بسبب الحرب والحصار.. مئات الآلاف من الأطفال يُحرَمُون من التعليم

مع استمرار العدوان والحصار السعودي الأمريكي الغاشم يعيش أطفال اليمن أوضاعاً مأساوية صعبة وحياة قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة البسيطة، حيث تكشف تقارير للأمم المتّحدة عن انتهاكات جسيمة ترتكب بحقّ الأطفال في اليمن من قبل العدوان، تمثلت هذه الانتهاكات في القصف والقتل والتشريد لهؤلاء الأطفال والاستخفاف بالالتزامات الواجبة عليها وتجاهل ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب لحمايتهم أو التي سبق أن وافق عليها في المواثيق والمعاهدات الدولية، حيث أكدت العديد من التقارير الدولية أن العدوان ارتكب أكثر من 11 ألفًا و 779 انتهاكًا جسيمًا ضد الأطفال في اليمن.

 ساري نصر

ارتفاع نسبة الأمية
ومن ضمن الانتهاكات والجرائم التي تمارس ضد الأطفال في اليمن نتيجة استمرار العدوان والحصار هو حرمانهم من التعليم حيث ذكر تقرير نشره موقع سبأ أن قرابة 400 ألف طفل يضافون سنوياً إلى قوائم الأميين في اليمن جراء استمرار العدوان والحصار وارتفاع نسبة الأمية كنتيجة فعلية لاستمرار العدوان واستهدافه المباشر للمدارس فضلا عن إغلاق العديد منها أو استخدامها كمأوى للنازحين ما أفضى إلى زيادة نسبة التسرب من المدارس وانخفاض نسبة الالتحاق بها، ليجسد هذا العدوان مشاهد مأساوية وحشية تخالف كل قوانين الإنسانية وتضرب بها حرض الحائط، ولا تبالي بأي من الأعراف الدولية والتي تحرّم كل أنواع القتل ضد الطفولة، وتجعل من قضايا الإنسانية عنواناً عريضاً وخطاً أحمر في المحكمة الدولية ومجلس الأمن الدولي، وتُقيم العقوبات والحروب على من خالفها ؛ إلا أننا نجدها في اليمن غائبة عن ذلك بكل قوانينها وبرامجها، وهذا ما يجعلُ دول العالم مسرحاً للعبة الأمم وعشوائية القرار لمن يملكُ القوة.

تسريب ومخاطر
ومنذ انطلاق العدوان الغاشم على اليمن أصبح الوضع التعليمي للأطفال صعبا للغاية وألحق العدوان دماراً واسعاً بنظام البلاد التعليمي الهش أصلاً، ولم يعد من الممكن استخدام مدرسة واحدة من كل خمس مدارس، حيث أشارت تقارير دولية إلى وجود 2 مليون طفل خارج المدارس بما في ذلك ما يقارب نصف مليون تسربوا من الدراسة منذ بدء العدوان في مارس 2015 م كما بات تعليم 3,7 مليون طفل على المحك، حيث قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” امس إن نحو 8 ملايين طفل في اليمن خارج المدارس حالياً، محذرة من مخاطر تسربهم من التعليم بسبب التأخر في عودتهم إلى مدارسهم بسبب جائحة كوفيدـ19.
وعن مخاطر عدم التحاق الأطفال بالتعليم والدراسة في اليمن جراء استمرار العدوان والحصار أشارت العديد من التقارير إلى أنهم قد يتعرضون لمخاطر لا حصر لها من الاستغلال وسوء المعاملة وانتهاكات حقوق أخرى، حيث يواجه الأطفال غير الملتحقين بالمدارس مخاطر متزايدة من التعرض لكافة أشكال الاستغلال بما في ذلك عمالة الأطفال، والزواج المبكر، كما يفقدون فرصة النمو والتطور في بيئة تحيطهم بالرعاية والتشجيع، ويصبحون عالقين في نهاية الأمر في حياة يملؤها العوزُ والمشقة.

قتل الأطفال واستهداف المدارس
وعمد العدوان منذ بداية عدوانه إلى استهداف الأطفال والمدارس التعليمة بشكل مباشر ومقصود التي تجسد وحشية العدوان وإمعانه في إهلاك الحرث والنسل، فبحسب إحصائية لوزارة التربية والتعليم عمد العدوان إلى تدمير ” 6.979 ” منشأة تعليمية بشكل مباشر وغير مباشر منذ بداية الحرب والحصار على اليمن في الـ25 من مارس 2015م وحتى بداية 2020م، وبحسب الإحصائية فإن ” 400 ” منشأة تعليمية، استهدفها التحالف بشكل مباشر، فيما دمرت 1400 منشاة تعليمية تدميراً جزئياً، كما ذكرت الإحصائية أن “993 ” منشأة تعليمية استخدمت لإيواء النازحين، وأغلقت “660 ” منشأة لوقوعها في مناطق غير آمنة.
ولم يكتف هذا العدوان الغاشم إلى تدمير المنشأت التعليمة بل طالت إيادية الغاشمة إلى قتل التلاميذ والطلاب فمحافظة صعدة كانت صبيحة يوم الخميس الـ 9 من أغسطس 2018م على موعد مع واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية في العالم والتي حدثت بحق أطفال ضحيان الذين استهدفهم طائرات العدوان السعودي الأمريكي، وراح ضحيتها حوالي 51 شهيداً و 79 جريحاً جُلُّهم من الأطفال والمدنيين, وكانوا في طريقهم إلى مركزهم التعليمي، ويوم السبت الـ 13 اغسطس من العام 2016م في منطقة جمعة بن فاضل مديرية حيدان محافظة صعدة، قام طيران العدوان بقصف مدرسة القاهرة مباشرة، وأدت الغارة إلى استشهاد 6 أطفال من طلاب المدرسة ومعلم وشيخ طاعن في السن كان بجوار المدرسة حال القصف، وتسببت بإصابة 22 طفلاً من الطلاب و 4 من المدرسين والمدنيين، وفي أمانة العاصمة قصف طيران العدوان كلاً من: مدرسة ابن سيناء – مديرية الوحدة، والمعهد المهني – مديرية الثورة، ومركز النور للمكفوفين – الصافية، أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من الأطفال، أما في محافظة صنعاء فقد شهدت استهدافاً متعمداً للمدارس ودور العلم من قبل طائرات العدوان، فقد قصف العدوان كلاً من: مدرسة الفلاح الأساسية في منطقة بني زتر مديرية نهم محافظة صنعاء التي لم تُمحَ من الذاكرة صورة الطفلة ( إشراق ) وهي تفترش التراب شهيدة بزيّها المدرسي وجوار حقيبتها المدرسية.. بعد أن قام طيران العدوان في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء 10 يناير 2017م بقصف المدرسة أثناء دخول الطلاب والطالبات لتأدية اختبارات نصف العام الدراسي.

قد يعجبك ايضا