ألفا يوم من الحرب أطفأت نور الحياة في عيون أطفال اليمن
يعيش أطفال اليمن مأساة تعجز الكلمات عن وصفها، جرائم قتل وتدمير ونزوح وفقدان أهل وصحبة، حولّتهم إلى ضحايا في عمر مبكر. ألفا يوم من العدوان سرقت أجمل سنوات أطفال اليمن وأطفأت نور الحياة في عيونهم ورسمت لوحة بؤس على وجوههم وتركت آثاراً نفسية لن يستطيعوا تجاوزها بسهولة. مشاهد لن تمحى: مشاهد وصور الأشلاء المتناثرة والجثث المتفحمة والأجساد الهزيلة لن تمحى من الذاكرة وستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية والمنظمات الدولية التي غضّت الطرف عن جرائم العدوان بحق أطفال اليمن باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً. وعلى مدى ألفي يوم تعرض أطفال اليمن لكل المخاطر المهددة لبقائهم على قيد الحياة وأبشع أنواع الأحداث الصادمة التي تركت بصماتها على كافة مناحي حياتهم وانعكست على سلوكياتهم وردود أفعالهم. دراسات: وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات الحرب بشكل مباشر من خلال قصف منازلهم أو قتل ذويهم وغيرها، غالباً ما يٌكثر لديهم ميل شديد للعنف، وتغير عام في المزاج وفقدان الشهية، والشعور بعدم الاستقرار. وتؤكد الدراسات حدوث اضطرابات في النوم والتبول اللا إرادي والقلق والكآبة والحزن والخوف، وعدم المبادرة والتردد، وتشتت الذهن وضعف الذاكرة والتذكر خاصة تلك الأمور المتعلقة بالتعليم والمدرسة. كما تؤكد الدراسات حاجة الأطفال للدعم والمساندة النفسية لتخطي تلك المشكلات والعيش بسلام. الطفولة في اليمن ترزح تحت عدوان رسم مشهداً مؤلماً لأطفال اختطفت أرواحهم أو أصيبوا بعاهات دائمة، وآخرين يعيشون تحت وطأة المجاعة والأمراض والأوبئة وعدم الشعور بالأمان. حرمان من أبسط الحقوق: وفي هذا الصدد أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن تحالف العدوان جرّع أطفال اليمن خلال ألفين يوم من العدوان مرارة الحياة، فلم يتذوقوا منها سوى القتل والدمار والتشريد والجوع والمرض والحرمان من أبسط حقوقهم وهو الحق في الحياة. وأشار إلى أن تداعيات العدوان على القطاع الصحي في ألفي يوم من العدوان لم تقتصر على الاستهداف المباشر للمرافق الصحية المخصصة للأطفال والتي لم يسلم منها حتى الخدّج، بل امتدت للاستهداف غير المباشر بمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بأمراض الطفولة، ما نتج عن ذلك ظهور أمراض فتكت بحياة الأطفال ومنها سوء التغذية وحمى الضنك وغيرها. الأطفال أول المستهدفين: وقال الدكتور المتوكل” المستهدفون بأول صاروخ للعدوان هم الأطفال والنساء بمنطقة بني حوات بأمانة العاصمة، حيث استشهد حينها 14 طفلا وست نساء، وغيرها من المجازر التي طالت النساء والأطفال ومنها جريمة ضحيان بصعدة التي راح ضحيتها 60 طفلاً وجريمة حجور في حجة التي ذهب ضحيتها 14 من النساء وستة أطفال وغيرها”. وجدد وزير الصحة التأكيد على وفاة 100 ألف طفل سنوياً بسبب العدوان والأمراض والأوبئة ومنها سوء التغذية وعدم وجود الأدوية المنقذة بسبب الحصار. ضوء أخضر: وأعطى هشاشة وضعف الأمم المتحدة وعجزها عن رؤية أشلاء أطفال اليمن الضوء الأخضر لتحالف العدوان بقيادة النظام السعودي ارتكاب أبشع الجرائم بحق الأطفال في اليمن خلال ألفين يوم. وحسب تقرير صادر عن وزارة الصحة، فإن سبعة آلاف و732 طفلاً وطفلة تم تسجيلهم من قبل وزارة الصحة حتى يونيو الماضي سقطوا بين شهيد وجريح متناثرة أشلاءهم ومبتورة أجزاء من أجسادهم بسبب صواريخ الطيران السعودي الأمريكي منذ أولى ساعات العدوان في 26 مارس 2015م. وأشار التقرير إلى أن هناك ما يقارب من اثنين مليون ونصف المليون طفل ما دون الخامسة مصابين بسوء التغذية منهم أكثر من نصف مليون مصابون بسوء التغذية الحاد الوخيم ويموت طفل كل عشر دقائق حسب تقارير الأمم المتحدة التي تحدثت أيضاً عن وفاة ستة مواليد كل ساعتين بسبب نقص التجهيزات الطبية بسبب العدوان. ولفت إلى أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال مصابين بأمراض مزمنّة عجز أهاليهم عن إخراجهم للعلاج بالخارج بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي منذ 8 أغسطس2016م، توفي منهم الآلاف، أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة. وأوضح التقرير أن 50 بالمائة من إصابات ووفيات وباء الكوليرا أطفال كونهم الأكثر عرضة للإصابة بالإضافة إلى تزامن المرض مع سوء التغذية الذي يؤدي للوفاة السريعة، عوضاً عن أوبئة عدة كالملاريا والضنك والدفتيريا وغيرها كان للأطفال النصيب الأكبر منها. أكبر مأساة: إلى ذلك أكد الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري أن الطفولة في اليمن تشهد أكبر مأساة جراء استمرار العدوان والحصار. وأشار إلى أن 86 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة، يعانون أحد أنواع فقر الدم و46 بالمائة من الأطفال يعانون من التقزم، وهناك 80 ألف طفل مصاب باضطرابات نفسية بسبب أصوات الطائرات وانفجارات الصواريخ. وأكد الدكتور الحاضري أن ستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب تدهور خدمات الرعاية الصحية و65 طفل دون الخامسة من أصل ألف طفل يموتون بسبب نوع من أنواع الأمراض.. مبيناً أن 320 ألف مريض عجزوا عن تلقي العلاج في الخارج بسبب إغلاق مطار صنعاء، توفي منهم حوالي 42 ألف مريض وتبلغ نسبة الأطفال منهم 30 بالمائة. ولفت إلى أن 12 مليون طفل أي كل أطفال اليمن، يحتاجون لمساعدة إنسانية وصحية وأن 51 بالمائة من المنشآت الصحية معطلة جزئياً أو كلياً بسبب العدوان والحصار ما أثر بشكل مباشر على تقديم الرعاية للأطفال. بأي ذنب: ألفا يوم وأطفال اليمن يستغيثون ويستصرخون الضمير الإنساني بأي ذنب يحدث لنا كل هذا؟ وهل آن الأوان لكي تتوقف هذه المآسي؟. وختاماً، إذا لم تكن هذه الأرقام من الضحايا كفيلة بوضع تحالف العدوان بالقائمة السوداء لقتلة الأطفال، فما هي المقاييس التي تعتمدها الأمم المتحدة؟ وهل أموال السعودية المقياس الأول والأخير في تقارير الأمم المتحدة. |