ما الذي يمنع الفتيات من إكمال تعليمهن في الحديدة
شمس عبدالكريم
تُحاول تائهه مُنذ عشرة أعوام الإلتحاق بكلية التربية جامعة الحديدة دون جدوى وذلك لعجز والدها عن توفير تكاليف تعليمها
تقول تائهه ذات 28 ربيعا من مديرية الزهرة بمحافظة الحديدة لـــــ “الحديدة نيوز ” كنت من أوائل الطالبات في المدرسة الثانوية وكنت أطمح لأكون مُدرسة ذات مؤهل جامعي أعلم فتيات قريتي ولكن ظروفنا المادية أجبرتني على التوقف والإكتفاء بالثانوية العامة رغم جهود أهلي وتشجيعهم لي إلا أن الواقع فرض نفسه وبقوة وأثقل كاهلنا .
و رغم مرور سنوات طويلة على إكمال تعليمها الثانوي إلا أن حلمها بالالتحاق بالجامعة لايزال لكن وبسبب ظروف أسرتها المادية الصعبة لا تستطيع أن تغطي نفقات دراستي الجامعية حيث تقول”حلمي بالالتحاق بالجامعة لايزال لكن للأسف الشديد لا تزال ظروف أسرتي المادية صعبة لا تستطيع أن توفر لي مصاريف الدراسة بالجامعة فهي مكلفة جداً خصوصاً وأننا من خارج المدينة وأحتاج إلى السفر يومياً من قريتي الى مدينة الحديدة حيث مقر الجامعة ..
تتمسك “تائهه” بحلمها بإصرار وعزم كبيرين وبإنتظار الفرصة لمواصلة تعليمها وتضيف بالقول “سأظل متمسكة بحلمي في مواصلة تعليمي وأنتظر الفرصة المناسبة لذلك وباذن الله تتحسن ظروف أسرتي وأتمنى أن يكون هناك جهات تدعم تعليم الفتاه وتشجعها على مواصلة تعليمها “
دراسة واحصائيات
أثبتت دراسة بحثية متعلقة بتعليم الفتاة ومشكلات ما بعد الالتحاق بالمدارس التعليمية، للدكتور أنيس الطايع باحث في المجال الإجتماعي إلى أن عدد من المشكلات بينها اقتصادية ، تلعب دورا مؤثرا في نسبة التحاق الفتيات بمراحل التعليم العام وأضافت الدراسة إلى عدم قُدرة الأهل على الإنفاق وتحمّل تكاليف الدراسة من أهم المشاكل التي تواجهها الفتيات بعد التحاقهن بالمدارس ففي السنوات العشر الأخيرة تفاقمت في اليمن وبالتحديد في الحديدة ظاهرة تسرب الفتيات من المدارس
وبحسب تقرير للأمم المتحدة يونسيف فإن الدول الفقيرة يعاني أبناءها من الوصول إلى المدارس أو إكمال التعليم وكشفت المنظمة في تقرير لها بشأن وضع التعليم في اليمن أن نحو 500 ألف طالب وطالبة انقطعوا عن الدراسة منذ تصاعد الصراع مؤخراً، ليضافوا إلى مليوني طفل يمني أصبحوا خارج المنظومة التعليمية منذ بدء الحرب بالبلاد عام 2015. ووفقاً للتقرير فإن أكثر من 2500 مدرسة لا تعمل في اليمن، إذ دُمر حوالي ثلثاها (66 في المائة) بسبب العنف المباشر، فيما أُغلقت 27 في المائة منها، وتُستخدم 7 في المائة منها أماكن إيواء للنازحين…
ظروف مادية صعبة تتحكم بمصير الفتيات.
حنان سالم (٣٩ عاماً ) أم لثلاثة أبناء تزوجت وعمرها لا يتجاوز 15 عاماً فلم تكمل دراستها الإعدادية بسبب الفقر الذي تعيشه أسرتها
تقول “حنان ” لـــــــ ( الحديدة نيوز ) تزوجت بسن مبكر جداً ولم يسمح لي بمواصلة تعليمي فأهلي فقراء لم يكن باستطاعهم إطعامي فكيف بتعليمي حيث والتعليم يحتاج إلى مصاريف يومية لكن وبعد زواجي الذي لم يستمر طويلاً أكملت تعليمي للمرحلة الثانوية العامة ومع عائق الفقر والعوز فلم أستطع ان أكمل مشواري في الثانوية فتوقفت مجدداً ووقف حلمي الذي لازلت أتمسك به وأتمنى تحقيقه فالعلم نور ومهم جداً للمرأة وخصوصاً في الأرياف حيث ومعظم الفتيات لا يسمح لهم بمواصلة التعليم إن لم يكونوا أميات لم يلتحقوا أساساً بالمدرسة ..
العم “حسن عمر ” ( ٦٧ عاماً ) يقول لــــــــ ( الحديدة نيوز ) أشعر بالأسى حيال حرمان الفتيات من تعليمهن بناتنا حُرموا من ال تعليم بسبب فقرنا وعوزنا الشديد نحن الآباء لم نستطع تأمين مستقبل أفضل لهن لكن لم يكن بأيدينا أي شي نفعله لهن فالكثير منا لم يستطيعوا تعليم بناتهم رغم أن التعليم مهم للمرأة.ويضيف ” الحالة الإقتصادية لنا كآباء ضعيفة جداً والتعليم بحاجة إلى مستلزمات ومصاريف ونحن لانقدر على توفيرها لايوجد لدينا دخل مادي كبير كل ما نحصل عليه من مال لا يكفي حتى لتوفير الأكل في كثير من الأوقات …
مؤشر خطير
الأستاذة “لطيفة” معلمة في مدرسة ثانوية للبنات بالحديدة عايشت تجارب لفتيات تم توقيفهن من مواصلة تعليمهن بسبب فقر أسرهن
تقول ” هناك العديد من الفتيات اللاتي توقفن عن إكمال تعليمهن فمنهن من توقف بالمرحلة الإعدادية وهناك من لم تكمل العام الأخير للثانوية العامة وجميعهن يشملهن سبب العوز والفقر و عدم قدرة الأهالي على تحمل نفقات تعليمهن. أصبح معدل التسرب من المدارس يرتفع بشكل لافت في كل عام خصوصاً منذ بداية الحرب وتوقف رواتب الموظفين والتي تسببت في تدهور الوضع المادي للأسر وهو ما أجبرهم على إيقاف بناتهن عن إكمال تعليمهن…
يرى الخبير الاقتصادي “يوسف حسين” أن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه الأسر اليمنية بسبب الحرب جعل الكثير منها تعيش ظروف معيشية صعبة وأجبرها على التخلي عن الكثير من احتياجاتها ومنها التخلي عن تعليم أبناءها وذلك لعدم قدرتهم على توفير إحتياج أبناءهم للمستلزمات المدرسية ودفع الرسوم والمصاريف الخاصة لهم
ويشير ” أن الفقر هو سبب رئيسي في تراجع نسبة الملتحقين بالمدارس في الحديدة حيث لاحظنا الالاف من الطلاب والطالبات توقفوا عن التعليم وهذا مؤشر خطير خصوصاً إذا إستمرت الحرب وأستمر توقف صرف الرواتب فالكثير من الأسر اليمنية تعتمد على الراتب في تسيير حياتها المعيشية وغيرها من الأمور الأخرى وتسبب انقطاع المرتبات في تسرب المعلمين من المدارس، والبحث عن مهن أخرى لتأمين متطلبات الحياة،