ريشة ولون .. يجسدان المظلومية في لوحات تشكيلية
إيمان الربع
الدمار والتشرد والقتل وخراب الوطن وكل ما جلبه العدوان إلى اليمن منذ بدئه في مارس 2015, كل ذلك جعل من ريشة الفنانات اليمنيات تعبر عن واقع الحياة اليوم والمعاناة
التي فرضها العدوان على كل أبناء الوطن, فبالريشة والألوان تختصر اللوحة الواحدة آلاف الكلمات التي تشرح واقع الحال وخطوط حزينة رسُمت وجوها يمنية تبدلت ملامحها الباسمة إلى وجوة يملأها الحزن والحرمان.
” 26سبتمبرنت ” ألتقت ببعض الفنانات التشكيليات اللاتي جسدن في لوحاتهن مظلومية الشعب اليمني منذ بدء العدوان
تشرد ومعاناة .. حصاد العدوان
حنان العبيدي ( فنانة تشكيلية ) عبرت في لوحة لها عما يعانيه الذين اضطروا للنزوح جراء القصف الذي يستهدف منازلهم ومزارعهم, مصورة الطريق الصعب الذي فرض عليهم مغادرة بيوتهم وكأنهم يعبرون فوق شفرة (موس), وصورت الصعوبات التي يلاقونها منذ تركهم ديارهم وكأنها دماء تنزف عند بداية طريق النزوح وترك حياتهم ومنازلهم وأرضهم وذكرياتهم التي تدمرها الطائرات والقذائف .. إنها لوحة تختصر لوعة الفراق وطريق يملأه الشوك والحنين للماضي.
لوحة واحدة تختصر حال أمة ووطن
ندى الكينعي ( فنانة تشكيلية ) قالت لـ”26 سبتمبرنت ” ” المآسي والأوجاع التي تعانيها بلادي ومحاولتي اليائسة في تخفيف هذا الواقع المفروض علينا, جعلتني اختار ريشتي سلاحا لإيصال هذه الأوجاع نحو العالم, فاختصرت حال الوطن والمواطن اليمني ”
وتضيف :” والحمد لله أني استطعت أن أوصل فكرتي ورسالتي من خلال لوحاتي وحازت رسوماتي على إعجاب الكثير من النقاد والفنانين ولامست مشاعر الناس وقد فازت لوحاتي بالعديد من الجوائز على مستوى الداخل والخارج فعندما كنت أمسك ريشتي كنت أحمل بين جوانحي قضية شعب ووطن يسكن بين قلبي وأسكن أنا فيه”.
وأكدت ندى بأن الفن بكل أشكاله وأنواعه ومنه الفن التشكيلي مؤثر جداً فهو يعبر عما نعجز عن قوله, فلوحة واحدة تختصر حال أمه ووطن وتلفت انتباه من هم خارج اليمن عما يخلفه العدوان, وهذا ما أردت الوصول إليه عبر رسوماتي وأعتقد انني نجحت في ذلك.
حرمان من أبسط الحقوق
وتحدثت فاطمة المحظوري ( فنانة تشكيلية ) لـ” 26سبتمبرنت ” قائلة :” الحرب هي مثل باب غرفة مظلمة لن تعرف أو تتصور ما الذي سيخلفه هذا الظلام فور فتح هذا الباب, فالمعاناة التي يعانيها أبناء بلدي صورتها عبر لوحاتي فتعبر في خطوطها عمق المعاناة والحرمان من أبسط الحقوق, وأي حق أعظم من حق الحياة , فتفاصيل لوحاتي كفيلة بشرح كل هذا الكم من المعاناة والظلم “.
وأكدت فاطمة بأن هذا الفن استطاع التعبير عن واقع الحياة وما يعانيه الوطن واستطاع أن يوصل رسالته للعالم أجمع.
أطفال اليمن .. وجه آخر للمعاناة
رغد محمد الحوثي (طالبة في الثانوية ) تحدثت لـ” 26سبتمبرنت ” قائلة بأنها رغم قلة خبرتها في هذا المجال إلا أن صغر سنها لم يكن عائقاً أمامها للتعبير عما يعانيه أطفال اليمن من استهداف مباشر لهم حتى وهم في طريقهم إلى مدارسهم وكانوا هدفا لكثير من طائرات العدوان واختلطت دماؤهم البريئة بدفاترهم وارتوت أرض اليمن بدماء الكثير من أطفال اليمن الشهداء, وتؤكد ” لقد خلدت هذه البشاعة في رسوماتي”.