حمزه عمر .. مدرس يعول أسرته من الخط العربي
في حوش منزله الصغير ، يجلس حمزه عمر ، منهمكاً في نثر الأحرف على ورقة بيضاء ، ليحولها الى لوحة فنية جميلة ، تتميز بخطوط عربية زاخرة ، تسحر الناظرين إليها ، وتنال إعجابهم .
يمارس ” حمزة عمر ” والبالغ من العمر ( 45 عاماً ) ، موهبة الخط منذ ما يقارب 30عاماً ،حيث بدأ يمارسها ،منذ ان كان في الخامسة عشر من عمره ، ليستمر الى يومنا هذا ، فهو لم يكتف بموهبته الفطرية ،بل أراد ان ينميها ،ويصقلها ، فالتحق بقسم التربية الفنية بكلية الفنون الجميلة في جامعة الحديدة ، بعد ان انهى دراسته الثانوية تلبية لإبداعه ،وأصبح مدرساً في المدارس الحكومية تخصص تربية فنية .
اكتسب حمزة شهرة واسعة في مجال فن الخط ، واستطاع أن يحجز له مكانه بين أسماء المبدعين والموهوبين ، وشارك في العديد من المسابقات المحلية وفاز فيها ، كما انه عمل حكماً لمسابقات الرسم في المدارس ، بعد ان أصبح خطاطاً محترفاً لا يعجز عن احتراف أي رسمه ، يتم تكليفه بها .
مارس حمزة موهبة الخط كهواية منذ بدايته ،الا انه ومنذ ان بدأت الحرب وتوقف صرف الرواتب للموظفين ، حول موهبته في الخط العربي إلى مصدر رزق لأسرته الصغيرة ، بعد ان رأى أن ظروفه المعيشية بدأت تسوء ، فبدأ باستلام مقابل مالي للأعمال التي يقوم بتجهيزها للآخرين بناءاً على طلبهم ، او يقوم بكتابة لوحات فنية وبيعها ، لمن يعشقون الخط العربي واللوحات الفنية ، حيث يرى ان هناك الكثير من الناس ، لازالوا معجبين بالخط العربي، رغم تراجعه في السنوات الأخيرة، بسبب التكنلوجيا الحديثة ،واهتمام الناس بها .
إستطاع الخطاط الموهوب أن يستثمر موهبته ، ويتغلب على الأوضاع المعيشية الصعبة التي واجهته بفضل هذه الموهبة فهو يكسب شهرياً مبلغاً مالياً لابأس به استطاع من خلاله ان يوفر لأسرته احتياجاتها من الاكل والشرب وغيرها من الاحتياجات التي تحتاجها الاسرة ..
ورغم ممارسته لهوايته، يواجه حمزه الكثير من الصعوبات والمعوقات ، ومنها ارتفاع أسعار أدوات الرسم ، مثل القماش والألوان والزجاج ، وغيرها من الأدوات التي يحتاجها في عمله ، مما يضطره لشراء أدوات أقل جودة وخصوصاً الألوان ، فهو لا يستطيع شراء ألوان احترافية ، وهذا ما يجعله أحياناً ، يعتذر عن القيام ببعض الأعمال ، وهذا بالنسبة له أمر مزعج يفقده دخلاً إضافياً .
يأمل حمزة أن يتوسع في مجال عمله ،ويفتح مكتباً خاصاً ليمارس فيه هوايته ، ليحقق ربحاً أكبر مما يحصل عليه الان ، من اجل ان يصرف على أطفاله ، ويوفر لهم كافة احتياجاتهم ، ويستطيع تربيتهم وتعليمهم بالشكل الذي يرغب فيه ويتمناه ، ومن أجل ان يساهم في نشر واحياء هذا الفن العريق .