راغب : من طفل نازح الى مصمم
إشراق عمر
كان الطفل راغب المكي 16 عاما يحب الرسم كثيرا وكان يطمح أن يكمل دراسته الثانوية ولكن الحرب والنزوح هي من منعته عن ذلك ..وحين وقف والده عاجزا عن تلبية احتياجاتهم اضطر هذا الطفل أن يشاطر أباه هموم العيش ..ولكن الحرب والنزوح لم توقف راغب عن الانطلاق نحو طموحه..
يعيش راغب في مدينة الدريهمي التابعة لمحافظة الحديدة. وعندما دمرت الحرب مدينتهم فرو بأنفسهم هاربين من نيران الحرب الى محافظة الحديدة وبدأ بعد عدة أشهر من نزوحه بالعمل في إحدى المطاعم كي يساعد والده في توفير احتياجاتهم وكان وقتها يخصم مبلغ من المال من أجرته اليومية ويقوم بجمعه من أجل ان يشتري جهاز آيباد ليمارس عليه موهبته في الرسم والتصميم التي كان يمارسها وهو في مدينته ..
استطاع راغب أن يوفر قيمة جهاز آيباد لكي يمارس مهنته ويحقق ما يتمناه وقام بشراء الجهاز وكانت فرحته لاتوصف وبدأ بتحميل الجهاز برامج خاصة بالتصميم إضافة الى فيديوهات تعليمية من اليوتيوب استفاد منها كثيرا وأصبح مصمم يتوافد اليه البعض كي يصمم لهم و هذا ما جعله اكثر ثقه في نفسه مما شجعه على الاستمرار في التصميم وتنمية موهبته التي لازالت في بدايتها حسب قوله .
يقول الشاب لموقع “الحديدة نيوز ” دفعني اللعب بالألوان الى الرسم على الجدران والالواح وهذا جعلني أشعر أنني لم اكتمل ويوجد نقص في داخلي وحينها ادخلت برنامج في جهازي وقمت بالتصميم فأبدعت في ذلك.. فالتحقت ببعض المعاهد والمؤسسات الخاصة وهذا ساعدني كثيرًا ونمى موهبتي أكثر على الرغم من أنه لا يتجاوز عمره العشرون ولم يستطيع اكمل دراسته الثانوية الا أنه أبدع في ذلك..
صمم راغب المكي لبعض الشباب صورهم وقام بتصميم شعارات لبعض المبادرات الشبابية وصمم ايضا صوراً لمدينتة المضيئة بنيران الحرب ولاقت تصميماته تشجيع واعجاب الكثير مما شجعه على الاستمرار في هوايته رغم امكانياته الشحيحة التي تعد من أبرز المعوقات التي تواجهه في تطوير مهاراته الإبداعية التي يرى انها لازالت لم يستغلها بعد وينتظر الفرصة المناسبة لإخراج كل ما لدية من موهبه وإبداع في هذا المجال …..
يقول ” راغب ” بدأت الرسم في دفتر رسم والوان خشبيه لايتجاوز سعرها الألف الريال اليمني وكنت لا أتقن الرسم كثيراً ولكن مع ذلك استمر رغم الاخطاء في التلوين وعدم التنسيق ولكن مع استمراري تغلبت على ذلك وأصبحت في كل مره يتحسن مستوى أدائي واستفيد من اخطائي السابقة ..
ويضيف بالقول ” بعد نزوحي للمدينة التحقت بأحد المعاهد التعليمية لتنمية مهاراتي والتعرف اكثر على أساسيات التصميم ومبادئها من معلمين مختصين لهم خبرة في هذا الجانب وها انا مستمر في التعلم وكل يوم نكسب معلومات جديدة تضاف الى معلوماتي السابقة والحمدلله أرى بأن أدائي تحسن كثيراً ولكن لازلت اطمح في الوصول الى مرحلة أكبر في مجال التصميم الواسع والذي يحتاج الى مزيد من المثابرة والجهد من اجل الوصول الى الاحتراف في التصميم .
يسعى راغب جاهداً إلى إنشاء مركز تصميم خاص به لكي يعتمد عليه في تأمين مصدر دخل له ولأسرته التي لازالت تعيش معاناة النزوح منذ اكثر من عامين ونصف وتتمنى العودة الى منزلها بمديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة حيث يرى أن المركز سيكون هو المكان الذي سينطلق منه اكثر وسيتعرف عليه الناس وعلى ابداعه في مجال التصميم لكن تظل إمكانياته المادية الصعبة حاجزاً أمامه في تحقيق حلمه الذي لن يتخلى عنه وسينتظر حتى تتحسن ظروفه المادية الذي يتمنى ان تتحسن من اجل أن يقوم بشراء جهاز كمبيوتر محمول والذي سعره يصل الى ما يقارب 700 دولار وهذا مبلغ كبير لا يستطيع توفيره ابداً ..
ينصح هذا الشاب أصدقائه الشباب و كل شخص لديه طموح أن يحاول بكل ما يملك أن يحقق حلمه ويسعى الى تأهيل نفسه في المجال الذي يحب ولا يستسلم أبداً للظروف مهما كانت ويجعلها عائقاً في تحقيق حلمة والوصول اليه فالإنسان المجتهد لابد ان يحصد نتيجة اجتهاده ومن المؤكد بأنه سيصل الى مبتغاه فلكل مجتهد نصيب ..