20 ألف حالة إصابة بالسرطان سنوياً سببها تعاطي القات المرشوش بالمبيدات الحشرية
أخطار كثيرة وآثار وخيمة تسببها المواد الكيميائية والسامة التي تحتويها المبيدات المستخدمة في رش شجرة القات والتي تؤدي في أغلب الأحوال إلى الإصابة بالأمراض السرطانية حسب تأكيدات الأطباء المتخصصين وهو ما تعاني منه اليمن كثيرا بسبب تعاطي المواطنين للقات الملوث أصلا بهذه المبيدات والسموم الخطيرة، ونظرا لارتفاع أسعار وريقات القات خلال أيام فصل الشتاء وإقبال الكثير من المواطنين على شراء هذه الشجرة الخبيثة يستعين الكثير من المزارعين بأنواع خطيرة من المبيدات لغرض زيادة الإنتاج مما جعل محصول القات المستهلك الأول للمبيدات والأسمدة وبشكل جائر بهدف الحصول على الأرباح التي تشبع أطماعهم المادية على حساب صحة وسلامة أفراد المجتمع .. بين هذه السطور تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع .. لنتابع:
الثورة / حاشد مزقر
لا تكمن المشكلة في القات ذاته بقدر ما تكمن في أثر المبيدات المستخدمة في حماية القات من الآفات الزراعية هذه النتيجة توصلت إليها دراسة علمية عن المبيدات نفذتها المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بواسطة الدكتور عبدالرحمن ثابت -أستاذ سُمية المبيدات وتلوث البيئة بجامعة صنعاء وحددت تسعة أنواع من المبيدات المستخدمة في حماية شجرة القات وثبت علاقتها بظهور الأورام السرطانية في الغدد الدرقية والأوعية الليمفاوية والطحال والرحم والأمعاء والمثانة والرئة والكيد والأوعية الدموية بالإضافة إلى سرطانات الفم.
تأثير المواد الكيميائية
وتحذر مؤسسة “يمن بلا قات” في دراسة لها نفذت بواسطة الدكتور محمد مسعود سُميح من الآثار الصحية والنفسية الناتجة عن تأثير المواد الكيميائية التي يحتويها القات بالإضافة إلى أثر المبيدات التي تُرش بها شجرة القات.
وتشير المنظمة الأهلية إلى أن 90 % من المواد الفعالة للقات تمتص عبر الغشاء المخاطي للفم مسببة جفافا وتغيرا للأنسجة المبطنة للخد مما يؤدي لظهور (اليكوبليكا) وهي حالة تسبق حدوث السرطان كما أن “القات مسبب من مسببات سرطان تجويف الفم بطريقتين؛ الأولى نتيجة تأثير الاحتكاك الدائم الذي يؤدي إلى حدوث خدوش أو جروح مزمنة فتتحول مستقبلا إلى سرطان والثانية بسبب المبيدات المستخدمة في الحفاظ على شجرة القات”، وتضيف المعلومات أن تعاطي القات سبب رئيسي في انتشار سرطان المستقيم ويربط استشاري طب الأطفال الدكتور أحمد علي شمسان المقرمي ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان لدى الفئات العمرية الأكبر “باحتمال تعاطي القات والشمة” مستدلا على ذلك بانخفاض النسبة لدى الأطفال.
مبيدات مجهولة وقاتلة
ما يزيد من خطر القات في فصل الشتاء استخدام المزارعين أنواعاً مختلفة من المبيدات القوية التي تجعل وريقات القات تنمو في ظروف البرد الشديد وبحسب ناصر حسن الشماع رئيس منظمة “إرادة لوطن بلا قات” فإن أكثر من 300 نوع من السموم المحرمة دوليا و400 نوع آخر من السموم والمبيدات المهربة تدخل اليمن لرش شجرة القات.
وأشار الشماع إلى أن هناك أكثر من 20 ألف حالة إصابة بالسرطان سنويًا سببها تعاطي القات المرشوش بالمبيدات الحشرية.
عدم الالتزام بمدة التحريم
كشفت دراسة زراعية هامة أعدها المهندس الزراعي هاشم العيدروس؛ أن هناك المئات من المبيدات غير المصرحة في الأسواق المحلية وهناك مبيدات مجهولة المصدر مما يعني أن هناك مخاطر كبيرة عند استخدامها.
الدراسة التي تحمل عنوان (المبيدات وأثرها على البيئة والإنسان) أشارت إلى أن بعض المزارعين لا يلتزمون بفترة (التحريم) وهي فترة ما بين الرش وجني المحصول والتي لا يزال المبيد خلالها ساماً وفعالاً؛ هذه الدراسة والواقع الزراعي الملوث بالسموم القاتلة إضافة إلى الوضع الصحي والذي جعلنا من أكثر الدول إصابة بأمراض السرطان يجعلنا ندق جرس الإنذار لكل مواطن ومزارع حريص على صحته ولكل مسؤول لم يحرك ساكنا في الموضوع رغم خطورته.
أعراض الإصابة بالتسمم
وفي نفس السياق أكدت مؤسسة الأبحاث العلمية SRF التأثيرات السلبية للمبيدات على الإنسان، كما أوضحت أن تحديد أعراض الإصابة بالتسمم الحاد الناجم عن المبيدات ليس بالأمر السهل إذ أن تلك الأعراض تشبه الأعراض العامة التي تعتري الإنسان في حياته اليومية كالصداع والغثيان والتشنجات غير أن لها القدرة على إحداث السرطان وإحداث التشوهات الخلقية والأورام بالإضافة إلى التسمم المزمن نتيجة تراكم المبيدات في الجسم بكميات قليلة وعلى فترات طويلة خاصة وأن معظم المبيدات المهربة غير المرخصة دوليا تحتوي على مركبات مصل DDT والأندرين والديلدرين إضافة إلى مركبات الزرنيخ ومركب الامينوترايازول والتي ثبت علميا أنها تتسبب بداء سرطان الكبد والجلد وسرطان الغدة الدرقية.
حماية المواطن مسؤولية الدولة
السنوات الأخيرة جعلت من بعض المزارعين يتجهون إلى زراعة القات بكثرة نظرا للعائد المادي الذي يحصلون عليه من هذه الشجرة مقارنة بالمحاصيل الزراعية الأخرى مثل الفواكه والخضروات، لذا فإن القات يعتبر المحصول الأول، ولزيادة عمليات قطفه وإنتاجه يتم استخدام المبيدات فيه، وبشكل كبير لا يراعي المزارعون معها انتهاء فترة الأمان للمبيد بل ويقومون ببيعه بعد رشه بالمبيد بيومين أو ثلاثة أيام، وهذا ما اعترف به الكثير من المزارعين، وما يتردد عن السموم الخطيرة والأسمدة الخارجية كالسماد الحديدي وما يقال عنه السم الإسرائيلي ليس خفيا على الجهات المسؤولة ويشتريها المزارعون من الأسواق وهناك العديد من المزارعين يستخدمونها دائما وبالتحديد لتحسين إنتاج القات وهؤلاء لا يتقون الله ولا يهمهم إلا الربح المادي.
لذلك تعتبر قضية حماية المواطن من خطر استخدام المبيدات بشكل جائر واستخدام المبيدات المهربة واجباً تتحمل مسؤوليته الدولة وفقا للقرار الوزاري رقم (26) لسنة 2007م والذي حدد (349) مادة فعالة لمركبات مبيدات الآفات التي يمنع تداولها في الجمهورية اليمنية ويخضع من يقوم باستيرادها وبيعها للمساءلة أمام القضاء لينال جزاءه الرادع.