لعام دراسي ناجح.. الأسرة والمدرسة والمعلم على المحك

 

لا تجعل الظروف التي تعيش فيها كابوساً أمام تحقيق حلمك من خلال التحاقك في المدرسة وإنما بجهود مشتركة من الأطراف الثلاثة الطالب والأسرة وكذلك المعلم – حقق نجاح وتفوق يوصلك من خلاله إلى إنجاز خطوة من خطوات تحقيق حلمك وطموحاتك المستقبلية هذه الأطراف الثلاثة لا بد أن يقوم كل طرف بما عليه تجاه العام الدراسي الجديد.
ومن البديهي أنَّ كلَّ فئةٍ من النَّاس ترى العالم بما يحمله بصورةٍ ذهنيَّةٍ تناسب الفهم والذهن والخبرة المتكونة لديها حول طبيعة العام وخبرات الأعوام السابقة، فيراه التلاميذ وقد توسَّعت مداركهم وتعمَّقت أفهامهم بصورةٍ مغايرةٍ لجميع الأعوام التي سبقته وباعتباراتٍ أكثر وأكبر، ومن الحريِّ بجميع المعنيين بالعام الدِّراسي الجديد أن يتقنوا التخطيط والتنظيم لاستقباله ليتحقَّق لهم أسمى ما تمنَّوا وأضمروا في أذهانهم من أهدافٍ وأحلام.

دور الأسرة في استقبال العام الدِّراسي
نصح الأبناء وإرشادهم ومساندتهم في التعرف إلى أهدافهم ومتطلَّبات عامهم وصناعة رؤاهم والتماشي مع رسالتهم الدينيَّة والمجتمعيَّة.
المراقبة الموثقة والحريصة للأبناء ونشاطاتهم وعلاقاتهم مع الأشخاص والجهات أو الأدوات التي يتعاملون معها ويحتكون فيها.
التواصل المستمر مع إدارة المدرسة وأعضاء هيئة التدريس لمعرفة واقع الطالب وتفاعلاته ومدى انسجامه داخل البيئة المدرسيَّة.
تعظيم ورفع مكانة المعلم والمدرسة في نفوس الطلبة والأبناء وتوجيههم لاحترامهم وتقديرهم والاستفادة من معارفهم وأخلاقهم وعلومهم.
تعديل سلوكيات الأبناء بالأساليب المنهجيَّة الإنسانيَّة والتربويَّة بعيداً عن تحطيم النَّفس واستخدام التعنيف الجسدي واللفظي.

دور المعلم في بداية العام الدراسي
يحتل المعلم مكانةً مهمةً في حياة الإنسان وبشكلٍ خاص في مرحلة الدراسة، فهو المسؤول الأول عن نجاح الطالب وعن سرعة تلقيه لمختلف المعلومات الصحيحة والمهمة التي يمنحه إياها، وفي ما يلي مجموعة من النقاط المهمة والتي يجب على المعلمين السير عليها للتذكير.. ومنها:

– تعرّف على طلابك بشكلٍ جيد
من الضروري جداً في بداية العام الدراسي أن تجلس لعدة مرات مع طلابك، وأن توجه إليهم بعض الأسئلة الشخصيّة التي ستساعدك في التعرف عليهم.

– ضع قوانين صارمة في الصف
لكي تنجح في قيادة صفك وطلابك بشكلٍ جيد طيلة العام الدراسي، عليك أن تبتعد عن الفوضى بجميع أشكالها، وأن تضع مجموعةً من القوانين الصارمة التي يجب أن يلتزم بها جميع الطلاب دون أي تمييز أو استثناء،

– لا تحمّل نفسك فوق طاقتها
إذا أردت أن تكون معلماً ناجحاً ومتألقاً في مهنتك عليك أن تراعي نفسك، وأن تمنحها حقها الطبيعي في الراحة، وذلك لكي لا تواجه ضغوطاً نفسيّةً شديدة تُعيقك عن أداء مهمتك التدريسيّة بشكلٍ صحيح.

– ثِق بطلابك
لكي تنجح في الوصول بطلابك إلى أعلى درجات النجاح الدراسي عليك أولاً أن تثق بهم وبقدراتهم، وأن تُظهر لهم ثقتك هذه بشكلٍ واضحٍ.

– تحاور مع طلابك
لكي تكسب محبة طلابك واحترامهم لك، ولكي تكون مُعلماً ناجحاً، عليك ألّا تقطع سبل الحوار معهم، وأن تخصص جلسات إسبوعية لتحاورهم في مختلف المواضيع العامة التي تهمهم والتي تجعلهم يتقربون منك ويثقون بك أيضاً.

دور الطالب في بداية العام الدراسي
مع بداية العام الدراسي، من المهم لكل طالب أن يواجه أول أيام الدراسة بالابتسام، والتحلي بانطباع إيجابي تجاه سنة دراسية جديدة في عمره.. وسواء كنت في مدرسة ثانوية، أو في كلية، أو كنت تقوم بعمل دراسات عليا، فإن اليوم الأول في الدراسة دائمًا ما يكون بمثابة مناسبة مثيرة، تحمل قدرًا من الرهبة، وإن لم تخل من الأمل، فهذا اليوم أشبه بالصفحة البيضاء التي تتيح الفرصة لبداية جديدة، بل وتعطي المجال لإعادة تهيئة النفس، وإعادة اكتشاف قدراتها الكامنة.

– ابدأ بضبط نومك
من المعروف أنك مازلت في أجواء إجازة الصيف، المشهورة بالسهر مع الأصدقاء حتى وقت متأخر من الليل، والاستيقاظ متأخر، لذا يجب عليك أيها الطالب توخي الحذر، لأنه تبعًا لجدولك الدراسي لن يكون هذا النظام ذا جدوى، حيث أنك لن تنال ما تستحقه من ساعات النوم الكافية، التي من شأنها أن تساعدك عند بدء الدراسة. لذلك قبل أيام من بدء الدراسة، يجب أن تقوم بضبط الساعة البيولوجية لجسدك، من خلال تنظيم ساعات نومك بحيث تتوافق مع جدول الحصص عند بدء الدراسة. فالفصول الصباحية هي شيء مشترك لكل من طلاب المدرسة والكلية، مما يعني أنه من الضروري النوم مبكراً.

– تعرف على معلميك وجدد لهم التقدير والاحترام
تمثل هذه الخطوة أهمية كبيرة خاصة لطلاب لأنهم أكثر عرضةُ من غيرهم لمواجهة أو الالتقاء بأساتذة غير متوقعين وغريبي الأطوار.

– احتفظ دومًا في كل مستلزمات المدرسة
في الحقيقة، لا شيء أسوأ من تفويت حصة ما في أول يوم دراسي؛ لمجرد أنك نسيت الموعد المحدد له. لذلك، قم بالتخطيط لمنع وقوع أي حادث مؤسف يحول دون ذلك، عن طريق إعداد جدول سهل الفهم، أو مخطط يوضح الجدول الزمني لكامل الفصل الدراسي للأشخاص الذين يجدون صعوبة في تعقب واستذكار جميع أعمالهم التي عليهم فعلها، قد يكون من المفيد لهم أن يقتنوا قائمة بالمهام التي عليهم إجراؤها لتسهيل أدائها.

– حدد أهدافك
هل ترغب في دخول قائمة الطلاب المتفوقين علميًا في هذا الفصل الدراسي؟ هل تريد الانضمام إلى منظمة متسلقي الجبال الشاهقة؟ هل تريد كسب المزيد من الأصدقاء؟ هل تريد أن تتعلم الخط الصيني؟ إذا ما قررت إنجاز شيء ما هذا العام، فأنت بالفعل قد اتخذت الخطوة الأولى لتحقيقه، فتحديد الأهداف يضعك في مزاج مناسب، وانطباع جيد يحقق للمرء الاستفادة القصوى من السنة الدراسية.
وإذا كنت في حاجة لتذكير لطيف كل يوم بهذه الأهداف، يمكنك أن تسجل قائمة بها في مفكرة الخطط والمهام، أو حتى بجانب الجدول الزمني الخاص بك، ولا مانع أن تشرك أصدقاءك فيها، وزملاء الدراسة وزملاء السكن الذين قد يكونون قادرين على مساعدتك في تحقيقها.
المختص التربوي/ يوسف فتح دارم

قد يعجبك ايضا