ميدل ايست آي: القرى اليمنية تتحول إلى مدن مصغرة بسبب النزوح
سلط تقرير لـموقع ” ميدل ايست أي” البريطاني الضوء على نزوح السكان في المناطق المتصارعة في اليمن إلى الريف، منذ أن شن التحالف السعودي حربًا على البلاد الفقيرة في 2015م، تاركين المناطق الحضرية شبه مهجورة.
وقال التقرير الذي نشره الموقع أمس السبت، أن القتال ينتقل من قرية إلى أخرى، لتجد مدن مثل تعز والحديدة نفسها في مأزق منذ سنوات، وخنق الحياة هناك، بينما تبدو القرية بحال أفضل جراء ما تشهده من تطوير وتحسن في الخدمات الاجتماعية التي جعلت القرية أشبه بالمدينة إلى حد ما.
وأشار التقرير إلى أن الجميع يسعى إلى الاستيلاء على المدن، لما تضمه من مؤسسات عامة ووزارات ومعسكرات، مع عدم استعداد أي من الطرفين للتنازل عن الطريق.
وأوضح التقرير أن حوالي 3.6 مليون شخص نزحوا من ديارهم في اليمن منذ بدء الحرب، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
فيما كان تقرير سابق صدر في 2010م، قد أكدت أرقامه بأن أكثر من 70% من سكان اليمن يعيشون في مناطق ريفية ، موزعين على أكثر من 130 ألف قرية ومحلية، بينما حوالي 29 % من سكان الحضر ، يعيشون في 3642 مركزًا.
ونوه التقرير إلى أن المناطق الريفية النائية تطورت جزئيًا فأصبح من الممكن العثور على عيادات ومعاهد ومراكز تسوق جديدة، بسبب ما يقوم به النازحون من عمليات بناء وتنمية.
فمع ارتفاع أسعار الأراضي مع زيادة الطلب ، تخلى العديد من القرويين عن زراعتهم وباعوا أراضيهم للمطورين.
غسان نديم 39 عامًا فر من منزله في تعز عام 2016م، بعد وصول المعارك إلى الحي الذي يقطنه، حيث فر إلى مديرية الشمايتين التي تبعد 70 كم من تعز عند أقاربه، نديم محاسب مالي كان من الصعب التكيف مع حياته الجديدة في القرية.
كانت السنة الأولى صعبة للغاية، حيث لم يكن لدي أي عمل ولم أكن أعرف إلى أين أذهب للاستمتاع بالأشياء ، ولكن بعد ذلك بدأت الأمور تصبح أسهل، هكذا تحدث نديم عن نزوحه، وأضاف “افتتح بعض المستثمرين في مدينة تعز مشاريعهم في حي الشمايتين وكانت هناك العديد من المباني الجديدة ، كما أغلق المستثمرون مكاتبهم في تعز وافتتحوها هنا”.
تقدم نديم بطلب للحصول على وظيفة في إحدى مؤسساتهم في منطقة الشمايتين وكان محظوظًا بما يكفي للحصول على وظيفة.
وقال “المستثمرون والمنظمات والمؤسسات وكل الناس يبحثون عن الأمان ، لذلك غادر العديد من أصدقائي مدينة تعز وجاءوا للبحث عن عمل هنا”.
لافتًا إلى أن الشمايتين ليست منطقة ريفية بعد الآن ، وهي الآن مثل مدينة يمكنك فيها تلقي جميع الخدمات الأساسية.
“علاوة على ذلك ، فإن فرص العمل هنا أفضل مما هي عليه في المدينة. لقد بدأت بنفسي في بناء منزل هنا بعد أن تضرر منزلنا في مدينة تعز ، التي تقع في منطقة مهجورة بالقرب من الخطوط الأمامية للقتال”.
نديم حزين على منزله القديم ولكنه سعيد لرؤية الكم الهائل من أعمال التطوير والبناء الجارية في المناطق الريفية.
وقال “إن أحد الأشياء الجيدة وسط هذه الأزمة هو تمدين المناطق الريفية”.
لا أستطيع مغادرة المدينة