فاكهة “التنين” تجد موطئ قدم لها في غزة
يشعر المزارع الفلسطيني عائد أبو رمضان، بالرضا، بعدما أنتجت مزرعته نحو طن ونصف الطن من ثمار فاكهة التنين، خلال عام واحد.
وافتتح أبو رمضان عام 2019، أول مزرعة محلية لإنتاج هذا النوع من الفاكهة بجهود ذاتية.
ويضيف وهو يتفقد مزرعته الواقعة في بلدة بيت حانون شمالي القطاع، إن نجاح زراعة هذه الفاكهة، جاء بعد أربعة أعوام من التجارب المُضنية.
وتنمو هذه الفاكهة التي تنتمي لفصيلة نبات “الصبّار”، وفق وزارة الزراعة، في المناطق الاستوائية كـ”آسيا وأمريكا اللاتينية”، التي تمتاز بدرجات حرارتها المرتفعة وكميات كبيرة من الأمطار.
وتعتبر “التنين” من فاكهة الصيف الغنية بالمواد الغذائية، حيث تحتوي على “الفيتامينات والمعادن والألياف والبروتينات”.
كما تمتاز بقلّة سعراتها الحرارية، الأمر الذي يجعلها مناسبة لمرضى السكر وأصحاب الأمراض المزمنة، وفق أبو رمضان.
هذه الثمرة صغيرة الحجم، يتفاوت وزن الواحدة منها بين (200-500) جرام، وتشبه بشكلها إلى حدّ كبير ثمر الأناناس، بحسب أبو رمضان.
ويقول إن هذه الثمرة تنضج باللونين “الوردي والأصفر”، وتتنوع ألوانها من الداخل بين الأبيض والأسود، وتتقارب في طعمها مع فاكهة “الكيوي”.
ويرتفع ثمن هذه الفاكهة مقارنة بالأصناف الأخرى، جرّاء قلّة إنتاجها، حيث يصل سعر الكيلو الواحد منها نحو 15 شيكلا (حوالي 4 دولارات ونصف).
بداية المشروع
يقول أبو رمضان، وهو مهندس مدني ورث مهنة الزراعة عن أجداده، إن هذا المشروع واجه عددا من التحديات المرتبطة بواقع قطاع غزة المُحاصر، خاصة فيما يتعلق باستيراد الأشتال الزراعية للفاكهة من الخارج.
وأضاف أنه قضى نحو أربع سنوات في محاولة جلب الأشتال من الخارج وتجارب الزراعة.
واستكمل قائلا: “هذه المحاولات اصطدمت بحاجز المنع الإسرائيلي، وندرة توفّرها بغزة”.
وتغلّب أبو رمضان على هذه التحديات من خلال “جمع الأشتال المنتشرة في منازل المواطنين، ومزارع القطاع المختلفة، والتي كان الناس يستعملونها بغرض الزينة”.
من جانب آخر، وصف أبو رمضان ظروف إنبات هذه الثمار بـ”السهلة والتقليدية”.
وبيّن أن زراعة هذه الفاكهة لا يحتاج لظروف خاصة، بل في كثير من الأحيان يكون الاعتناء بها “أقل تكلفة وجهد”، على حدّ قوله.
وأضاف: “خلال مرحلة الزراعة، لا نحتاج لمبيدات حشرية أو أدوية للمساعدة في الإنبات، على غرار الأشجار الأخرى”.
ويعتقد أبو رمضان أن زراعة هذه الأصناف من الفاكهة تعتبر “سابقة نوعية، من شأنها أن تغيّر الواقع الزراعي بغزة في حال تم إبداء الاهتمام بها من الجهات الرسمية والخاصة”.
استصلاح وتوسعة
ونبعت فكرة هذا المشروع لدى أبو رمضان من رغبته في إعادة إعمار أرضه الزراعية، التي دمّرتها الآليات العسكرية الإسرائيلية، والهجمات المتفرّقة التي تعرّضت لها خلال الأعوام الماضية.
فأراد أبو رمضان إحياء هذه الأرض بطريقة غير تقليدية، بعد أن تحوّلت من مزرعة كانت تضم أنواعا مختلفة من أشجار الحمضيات والزيتون، إلى منطقة قاحلة.
ويقول: “التركيز على الفاكهة النادرة كان اختياري، وذلك لتحقيق هدفين أولهما التميّز، وتوفير منتج جديد لسكان القطاع، وثانيهما هو الابتعاد عن منافسة المزارعين الآخرين، في الأصناف التي يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي بها”.
ويلفت إلى أن التجارب في المجال الزراعي بغزة “متواضعة”، مرجعا ذلك إلى نقص “الخبرات وضعف الإمكانيات، ما يتسبب بانعدام الرغبة في الاستثمار بمجالات غير معروفة”.
ويضيف أنه يحصل على المعلومات المتعلّقة بفاكهة “التنين” من خلال المواقع الإلكترونية المُتخصصة في الزراعة وقنوات “اليوتيوب”.
وتبلغ مساحة مزرعة فاكهة “التنين” نحو دونم واحد (تعادل ألف متر مربع)، بينما يطمح أبو رمضان لتوسعتها، خلال الأعوام القادمة، لتصل 10 دونمات.
مصدر : (الأناضول)