تحالف اللصوص.. ينهب البحر والبر وحتى الأحجار والأشجار والحيوانات يسرقها!

عبدالرحمن الأهنومي

الأستاذ القدير عبدالصمد القليسي، كتب على حسابه في الفيس بوك «بعد أن كثر سؤال الناس عن أهداف العدوان على اليمن توصلت إلى تعريف جامع مانع للتحالف ، “التحالف هو مجموعة من اللصوص المحليين، طلبوا مساندة من لصوص إقليميين ودوليين لتدمير اليمن وتجويع شعبه”، لم أجد توصيفا أكثر دقة للحال والواقع من هذا الوصف ، وقد جرني إلى الحديث عن حرب النهابة «السعوديين والإماراتيين» على اليمن والتي تدخل عامها السادس بعد أشهر ، وما يتعرض له اليمن من نهب وسطو وسرقة لكل شيء من قبل تحالف اللصوص والمرتزقة والناهبين الدوليين والإقليميين واليمنيين.
في البدء لابد أن يعي اليمنيون جميعهم بحقيقة التحالف الذي يأتلف فيه أعداء وخصوم ومرتزقة ومأجورون من جنسيات عديدة ، وأنه من خلال ما يفعل ليس إلا تحالفا للصوص والناهبين والطامعين، يصطفون ويحتشدون بدعوى تحرير اليمن ، ومساعدة اليمنيين ، وإعادة الأمل إليهم، وإعادة «شرعية الفارين» ، وينهبون ثروات وكنوز اليمن ويسرقونها ويعودون بها إلى بلدانهم على متن البواخر والسفن الكبرى ، ينهبون النفط والغاز ، يجرفون ويسرقون الأسماك ويدمرون البحر ، المناجم وحتى الحيوانات والأشجار النادرة والآثار والتاريخ والمخطوطات وكل شيء وجدوه في البر أو البحر سرقوه وعادوا به إلى بلدانهم. وأبقوا القليل من الفتات لمرتزقتهم المأجورين على اختلاف أشكالهم وتوجهاتهم .. فهل يمكن أن نسمي نهب الثروات الطبيعية والإنسانية والتاريخية وسرقة كل شيء في سقطرى وفي جزر اليمن – التي تتميز بأشجارها وطيورها النادرة – تحريراً لليمن؟!.
ولا يمكن اعتبار ما يفعله تحالف اللصوص من نهب لليمن من أقصاه إلى أقصاه، إعادة أمل لأحد أو شرعية لأحد، ما يحدث من نهب للثروة النفطية والبحرية، وسرقة للتاريخ والآثار، الأشجار والحيوانات النادرة التي تقوم الإمارات بسرقتها من سقطرى ونقلها إلى أبو ظبي ودبي وتوطينها هناك، يجسد حقيقة أنها حرب النهب والسرقات الكبرى، وأننا أمام «تحالف من اللصوص لنهب اليمن وسرقة ثرواته» ، وهذا هو التوصيف الواقعي لما يحدث ، وهو التوصيف الحقيقي لحال من يتشاركون في العدوان على بلادنا منذ مارس 2015م.
تضع القوات الإماراتية الناهبة يدها على ميناء بلحاف ومنشأة تصدير الغاز المسال في الميناء ، وتقوم بضخ الغاز وسرقته لصالحها ، والشيء نفسه تسيطر على معظم القطاعات الإنتاجية النفطية في شبوة وحضرموت وعدن ، وتقوم بتفريغها في سفن شحن ترابط عرض البحر وتذهب به إلى مصافيها لبيعه ، مقابل بضعة آبار تبقيها للمرتزقة ، الحال نفسه تقوم به القوات السعودية التي تسيطر على أجزاء من الجوف ومارب ، وتحاول السيطرة التامة على المهرة ، وتواصل نهب البر والبحر وما طاب من البر من ثروات وكنوز وآثار وحتى مخطوطات وتحف وتاريخ وحضارة، وغدا سيقول هؤلاء الطارئون أن حضاراتهم تمتد إلى ما قبل بعثة نبي الله نوح عليه السلام ، وسيضعون ألف معروض من المسروقات ليثبتوا ذلك.
هدم القباب والمساجد القديمة في مناطق كثيرة قامت بها مليشيات السعودية والإمارات ، وعمدت إلى نهب الأخشاب والأحجار المنقوشة ، وحتى الأبواب والنوافذ القديمة التي تحتويها تلك المساجد والأماكن الأثرية ، وقاموا بنقلها إلى مدنهم لعرضها على أنها تاريخهم التليد ، وتعرضت المساجد القديمة في تعز وعدن والساحل الغربي وفي مناطق بالجوف ومارب لعمليات نهب وسرقة من قبل السعودية والإمارات ، وتعرضت اليمن بآثارها وتاريخها وطبيعتها وثرواتها وكل ما فيها للنهب والسرقة من تحالف اللصوص ، ساهم في ذلك وجود مرتزقة باعوا الأرض والعرض والتاريخ والإنسان والثروة وأباحوا البلاد والعباد مقابل الأموال المدنسة التي يتقاضونها.
في سقطرى لم تسلم الطيور والأحجار والأشجار والحيوانات البرية ، من السرقة والنهب ، يعمل أولاد الإمارات على سرقة الطبيعة ونهبها لإشباع حالة الهوس التي تجتاح ملوك الإمارات وتسيطر على أفكارهم ، لإثبات الذات وجودا وحضارة ولو بسرقة الأشجار والأحجار والقطط والكلاب وغيرها من الحياة البرية في جزيرة سقطرى ، وتحويلها إلى معروضات تتباهى بها في إماراتها القاحلة.
وفي السواحل تتناوب سفن إماراتية وسعودية على طول الشريط الساحلي للبلاد على نهب الأسماك وتجريفها وسرقتها يوميا ، تعمل البارجات والقطع الحربية على تجريع الصيادين اليمنيين ألوانا من الإذلال والقهر؛ فالبرغم من الاختطاف والقتل يتم منعهم من الاصطياد والتنكيل بهم وملاحقتهم ونهب معداتهم ، مؤخرا ابتكرت القوات الإماراتية التابعة لأبو محمد الطنيجي في الساحل الغربي طريقة جديدة للنهب وللامتهان معا ، لقد حددت يوما في الأسبوع يسمح فيه للصيادين اليمنيين بالاصطياد في بعض مناطق الصيد وحرمت عليهم الاصطياد في باقي الأيام ، وللسفن الإماراتية كل أيام الأسبوع تجبي إلى أبراج وقصور وفنادق أبو ظبي ودبي أسماك وحيتان وكنوز وثروات اليمن من سطح البحر ومن أعماقه ، لقد تُرك البحر نهبا لكل أشكال النهب والسرقة واللصوصية ، من الدهس على كرامة الصيادين ونهب وسرقة الأسماك وتجريفها ، إلى تدمير البيئة البحرية، بشراكة اللصوص والمرتزقة المحليين ، وفي السواحل الشرقية كما الساحل الغربي تعربد سفن اصطياد إماراتية وسعودية وأجنبية في المياه الإقليمية في البحر العربي وخليج عدن وبحراسة المرتزقة والعملاء، قبحهم الله.
تسرح سفن النهابة وتمرح وتعربد في البحر وتصطاد ما تشاء وكيف تشاء، فيم يحظر على قوارب الصيادين اليمنيين من الحركة في كل المناطق الساحلية التي «حررها التحالف» مع التحفظ ، فإلى الكرامة المهدورة تتم مصادرة قوارب الصيادين بمعداتها وحمولاتها من الأسماك ، والكثير منهم خسر حياته ثمنا ، وفي أوقات كثيرة تنتهي رحلة الصيد بهم في سجون سرية إماراتية أو سعودية ، لكأن السواحل والبحار والحيتان والكنوز صارت أملاك النهابة السعوديين والإماراتيين ، محظور على اليمنيين الاقتراب منها!
كلنا نتذكر البروباغندا الإعلامية الهائلة التي أطلقت تزامنا مع بدء عمليات “السيف الذهبي” في الساحل الغربي التي قادتها دويلة الإمارات ، وحين حشدت لمعركة الساحل الغربي الألوف من المرتزقة المحليين والأمريكيين والكولومبيين والسودانيين ومن جنسيات أجنبية عديدة ، كان الجمع يصفق بحرارة لما يسمونها عمليات تحرير الساحل الغربي ، نحن اليوم بعد عامين من توغل تحالف العدوان والمرتزقة في مناطق الساحل الغربي، ما يحدث هو أن الإماراتيين يأتون كل يوم بخمس سفن صيد كبيرة تملؤها بالأسماك المختلفة ثم يعودون إلى ديارهم محملين بمختلف أنواع الأسماك وأندرها، ليس هذا فحسب بل وتقوم تلك السفن بتفجير الشعب المرجانية وتجمعات الأسماك لجرف أكبر عدد ممكن منها وحتى تكون السرقات على شكل شحنات كبيرة من الأسماك، ما يهدد بتدمير البيئة البحرية برمتها ، الأمر نفسه يحدث في سواحل عدن والسواحل الشرقية لليمن ، وفي سقطرى حتى الطيور والحيوانات البرية وأشجار دم الأخوين وغيرها من الأشجار النادرة ، سرقتها الإمارات وقامت بشحنها على متن بواخر ونقلتها إلى مدنها العاجية ، يحدث هذا فيما الكل يصفق لمعركة تحرير اليمن من المليشيات كما يزعمون ، أي تحرير هذا الذي أحال بحارنا للنهب وجزرنا للغنيمة ، وبرنا إلى مرتع للصوص والنهابين، على اختلاف أشكالهم وألوانهم.
صارت بحارنا وجزرنا أملاكا خاصة بأولاد زايد وغيرهم من المتهافتين اللقطاء ، حين صدق البعض وتواطئ آخرون وارتزقوا ، وقالوا وصدقوا أن هؤلاء قد جاءوا لتحرير الساحل الغربي ومدينة الحديدة ، من قال لليمنيين إن تحالف المارقين ومن معه من حشود وجحافل المرتزقة والمأجورين الذين قاتلوا إلى جانبه في السواحل الغربية والشرقية، كاذب تفضحه الوقائع والشواهد والنهب الحاصل اليوم ، من اعتقد أن تحالف اللصوص جاء لتثبيت «شرعية أحد» ونفي آخر، أو لسواد عيون الشرعيين وضد الانقلابيين ، أو بهدف منح اليمنيين في عدن والساحل وسقطرى وحضرموت جنانا خضراء ، وبناء مدن فاضلة عليها، واهم وعليه أن يراجع موقفه واعتقاده ، لقد جاؤوا لنهب وسرقة كل شيء في البحر والساحل والبر ، وللسطو على كل شيء ونهبه إلى بلادهم ، وهذا ما قلناه وقاله الأحرار منذ اليوم الأول.
هل يمكن لعاقل في البسيطة أن يعتبر عمليات قتل الصيادين اليمنيين ، ومصادرة أرزاقهم ، ونهب ممتلكاتهم ، ومنعهم من الاصطياد ، عمليات تحرير وطنية مثلا؟. وهل يمكن أن يعد سرقة الأسماك ، وتجريف الثروة البحرية ، ونهبها يوميا بسفن صيد عملاقة من المخا وذوباب ورأس عمران وغيرها من مناطق الساحل الغربي ، وجبايتها إلى إمارات أبو ظبي ودبي والفجيرة يوميا، إعادة لأمل اليمنيين؟.
يفعل تحالف اللصوص هذا ، وثمة طرف آخر يلاحق الصيادين اليمنيين ويهدد أرزاقهم بالفناء إلى جانب بارجات وطائرات تحالف اللصوص والنهابة ، المرتزقة بقيادة طارق عفاش يحرسون عمليات النهب والسطو والسرقات اليومية التي تتعرض لها سواحلنا في البحر الأحمر ، ويقومون بحماية المياه اليمنية والأسماك اليمنية من الصيادين اليمنيين ، ويبيحونها للإماراتيين وغيرهم من اللصوص ، يستغرب البعض كيف ليمنيين أن يتحولوا إلى حراس لمن يسرق الثروة ويحرم اليمنيين منها ، ولكن منذ متى صار هذا الذي انهمك وهو في مركز القرار والسلطة على الدوام في مبارزة من اعتقد أنهم شعب من الثعابين وسرقة أقواتهم وحقوقهم وبنى بها الأملاك الخاصة واعتبر اليمن ملكا له ولأسرته؟!
مقابل موازنات شهرية تسلم من الإماراتيين لطارق عفاش فإن شيئا وحيدا يقوم به مع «حراس الجمهورية» الأشاوس كوظيفة أثيرة ، حماية الثكنات العسكرية الإماراتية في الساحل الغربي ، وملاحقة الصيادين اليمنيين ومنعهم من الاصطياد ، وتأمين السرقة والنهب والتجريف للأسماك ، وحماية سفن الاصطياد التي تسرق الأسماك وتجرفها من قرية عمران إلى رأس الفازة ، وأرخبيل حنيش ، إلى أرخبيل زقر ، والمخا ، وذوباب ، والخوخة ، ثم تعود بها إلى مطاعم وقصور إمارات أبو ظبي ودبي والفجيرة وأخواتها من المشيخات السبع ، محملة بأسماك مختلفة الألوان والأشكال ، هذا الذي يدعي أنه صار حارسا وحاميا للبلاد والعباد والنظام والجمهورية ، يحمي الناهبين والطامعين ويحرس سرقاتهم وبمقابل فتات من المال المدنس.

قد يعجبك ايضا