كورونا يدفع بالملايين إلى خانة الفقر المدقع

 قفزات كبيرة لأعداد الإصابة بفيروس كورونا وأرقام قياسية تحطم بعضها البعض يوميا، عادت معها العديد من دول العالم لتفرض إجراءات صارمة في محاولة لاحتواء تفشي الجائحة بصورة أكبر. ووسط دراسات هنا وأخرى هناك تتحدث عن موعد لقاح أو علاج منتظر لتخليص العالم من هذا الكابوس الذي أودى بحياة ما يقرب من مليون وربع المليون شخص وبلغت حصيلة إصاباته أكثر من ثلاثة وأربعين مليون حالة، إلا أن واقع الأمر هو ازدياد مطرد في أعداد الإصابات والوفيات يلقي بظلال قاتمة على اقتصاد العالم والأوضاع المالية لسكان الكرة الأرضية برمتها.

صحيفة الجارديان البريطانية تقول إن أرقاما رسمية تكشف عن فجوة مالية هائلة في بريطانيا ناجمة عن أزمة جائحة كورونا، مشيرة إلى أن واحدة من كل ثلاث أسر تشهد انخفاضا في الدخل. واستشهدت الصحيفة بما كشفت عنه هيئة السلوك المالي من نظرة عامة قاتمة على الشؤون المالية الشخصية في بريطانيا، حيث قالت إن 12 مليون بالغ يصارعون لسداد فواتيرهم، بزيادة مليوني شخص عند بداية تفشي الفيروس في فبراير الماضي. ووجدت هيئة السلوك المالي أيضا أن 31 % من الأسر البريطانية شهدت انخفاضا في الدخل، وخسرت العائلات المتضررة تقريبا حوالي ربع دخلها.

وبنظرة أشمل يقول خبراء اقتصاد إن مئات الملايين حول العالم تضرروا جراء جائحة كورونا، وقدر تقرير حديث للبنك الدولي أن ما بين 88 مليونا و114 مليون شخص أصبحوا في فقر مدقع. وبحسب التقديرات التي يصدرها البنك كل عامين بشأن مستوى الفقر العالمي ، والذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية مؤخرا، تعد هذه الأرقام أكبر زيادة في معدلات الفقر المدقع منذ عام 1990 عندما بدأ البنك تسجيل وحفظ البيانات. ويقدر البنك الدولي أن ما بين 703 ملايين و729 مليون شخص حول العالم يعيشون الآن في فقر مدقع، وأن العدد قد يرتفع أكثر عام 2021، بينما كان البنك قد قدر قبل جائحة كورونا أن عدد من سوف يعيشون في فقر مدقع في عام 2020 يبلغ 615 مليونا.

قد يعجبك ايضا