سرطان الثدي مرض يفتك بأرواح النساء في الحديدة

في الحديدة تعاني الكثير من النساء المصابات بمرض سرطان الثدي،من مشكلات جمة،من بينها تأخر تشخصيه من قبل الأطقم الطبية ،والجهل بأعراض المرض،بسبب إهمال وقصور برامج التوعية من قبل الجهات المناط بها مكافحة المرض الخبيث،خاصة في المناطق الريفية،الأمر الذي يُعرض المصابات بسرطان الثدي إلى تدهور حالتهن الصحية،ووفاتهن في وقت مبكر من الإصابة،مثلما حدث مع الشابة حليمة جلال،التي لم تظهر عليها أعراض الإصابة بالمرض بشكل واضح في الأيام الأولى من إصابتها،وفاضت روحها في وقت وجيز لم تستطع فيه عائلتها أن تعمل على إنقاذها، كما تقول شقيقتها تغريد لـ”الحديدة نيوز“.

قصص أخرى عن المصابات بسرطان الثدي تدمى لها القلوب تسلط عليها”الحديدة نيوز”، من خلال الحديث مع شخوصها والمعنيين بمكافحة المرض من أطباء ومتخصصين .

 

معاناة وألم :

قبل ثلاثة أعوام ،كانت حليمة القاطنة هي وعائلتها في حي الحكيمي وسط مدينة الحديدة ،تشعر بآلام في صدرها،ضنت أنها تعاني من مشكلة صحية عارضة قد تنتهي بتناول أدوية مُسكنة،إعتادت على تناولها بشكل دوري،لكنها في هذه المرة لم تستطع الصمود أمام الألم،فلم تترك مستشفى أو طبيب إلا ويخبروها بنتائج وفحوصات متضاربة التشخيص، فاضطر زوجها لأخذها إلى مصحات طب شعبي،و معالجين روحانيين،ضناً منه أن زوجته مصابه بمرض غير عضوي،لكن جار حليمة،نصح زوجها بضرورة زيارة مركز متخصص بأمراض الرأس والصدر،وحينما تم إسعاف حليمة إلى مستشفى متخصص،كانت نتيجة الفحوصات التي أجريت لها منفرة ،حيث أخبرها الطبيب المناوب في المستشفى ،بأنها مصابة بمرض سرطان الثدي،الأمر الذي أدخل حليمة في حالة نفسية سيئة.

ومع مرور الأيام، قرر الأطباء لحليمة بدء عمل جرعات العلاج الكيميائي،لكن حالتها كانت تزداد سوءاً،وبسبب ذلك اضطرت حليمة السفر إلى مستشفى في العاصمة صنعاء لإجراء ثلاث عمليات جراحية لم تنجح أي واحدة منها، ووقف الأطباء عاجزين عن علاج حالتها،رغم خسارة زوجها وشقيها ملايين الريالات بهدف علاجها،وحين عجز الأطباء في اليمن عن تقديم الرعاية الصحية اللازمة لحليمة قرروا أن تستكمل علاجها خارج اليمن،الأمر الذي دفع عدد من أقاربها،إلى بدء حملة لجمع تبرعات لعلاج حليمة،وحينما تم تجميع المبلغ المالي المطلوب لعلاجها خارج اليمن،وقبل تحديد موعد سفرها بشهرين صُـدم الجميع،بأن حليمة قد فاضت روحها لبارئها تاركة ورائها طفلين.

سرطان الثدي

تحدي وأمل  :

 ومن مدينة الحوك بالحديدة، نموذج لفتاة عشرينية عزباء استطاعت أن تتحدى سرطان الثدي،الذي اُصيبت به،إذ تشرح أحلام عمر ،كيف أنها كانت تشعر بآلام في ثديها،حينما تم إسعافها،ولم تعرف من خلال أطباء زارتهن ،أنها مصابة بسرطان الثدي.

«حينما كنت أتردد على الأطباء أشكو الآلام والتورم الذي أعاني منه في ثديي، كان يخبروني الأطباء أنني مصابة بغدة دهنية،لكنني لم أكن أقتنع»،تقول أحلام لـ”الحديدة نيوز”،وتضيف«مررت بتجربة مرعبة وأنا أتخبطت بين طبيب وأخر،وبعد فحوصات مكثفة تم التأكد أنني مصابة بسرطان الثدي،وكان عليا أن أعرف أكثر عن المرض والسبل الكفيلة للقضاء عليه بعد التوسل والدعاء لله عزوجل بالشفاء».

 خضعت أحلام لجلسات علاج كيمياوي داخل الحديدة ،وحين اندلعت الحرب توقفت بعض أنشطة  مركز الأمل الحكومي لعلاج الأورام السرطانية في الحديدة،مما أضطر أحلام أن تنتقل مع شقيقيها إلى صنعاء،وفي صنعاء وجدت  أحلام ضالتها،وحصلت على رعاية صحية لم تكن تتوقعها ،كما تقول لـ”الحديدة نيوز”.

عقب تكثيف جلسات العلاج الكيميائي،وإلتزامها بتعليمات الأطباء، شُـفيت أحلام،الأمر الذي شجعها لطمأنة المصابات بسرطان الثدي،وتقديم  رسائل توعوية ذاتية لهن بخصوص ضرورة الكشف المبكر ومعرفة معلومات كثيرة تساعدهن على  العلاج من مرض سرطان الثدي،وتوعي أخريات بمسألة الوقاية من مسببات المرض الخبيث.

كانت أحلام تمارس نشاطها التوعوي وتموله من خلال راتبها الذي كانت تتقاضاه من  ممارستها لمهنة التدريس في إحدى المدارس الحكومية لكنها اليوم  لم تتمكن من ممارسة ذات الدور بسبب توقف صرف المرتبات،ولم تستلم لتلك الظروف،فقررت تقديم برنامج توعوي لمنظمات نسوية بحثاً عن دعم لممارسة نشاط\ها ،وهو الأمر الذي تأتى حينما دعمت منظمة اتحاد نساء اليمن نشاطها التوعوي في الحديدة، وهي اليوم مستمرة في توزيع بروشورات توعوية،وتقديم رسائل شفهية للنساء .

مخاوف من الإنهيار :

يرى عبدالله خلوف مدير المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في محافظة الحديدة ،أن«غياب الرسائل التوعوية بمكافحة سرطان الثدي والوقاية من الإصابة به، يساهم في انتشار المرض،إذ أن إجمالي عدد المرضى المسجلين في مركز الأمل لعلاج الأورام بمحافظة الحديدة يزيد عن  6000 شخص، ويستقبل المركز يومياً أكثر من 50 مريضاً».

يقول خلوف «هي فرصة في شهر أكتوبر أن أحكي لـ”الحديدة نيوز“،عن معاناة المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في محافظة الحديدة،إذ أننا نخشى من نفاد الجرعات الكيمياوية،بسبب تكاليفها الباهضة وانحسار الدعم الخيري المقدم من رجال المال والاعمال بسبب مغادر تهم محافظة الحديدة ».

ويضيف خلوف القول«تحتاج المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان الي توفير الجرع شهرياً، لان المريض يحتاج إلي الجرع من 20الى30مليون ريال  شهرياً للعلاج الكيماوي،هذا من  غير تكاليف الأشعة المقطعية ،والفحوصات المخبرية غير احتياجنا لأسرة جديدة بسبب تزايد أعداد المصابات بسرطان الثدي،والمصابين بمختلف الأورام السرطانية الحميدة والخبيثة».

وسرطان الثدي عبارة عن سرطان يتشكل في خلايا الثديين. ويعرِّفه الأطباء بأنه يحدث عندما تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بطريقة غير طبيعية. تنقسم هذه الخلايا بسرعة أكبر من الخلايا السليمة وتستمر لتتراكم، وتشكِّل كتلة أو ورمًا. وقد تنتشر الخلايا من خلال الثدي إلى العُقَد اللمفية، أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.

ماهو سرطان الثدي

يبدأ سرطان الثدي عادةً مع الخلايا الموجودة في القنوات المنتجة للحليب،و يمكن أن يبدأ سرطان الثدي أيضًا في الأنسجة الغُدِّيَّة التي يُطلق عليها اسم الفصيصات ،أو في خلايا أو أنسجة أخرى داخل الثدي.

ولقد حدَّد الباحثون العوامل المرتبطة بنمط الحياة، والعوامل الهرمونية، والبيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ولكن ليس من الواضح السبب وراء إصابة بعض الأشخاص بالسرطان على الرغم من عدم وجود أي عوامل خطر تحيط بهم، بينما لا يُصاب أشخاص آخرون يكونون مُعرَّضين لعوامل الخطر. ويُحتمل أن يحدث سرطان الثدي بسبب التفاعل المعقَّد للتكوين الجيني وللبيئة التي يعيش فيه الأنسان. وفقاً لأبحاث طبية.

وحددت منظمة الصحة العالمية شهر أكتوبر من كل عام،بأنه شهر التوعية بمرض سرطان الثدي، وهو شهرالذي يُطلق على تسميتة بالوردي،لأنه يساعد على زيادة الاهتمام بهذا المرض وتقديم الدعم اللازم للتوعية بخطورته والإبكار في الكشف عنه وعلاجه، فضلا عن تزويد المصابين به بالرعاية المخففة لوطأته.

قد يعجبك ايضا