نظرة في أسباب تدهور الإقتصاد اليمني.. ومخاوف من تفاقم الأوضاع المعيشية
في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية في اليمن إثرالصراعات التي يشهدها البلد خلال السنوات الماضية، تداول المواقع ومنصات التواصل الإجتماعي هذا الموضوع بشكل واسع. وتصدرهاشتاغ #حياة_اليمنيين_في خطر، قائمة الأكثرتداولا.وتحت هذا الوسم عبرالمغردون اليمنيين عن مخاوفهم إتجاه هذه الأزمة التي في حال إستمرارها ستأخذ البلد نحو دمارهائل.
حيث أشارت أحدث التقاريرلوزراة التخطيط والتعاون الدولي، إن إنعاش وتعافي الوضع الإنساني متمثلا في الحد من الفقروسبل العيش ومواجهة إنعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية أمربالغ الأهمية وأولويات أساسية في إعادة الإعماروبناء السلام على المدى القصيروالطويل.
ويضيف التقريرإن التوقعات المستقبلية لاتبشربخيرإذا لم يتحقق السلام المستدام في اليمن وتعود الأمورإلى نصابها كماكانت.كما يؤكد التقرير أن عوامل تفشي وتسارع انتشارالفقرفي اليمن هي عوامل هيكيلية مزمنة زادت حدة وتيرتها في السنوات الأخيرة في اليمن نتيجة التداعيات التي أدت إلى إرتفاع سعرالصرف وتدهورالقيمة الشرائية للعملة الوطنية وإنكماش الأنشطة الإقتصادية مما يؤدي إلى مزيد من إنزلاق الأسرفي معدلات الفقربسبب أضراركوارث التغيرات المناخية.
وفي هذا الشأن غرد أنيس منصور”الصحفي اليمني البارز وعضوالإتحاد الدولي للصحفيين”، من المعيب أن يعاني الشعب اليمني الفقروالجوع ولديه من الثروات ومصادرالإيرادات ماتغنيه عن الحاجة.
كما أشارمستشاروزيرالإعلام اليمني “مختارالرحبي” إلى إنهيارالعملة التي كانت إحدى عوامل الرئيسية لإشعال غضب اليمنيين وكتب، بسبب إنهيارالعملة والحرب تعيش اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم ويحتاج أكثرمن عشرين ميلون يمني للدعم بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
وأكد في تغريدة أخرى، أن إنهيارالعملة اليمنيية سيدفع ثمنه كل أبناء الشعب اليمني الذي يدفع ثمن الحرب منذ خمس سنوات، ارتفعت الأسعاربشكل مخيف في ظل انقطاع الرواتب منذ سنوات.
وقال الناشط اليمني “الحسن علي أبكر” أن حياة اليمنيين في خطروالحل يكون في وحدة الصف الوطني والجمهوري وممارسة الدولة من رئيس الجمهورية والحكومة وكافة المؤسسات مهامها من عدن وليس من الخارج، وكذلك تفعيل المؤسسات الإقتصادية والموانئ والمطارات وتصديرالنفط والغاز، وإستكمال معركة تحريربقية المحافظات.
وبما أن يتكبد اليمن خسائركبيرة جراء وقف تصديرالغاز، فاحتياطي النقد الأجنبي نفد في البلاد، مما أدى إلى هبوط الريال اليمني إلى ربع قيمته، الأمرالذي أدى بدوره إلى إرتفاع الأسعاربشكل كبيروأثقل كاهل اليمنيين.
فتطرق الكاتب والصحفي اليمني “محمد مصطفى العمراني” في تغريدته إلى هذه النقطة وأشارإلى سبل نجاح اليمن من الكارثة المحتملة معلقا، أن إنقاذ العملة المحلية بمعالجات حقيقية وحلول جادة هوفريضة الوقت وواجب الساعة فإنهيارالعملة الوطنية يعني الإنهيارالتام للإقتصاد اليمني بكل تداعياته الكارثية والمرعبة.
كما رأى محمد قيزان “وكيل وزراة الإعلام” الحل في إعادة تصديرالنفط والغازمن المنشآت اليمنية وفتح الموانئ لتصديرالبضائع وتشغيل كافة المطارات في المناطق المحررة، ستساهم جميعها في إستقرارالعملة وعودتها إلى وضعها الطبيعي، ومن يمنع ذلك فهويحارب اليمنيين في أقواتهم ومعيشتهم.
وأكد النشطاء اليمنيين أن مسؤولية تدهورالوضع الإقتصادي تقع على عاتق التحالف حيث كتب المدون “هشام المعمري”، يزداد الوضع اليمني سوءا يوما بعد يوم في ظل سيطرة التحالف على المنشآت النفطية ومنع تصديرالنفط والغازمما أدى إلى إنهيارغيرمسبوق للريال اليمني هذه المسؤولية يتحملها التحالف كونه المسؤول عن مايحدث من إنهيارلهذا الوضع.
وغرد الصحفی “صالح منصرالیافعي” قائلا، لن تنتهی أزمة اليمن ولن يتحسن الوضع المعيشي ولن ينهض الإقتصاد، إلا في حال خروج التحالف السعودي الإماراتي من اليمن، حيث أغلق التحالف الموانئ والمطارات والمنشآت الحيوية.مؤكدا أن الشعب اليمني يتعرض للإبادة الجماعية إزاء سياسة تجويع والحصارالذي يفرضها التحالف السعودي الإماراتي.
وفي السياق قال “أنيس منصور” في القانون والعرف الدولي أن من يسيطرعلى أرضك وسمائك وجميع مقدراتك فهوالمسؤول الأول والأخيرعن أي تداعيات كارثية بحق السيادة والاقتصاد والعملة.
وحذرأول مبعوث بريطاني خاص لمنع المجاعة والشؤون الإنسانية، نيك دايريوم الإثنين خلال جولته الخليجية منذ تعيينه مبعوثا خاصة في سبتمبر”أيلول” الماضي، من مواجهة آلاف اليمنيين خطرالمجاعة، داعيا في حوارمع صحيفة “الشرق الأوسط” إلى تخصيص المزيد من الموارد لدعم الإستجابة الإنسانية.
وأوضح دايرأن مايقصده بـ”ظروف المجاعة” هو “التعرض إما للجوع حتى الموت، أو تدهورالحالة الصحية لدرجة الموت”. وتشيرالتوقعات إلى أن الأوضاع ستزداد سوءا خلال الأشهرالستة المقبلة، وأن عدد اليمنيين في ظروف المجاعة سيرتفع إلى حوالي 47ألفا.