذه أسعار مناسبة لفلوس هذه الأيام ومع ارتفاع أسعار الدولار ارتفع سعر كل شيء ومن ضمنها ملابس الشتاء..
مخاطر صحية
من جانبهم، أكد خبراء في الصحة العامة على ضرورة مقاطعة تلك السلع من الملابس المستعملة بشكل تام نظراً لما تسببه من خطورة على الصحة العامة للفرد والمجتمع كون الملابس المستعملة تنقل الأمراض الجلدية والصدرية والحساسية، علاوة على أن هناك من الفطريات لا يتم القضاء عليها بالغسل الجيد والتعقيم وهذه الفطريات تتسبب بعدة أمراض منها (التينا) الجلدية، ودعوا إلى تفعيل قوانين الرقابة الصحية لمواجهة انتشار تلك السلع في الأسواق من خلال الحملات المستمرة على الباعة المتجولين وأصحاب البسطات والمحال المختصة ببيع الملابس المستخدمة والتوعية بمختلف الوسائل لمنع تداول المقتنيات والأدوية الخاصة في الأسواق.
أمراض جلدية
الطبيبة ثريا محمد علي – أخصائية أمراض جلد- تؤكد بأن شراء الملابس المستخدمة لها عواقب صحية وخيمة خاصة إذا كان من قام ببيع ملابسه شخص مصاب بمرض معد وقتها قد يتعرض من يقوم بشراء هذه الملابس لنفس المرض وهذا ما يدفعني لتقديم النصح لكل من يبتاع هذه الملابس المستخدمة بعدم الشراء.. وتضيف: أنا أعرف أن هذه الملابس أسعارها مناسبة للفقراء ولكن تحمل تكلفة شراء ملابس جديدة أسهل من تحمل تكاليف العلاج في حالة إصابة أحد ما بمرض خطير.
مشيرة إلى أن هناك أمراضاً خطرة تنقلها هذه الملابس مثل الأمراض الطفيلية والفيروسية كما أن الملابس غير القطنية قد تسبب الأكزيما الجلدية أو الحساسية الجلدية.. كما أكدت بأن هناك فطريات لا يتم القضاء عليها بمجرد غسل الملابس وبالتالي فهي ناقل فاعل للعدوى خاصة (التينا).
تحذير
كما حذرت جمعية حماية المستهلك من شراء مثل هذه الملابس الشتوية المستخدمة الناقلة للأمراض الخطرة للمستهلك تجنباً من الإصابة بأمراض خطرة ومعدية من جراء ارتدائها.. وطالبت بدورها كافة وسائل الإعلام بأنواعها ضرورة التوعية بمخاطر الملابس الشتوية المستخدمة.
ولفت الجمعية إلى أن هذه الملابس الشتوية المستخدمة بكافة أنواعها تحمل أخطاراً صحية واقتصادية وأغلب المستهلكين لهذه السلع فقراء.