موجة جديدة من التفشي وسط إجهاد عام في أميركا وأوروبا
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة تصل إلى ذروتها الثالثة في ثمانية أشهر. فقد تم تسجيل أكثر من 70 ألف إصابة جديدة يوم الجمعة، وهو أكبر عدد في يوم واحد منذ تموز / يوليو الماضي، وتجاوزت البلاد أخيراً عدد الثمانية ملايين حالة إجمالية.
كيف وصلنا إلى هنا مجدداً؟
إذا كانت زيادة الإصابات في أميركا هذا الصيف مدفوعة بالولايات التي أعادت فتح اقتصاداتها بسرعة من دون تلبية معايير السلامة، فقد تُعزى هذه الموجة الأخيرة جزئياً إلى نفاد الصبر من نوع مختلف. فالأمل الجماعي الذي ساعد الناس على تحمل تفشي المرض الأولي أفسح المجال للإرهاق والإحباط. ومع عدم وجود نهاية للوباء في الأفق، بدأ ضجر عام يتدفق، مما دفع الناس إلى التدفق على الحانات والحفلات العائلية ومراكز البولينغ والأحداث الرياضية.
الديناميكيا نفسها تظهر في أوروبا، التي هزمت الفيروس إلى حد كبير بإغلاق شديد في الربيع، لكنها تواجه الآن موجة جديدة مرعبة. تعلن البلدان في جميع أنحاء القارة الأوروبية عن قيود جديدة في وقت يقدر فيه باحثون من منظمة الصحة العالمية أن نحو نصف السكان يعانون من “إجهاد وبائي”.
بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة على حد سواء، فإن المزيج الخطير من اللامبالاة وتصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا قد يؤدي إلى تفاقم للتفشي يهدد بالفعل بأن يكون خريفاً مدمراً. ففي الولايات المتحدة، تتزايد أعداد الحالات في 41 ولاية من أصل 50 ولاية، مع حدوث زيادات مدمرة في منطقة البحيرات العظمى والسهول الكبرى، إلى جانب تفشي المرض في الغرب الأوسط وجبال روكي.
لا يمكن أن يكون الوضع أكثر اختلافاً في مناطق العالم التي تمكنت من الحفاظ على معدلات الإصابة منخفضة لأشهر عدة. في الصين وكوريا الجنوبية واليابان ونيوزيلندا وأستراليا، غيّر الناس سلوكهم، وكانت إجراءات الاحتواء صارمة وفعالة. في كثير من الحالات، اشتكى الناس في تلك البلدان من أن حكوماتهم لم تقطع شوطاً كافياً لاحتواء الفيروس.
وختم تقرير الصحيفة إنه لحسن الحظ، فإن عودة ظهور الوباء في الخريف تأتي في الوقت الذي ينتشر فيه استخدام القناع على نطاق واسع، وتوافر معدات الحماية الشخصية أكثر، فيما أصبحت العلاجات الطبية أكثر تعقيداً ولا تزال الوفيات أقل في الوقت الحالي.
ترجمة: الميادين نت