كوفيد-19: حوالي 200 لقاح في مرحلة الاختبار ومنظمة الصحة تذكّر العالم بالتوزيع العادل

في رسالة لزعماء العالم المجتمعين هذا الشهر افتراضيا للمشاركة في مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا مدير عام منظمة الصحة العالمية الدول إلى مضاعفة الجهود للوصول العادل إلى التشخيص والعلاجات واللقاحات لفيروس كورونا.

وقال  تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن جائحة كـوفيد-19 يجب أن تدفع الدول إلى مضاعفة الجهود لتطبيق أهداف التنمية المستدامة، وألا تصبح الجائحة عذرا يحول دون ذلك.

وأضاف في رسالة لدول العالم، في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة: “علينا أن نجّهز الآن للجائحة المقبلة.. وعلينا بذل قصارى الجهود لضمان الوصول العادل إلى التشخيص والعلاجات واللقاحات”.

وأضاف د.  تيدروس أنه قبل 75 عاما، توصلت الشعوب في أعقاب الحرب العالمية الثانية إلى أن البديل الوحيد لأهوال الصراع الدولي هو التعاون. وقال: “ربما لم تظهر أي أزمة منذ الحرب العالمية الثانية، بشكل أوضح، سبب حاجتنا إلى الأمم المتحدة من جائحة كـوفيد-19”.

200 لقاح في الاختبار

وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن نحو 200 لقاح مضاد لفيروس كورونا في مرحلة التجربة السريرية وما قبل السريرية حاليا، وقال د. تيدروس، إنه كلما اختُبر عدد أكبر من اللقاحات لإنهاء الجائحة، كلما زادت فرصة الحصول على لقاح آمن وفعّال.

وأضاف في مؤتمر صحفي من جنيف: “ليس لدينا ما يضمن أن أي لقاح واحد قيد التطوير الآن سيكون ناجعا. لكن تاريخ تطوير اللقاحات يخبرنا أن البعض سيفشل والبعض الآخر سينجح“.

ودعا مدير عام منظمة الصحة العالمية إلى ضمان عدالة توزيع اللقاح، وقال:” “أسرع طريق للقضاء على جائحة كوفيد-19 وتسريع الانتعاش الاقتصادي هو ضمان تلقيح بعض الأشخاص في جميع البلدان، وليس جميع الأشخاص في بعض البلدان”.

الحاجة للتمويل ماسة

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الهدف هو توفير ملياري جرعة من اللقاح بنهاية عام 2021، إلا أنه حتى الآن تم استثمار ثلاثة مليارات دولار لمبادرة تسريع أدوات مكافحة كوفيد-19 المعروفة بـ ACT-Accelerator وهذا مجرد عُشر الـ 35 مليار المطلوبة لتوسيع النطاق وإحداث التأثير.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه بمجرد توزيع لقاح لكوفيد-19 الفعّال، واستعادة القدرة على السفر والتجارة الدولية بالكامل، ستفوق المكاسب الاقتصادية بكثير الاستثمار البالغ 38 مليار دولار المطلوبة لمبادرة ACT-Accelerator.كما تحتاج المنظمة إلى 15 مليار دولار فورا للحفاظ على الزخم والبقاء على المسار الصحيح للجداول الزمنية الطموحة. وقال د. تيدروس: “إننا في مرحلة حرجة ونحتاج إلى زيادة كبيرة في الالتزام السياسي والمالي”.

© UNICEF/Fauzan Ijazah
طفل يقف على الميزان لقياس وزنه في أحد المراكز الصحية في مقاطعة جافا بإندونيسيا., by © UNICEF/Fauzan Ijazah

مرفق COVAX يبدأ العمل

ذكر تحالف اللقاحات (GAVI)، أن 64 دولة من الاقتصادات ذات الدخل المرتفع انضمت إلى مرفق الوصول العالمي للقاح فعّال ضد فيروس كورونا (COVAX)، وتشمل هذه الاقتصادات التزامات من 35 اقتصادا، بالإضافة إلى المفوضية الأوروبية التي ستشتري جرعات نيابة عن 27 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى النرويج وآيسلندا.

لدينا الآن فرصة أفضل بكثير لإنهاء المرحلة الحادة من هذه الجائحة بمجرد توفر لقاحات آمنة — د. سيث بيركلي، مدير شركة غافي

وقال د. سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي لغافي: “إن COVAX بدأ بالعمل، فقد اختارت الحكومات من كل قارة العمل معا، ليس فقط لتأمين اللقاحات لسكانها ولكن أيضا للمساعدة في ضمان توفر اللقاحات للفئات الأضعف في كل مكان“.

ومن خلال تجميع الموارد العالمية والعلمية، ستكون هذه الاقتصادات المشاركة قادرة على تأمين نفسها ضد فشل أي لقاح وتأمين لقاحات آمنة وفعّالة. وسينضم إليها 92 من الاقتصادات ذات الدخل المنخفض والمتوسط المؤهلة للحصول على الدعم لشراء اللقاحات.

وأضاف د. بيركلي يقول: “من خلال الالتزامات التي نعلن عنها اليوم لمرفق COVAX، فضلا عن الشراكة التاريخية التي نقيمها مع صناعة اللقاحات، لدينا الآن فرصة أفضل بكثير لإنهاء المرحلة الحادة من هذه الجائحة بمجرد توفر لقاحات آمنة وفعّالة“.

وسيبدأ مرفق COVAX بتوقيع اتفاقيات رسمية مع مصنعي اللقاحات والمطورين لتأمين الجرعات اللازمة لإنهاء المرحلة الحادة من الجائحة بنهاية عام 2021.

قد يعجبك ايضا