الأمم المتحدة تناشد الحصول على 35 مليار دولار لمساعدة الأكثر ضعفا وهشاشة في عام 2021

قال مسؤول الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن 235 مليون شخص سيحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية العام المقبل، بزيادة تقارب 40 في المائة عن عام 2020 وهي زيادة تُعزى “بالكامل تقريبا إلى كوفيد-19”.

وفي نداء من أجل الحصول على 35 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية خلال العام المقبل، قال مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إن الأزمة الصحية العالمية أثرت بشكل كبير على الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الصراع، ومستويات قياسية من النزوح، وصدمات تغير المناخ، مشيرا إلى أن مجاعات “متعددة” تلوح في الأفق.

وأضاف أن الوضع “يائس” بالنسبة للملايين وأدى إلى “إجهاد الأمم المتحدة وشركائها”.

“الصورة التي نقدمها هي أظلم وأتعس منظور للاحتياجات الإنسانية في الفترة المقبلة على الإطلاق. وهذا انعكاس لحقيقة أن جائحة كـوفيد قد عاثت مذابح في جميع البلدان الأكثر هشاشة وضعفا على هذا الكوكب”.

أسوأ الحالات

YPN for UNOCHA
فتيات صغيرات في مخيم الضالع للنازحين من النزاع في اليمن.

مرددا دعوة السيد لوكوك للتضامن العالمي، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العالم على “الوقوف مع الناس في أحلك أوقاتهم وذروة  احتياجهم”، حيث تستمر الجائحة العالمي في التفاقم.

على الرغم من أن المنظومة الإنسانية قدمت “الغذاء والأدوية والمأوى والتعليم وغيرها من الضروريات لعشرات الملايين من الناس، فإن الأزمة لم تنته بعد”، بحسب ما أكد الأمين العام للأمم المتحدة في بيان.

استهداف 56 دولة

وقال السيد لوكوك إن اللمحة العامة عن العمل الإنساني العالمي لهذا العام تضع خططا “للوصول إلى 160 مليونا من الأشخاص الأكثر ضعفا في 56 دولة ومعظم الخطط، إذا تم تمويلها بالكامل، ستكلف 35 مليار دولار”.

وأشار إلى أنه في حين أن الدول الأكثر ثراء قد استثمرت حوالي 10 تريليونات دولار في درء كارثة اقتصادية من الركود الناجم عن كوفيد ويمكنها الآن رؤية “ضوء في نهاية النفق … لا يصدق نفس القول على أفقر البلدان”.

أوضح السيد لوكوك أن أزمة كوفيد-19 دفعت الملايين إلى براثن الفقر “وأدت إلى ارتفاع حاد في الاحتياجات الإنسانية”، مضيفا أن تمويل المساعدات ضروري “لدرء المجاعة، ومكافحة الفقر، وتحصين الأطفال وإبقائهم في المدرسة”.

وسيتم استخدام الأموال النقدية من الصندوق المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة (CERF) لمواجهة العنف المتزايد ضد النساء والفتيات المرتبط بالجائحة، كما قال السيد لوكوك.

صدمات المناخ تضاف إلى المشاكل

وسلط وكيل الأمين العام الضوء على مدى تأثير تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العالمية في زيادة التوقعات القاتمة للاحتياجات الإنسانية في عام 2021، حيث كان تأثيرهما “أكثر حدة في البلدان التي تعاني أيضا من أكبر المشاكل الإنسانية. وبالفعل، فإن ثمانية من البلدان العشرة الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ هي تلك التي ستحتاج فيها الوكالات الإنسانية إلى القيام بقدر هائل من العمل”.

وساهمت النزاعات القديمة والجديدة أيضا في زيادة الاحتياجات، كما ذكر لوكوك، مشيرا إلى “تصاعد جديد للنزاع في أماكن كانت في السابق أكثر سلاما. لقد رأينا ذلك بوضوح في الآونة الأخيرة في ناغورنو كاراباخ، لقد رأينا ذلك في شمال موزمبيق، وشاهدناه في الصحراء الغربية وفي الوقت الحالي، بشكل مأساوي، نراه في شمال إثيوبيا”.

وتابع لوكوك قائلا: للأسف، هذه الاضطرابات “لم تحل محل النزاعات التي تم حلها وتهدئتها في أماكن أخرى. في الواقع، أصبحت الأمور الآن بنفس السوء في أكبر البيئات الإنسانية بسبب الصراع كما كانت عندما تحدثنا إليكم قبل عام.”

UN Photo/David Mutua
فتيات صغيرات ينتظرن بالقرب من بئر مياه في بلدة غارباهاري المتضررة من الجفاف في جنوب الصومال.

وأضاف: “نحن غارقون في المشاكل، كما تعلمون، ولكن حجم الحاجة والأزمة يؤكد أهمية هذه الجهود الاستباقية في تحسين الأمور إلى الأفضل قليلاً، لكن ما زالت تضعنا في وضع رهيب ويائس”.

حساب الإنفاق بحكمة

بالإضافة إلى توفير الوسائل لمساعدة المجتمعات في الأزمات، أكد السيد لوكوك على تركيز نداء الأمم المتحدة على الإجراءات الوقائية.

وشمل ذلك حقنا نقديا لمنظمة الصحة العالمية في شباط/فبراير في بداية جائحة الفيروس التاجي، لضمان حصول البلدان الأفقر على معدات وقائية لمواجهة كوفيد-19.

وبالمثل، تلقى عشرات الآلاف من ضحايا الفيضانات المحتملين في بنغلاديش أيضا “دعما ونقدا” في الوقت المناسب حتى يتمكنوا من حماية ممتلكاتهم وسبل عيشهم.

أكد السيد لوكوك: “ما انتهى بنا المطاف هناك كان استجابة أرخص بكثير وأكثر فاعلية بالإضافة إلى استجابة قللت بشكل كبير من المعاناة الإنسانية التي كنا سنواجهها لو قمنا بالشيء التقليدي – وهو الانتظار حتى حدوث الفيضانات”.

أجراس الإنذار تدق

وأكد السيد لوكوك أن مفهوم “القضاء على المشكلات في مهدها” والعمل عليها قبل أن تصبح حرجة “راسخ بشكل متزايد الآن”.

ومع ذلك، شدد منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة على أن حجم التحديات التي تواجه العاملين في المجال الإنساني العام المقبل هائل ومتزايد.

وقال: “إذا تجاوزنا عام 2021 دون حدوث مجاعات كبيرة، فسيكون ذلك إنجازا كبيرا. كما تعلمون، الأضواء الحمراء تومض، وأجراس الإنذار تدق.”

 

قد يعجبك ايضا