الجنوب بين فوضي يغذيها الاحتلال ومكونات سياسية تلهث وراء “وهم السلطة”
Share
بلغة الأرقام والمعادلات الرياضية اضحى الموت والاختطاف أكثر البضائع رواجاً التي جلبها التحالف باسم شرعية “هادي” للمحافظات الجنوبية.
وفي بورصة مواقع التواصل الاجتماعي تصدر أوجاع المواطنين في مدينة عدن، تحت وسم(#انقذو_عدن_من_اختطاف_الفتيات) وتفاعل الكثير من الناشطين اليمنيين والعرب مع الترند الذي يكشف جزء من معاناة تؤرق اليمنيين في الجنوب، وتؤلمهم في الشمال.
الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وبعيدا عن الـ”ضد والـ مع” لم يخفوا حجم القلق الذي ينتاب الجميع من الوضع الأمني المفقود منذ خمسة أعوام وسقوط عدن في كماشة أقطاب التحالف السعودية والإمارات.
جثث مرمية على قارعة الطُرق واختطافات واغتيالات ما بين الفترة والأخرى اشتباكات تتجول من شارع إلى شارع وحبوب مخدرة تدور في الأزقة، هكذا يبدو المشهد في عدن وأخواتها من المحافظات المحتلة وواقع الحال الذي يحاول إعلام التحالف نقل صورة مغيرة لحقيقة ما يجري.
خلال 40 يوماً فقط رصد “المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية” 162 جريمة من الفترة 11 سبتمبر حتى 19 أكتوبر من الشهر الحالي، طالت الرجال والنساء، من اختطاف واغتيال وانتهاك، الوجع ليس بالأرقام بل بمفهوم سلوكيات جديدة لا يقبلها اليمنيين، كمحاولة اغتيال طالبة جامعية لحظة خروجها من الجامعة في “زنجبار” بمحافظة أبين وانتهاء المحاولة بإصابة خطيرة للفتاة وصدمة للمجتمع من سقوط الشّيم نتيجة الدرهم الإماراتي والريال السعودي.
الفوضى التي تعصف بالمحافظات المحتلة وحدت أصوات الناشطين على مواقع التواصل بضرورة الانتصار للكرامة والشرف، وعدم الصمت على الابتزاز، وكسر الخوف من إرهاب المليشيات التي تستظل تحت كنف العقال الإماراتي والشماغ السعودي.
ويرى المراقبون أن الوضع في المحافظات الجنوبية تحكمه صراع التكتلات والمكونات السياسية الطامحة للوصول إلى كرسي السلطة ولو في ظل الاحتلال، هو ما أوصل المشهد في الجنوب إلى هذا الحال لا سيما أن أي استعمار أو احتلال لا يستطيع أن يستمر في احتلاله إلا بوجود فوضى وصراعات يعمل هو على تغذيتها لأجل البقاء.