دخل الأسير جمعة إبراهيم آدم (51 عاماً) من محافظة أريحا، اليوم السبت، عامه الـ33 في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ففي العام 1986 كانت إرهاصات انتفاضة الحجارة قد بدأت، وكان جمعة أحد روادها؛ حيث اعتقل في 2 كانون الأول/ ديسمبر 1986 بتهمة رشق الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، وحكم بالسجن 22 شهراً، وأفرج عنه في 18 تموز/ يوليو 1988.
كان من المفترض أن يتم إطلاق سراح الأسير جمعة آدم في 31 تشرين الأول/ اكتوبر 1988، بعد أن قضى محكوميته البالغة 22 شهراً، إلا أن هذا التاريخ كان موعد اعتقاله ثانية؛ فقد أفرج عنه قبل انتهاء حكمه بـ3 أشهر.
بعد إطلاق سراحه عاد لعمله المقاوم، ونفذّ مع 2 آخرين عملية حرق باص يقل جنود الاحتلال، ليحكم بالسجن مدى الحياة.
ففي 31 تشرين الأول/ اكتوبر 1988 وبعد تخطيط محكم، نفذ جمعة آدم، وابن خالته عبد الرحيم مؤمن تكروري، ومحمود سالم أبو خربيش، عملية حرق لباص لقوات الاحتلال في أريحا، لجمع جنود الاحتلال يتناوبون على الحدود، أدت إلى مقتل بعض الجنود وإصابة عدد آخر منهم بحروق متفاوتة.
إثر ذلك، أغلق الاحتلال مدينة أريحا، ونفذّ حملة تفتيش لاعتقال المنفذين، ونجح الاحتلال باعتقالهم، وقد فجر الاحتلال 3 منازل لعائلة أحمد تكروري ومنزل جدة جمعة آدم الذي تربى به، ومنزل خاله عبد الرحيم مؤمن تكروري الذي تواجد به لحظة اعتقاله. وتعرض جمعة لتحقيق قاسٍ وحكم عليه الاحتلال في محكمة رام الله بالسجن مدى الحياة.
استطاع جمعة الحصول على شهادة الثانوية العامة رغم قسوة الاعتقال، فأكمل دراسته الجامعية وحصل على البكالوريوس من الجامعة العبرية في العلوم السياسية، وهو الآن يدرس الماجستير في العلوم السياسية متخصصاًً بالشؤون الإسرائيلية في جامعة القدس.
يعد جمعة عميد أسرى محافظة أريحا، فقد أفرج عن رفيقه في القضية وابن خالته أحمد تكروري في صفقة “وفاء الأحرار”.
والأسير آدم أحد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو، وعددهم 29 أسيراً، والذين كان من المنتظر الإفراج عنهم ضمن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى القدامى ضمن مسار المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، إلا أن سلطات الاحتلال نكثت بالاتفاقية ورفضت الإفراج عنهم في آذار/ مارس 2014.
ولد الأسير جمعة آدم في 9 أذار/ مارس 1969، في مدينة صويلح الأردنية، ونشأ وتربى في بلدة الديوك الواقعة شمال غرب مدينة أريحا، وهو أكبر إخوته، وتعود جذوره إلى جمهورية النيجر في أفريقيا؛ حيث قدم والده إلى فلسطين في العام 1963، بما يعرف بـ (التقديس)، وقد اعتاد الكثير من المسلمين قبل احتلال فلسطين زيارة المسجد الأقصى بعد أدائهم فريضة الحج، واستقر والده بداية في مدينة القدس، وانتقل بعدها إلى بلدة ديوك في أريحا، لكن والد جمعة رحل وهو ما زال فتى صغيراً في العام 1972.
ويقبع الأسير آدم في سجن “هداريم”، وكان قد فقد والدته وهو في الأسر، وتمنع سلطات الاحتلال شقيقه الأسير المحرر يونس الموجود في فلسطين من زيارته لذرائع أمنية.