صيد الجمبري.. مصدر رزق مُهدد

على متن أحد قوارب الصيد الراسية على شاطئ البحر بمحافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن يجلس الشاب حسين صالح (صياد )  ومعه أحد زملائه منهمكين في تجهيز وتحضير أدوات ومستلزمات رحلتهم البحرية  لاصطياد سمك (الجمبري) الذي بدأ موسم اصطياده في بداية شهر سبتمبر الجاري  2020

يقول حسين صالح  لــــ ” الحديدة نيوز”  بفارغ الصبر كنا ننتظر موسم اصطياد الجمبري وها هو بدأ حيث يوفر لنا فرص عمل نكسب من خلالها لقمة العيش ،،، انا هنا أقوم بتجهيز قارب الصيد برفقة صيادين أخرين وسننطلق يوم غد في رحلة الى البحر تستمر عدة أيام نصطاد فيها ثم نعود الى اليابسة لبيع ما جمعناه من سمك ثم نقوم مرة أخرى بالتجهيز لرحلة صيد جديده وهكذا حتى نهاية الموسم …

ويضيف محدثنا ” موسم اصطياد الجمبري يوفر فرص عمل للآلاف من أبناء الحديدة سنويا” ويقضي على البطالة في صفوف الصيادين  من مختلف المديريات والقرى  حيث يوفر لهم عائدا ماليا جيدا يساهم في تحسين حياتهم المعيشية ولذلك جميع الصيادين تجدهم يتجهون الى البحر للعمل في صيد الجمبري حيث يباع الكيلو الواحد بمبلغ 3000 ريال يمني أي ما يعادل 5  دولارات وهناك أكثر من أربعة أنواع للجمبري  

 

ويشير حسين ” الى ان تدشين موسم الجمبري يأتي في ظل استمرار الحصار المفروض على البلاد ومنع الصيادين من التوغل داخل البحر وممارسة مهنتهم بكل حريه حيث تم تخصيص مساحة محددة لمزاولة الصيد وهذا ما يعيقنا وإن تجاوزنا المساحة المحددة يتم اعتقالنا او مهاجمتنا من قبل بوارج قوى التحالف التي تنتشر في البحر ولكن رغم كل هذه المعوقات الا اننا نقوم بمزاولة مهنة الصيد وبإشراف من الجهات المختصة في الحديدة والتي ساهمت بشكل كبير في تذليل الصعاب التي تواجهنا…. …

تدشين رسمي لموسم الاصطياد

تمتلك  محافظة الحديدة شريطا ساحلياً طويلاً يبلغ طوله(326) كم يمتد على طوله عدد من المدن   يعمل معظم سكانها في مهنة الصيد  ويعد موسم اصطياد الجمبري فرصة للعاملين في هذه المهنة  حيث دشنت وزارة الثروة السمكية في الأول من سبتمبر الجاري بداية موسم الجمبري وأقامت مهرجانا” كرنفاليا” بهذه المناسبة بحضور  وزير الثروة السمكية محمد الزبيري والقائم بأعمال محافظ الحديدة محمد قحيم بميناء الاصطياد السمكي بمديرية الصليف ويعد سمك الجمبري من ألذ الأسماك واغلاها ثمنا ويتم تسويقه في كافة الأسواق المحلية وعدد من الأسواق الخارجية  ويوفر عائدا” اقتصاديا للمواطن والدولة على حد سوا حيث يعتبر القطاع السمكي في اليمن من القطاعات الواعدة التي من شأنها المساهمة في تعزيز الاقتصاد الوطني، إذ يبلغ طول السواحل اليمنية أكثر من 2500 كيلومتر، وتتميز بالمناطق الغنية بالأسماك….

 

موسم الجمبري ساعد الصيادين في إلحاق أبناءهم بالمدارس

هادي محمد (40) عاما  صياد   يقول ” الحمدلله جاء موسم اصطياد الجمبري مع حلول العام الدراسي حيث أستطيع أن أقوم بتسجيل أولادي في المدرسة وأوفر لهم احتياجاتهم من رسوم التعليم وشراء الدفاتر والأقلام والزي المدرسي وغيرها كما أنني أستطيع أن أوفر احتياج أسرتي كاملة فموسم الجمبري يعد فرصة لنا لكسب المال حيث نذهب للعمل في إصطياد الجمبري وبيعه في أسواق المدينة..

 يتمنى هادي  أن يستمر هذا  الموسم طول العام من أجل أن يستمروا في العمل هو وغيره من الصيادين الذين يعملون لعدة أشهر فقط  فاصطياد الأسماك طول العام لا تدر عليهم مردوداً مالياً مثل أيام موسم الجمبري حسب قوله لموقع (الحديدة نيوز)…

 

تنوع فرص العمل

 في موسم اصطياد الجمبري تتنوع فرص العمل حيث يقول ” فؤاد الجيلاني “مدير إدارة الاعلام بهيئة المصائد السمكية في البحر الأحمر لــــــــ(الحديدة نيوز) ان ن فرص العمل التي يوفرها هذا الموسم مفتوحة ومتنوعة للصيادين وابناءهم فجانب مهنة الصيد تتوفر  فرص عمل في مجالات عدة منها فرص عمل فنية كإصلاح القوارب والعمل كمفتشي رقابة ومتابعة وكذلك فرص عمل في التدريب والتاهيل والإرشاد وتوعية الصيادين بمخاطر الصيد الجائر وأضراره على البيئة البحرية والحفاظ على المخزون البحري من الصيادين انفسهم

 

ويضيف ” أن موسم الاصطياد تم تدشينه بالشراكة ما بين اللجنة الزراعية والسمكية العليا والهيئة العامة للمصائد ومؤسسة بنيان وغرفة طوارئ الصيادين والقوات البحرية وخفر السواحل والهدف من هذه الشراكة هو تفعيل الرقابة البحرية ومنع الاصطياد في الأوقات المسائية واستخدام الشباك الغير قانونية كما تم توزيع 1450 مدخل انتاج اطواق نجاة وثلاجات حافظة وشباك قانونية كمرحلة أولى للصيادين في الصليف وكمران بدعم من منظمة الفاو

الحرب تدمر البنية التحتية للقطاع السمكي

ويعاني  القطاع السمكي في محافظة الحديدة الكثير من المعوقات والمشاكل وتفاقمت كثيرا منذ بداية الحرب في 26 مارس 2015   حيث تعرضت البنية التحتية  للاستهداف وتم تدميرها بغارات جوية شنها طيران التحالف الذي يقود حربا على اليمن الى يومنا هذا وبحسب تقرير أصدرته الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر  نشرته في شهر ابريل من العام الجاري فانه تم تدمير مينائي ميدي والحيمة بشكل جزئي وتدمير 11 مركز إنزال سمكي بشكل كلي، إضافة إلى مركز الصادرات ومختبر الجودة بمنفذ حرض فيما بلغت الخسائر المترتبة على توقف تنفيذ المشاريع السمكية في البحر الأحمر مليار و682 مليوناً و178 ألف دولار وبينت الهيئة الى  ان أكثر من 40 ألف صياد  فقدوا مصادر دخلهم المعيشي، كما فقد 21 ألف و612 شخصاً أعمالهم و102 موظفين رسميين ومتعاقدين لوظائفهم..

.ويشير مدير إدارة  الإعلام  بهيئة المصائد السمكية ” أن القطاع السمكي  يعاني من أمرين هما استهدافه من قبل دول العدوان  وكذا الاصطياد العشوائي من قبل بعض الصيادين  ولكن الهيئة وبالتعاون مع الجهات الأخرى تحاول جاهدة الحفاظ على الثروة السمكية  حيث عمدت  الى تفعيل دور الرقابة والتفتيش البحري و التي من خلالها سيتم ضبط الكثير من المخالفات التي يرتكبها الصيادين كممارسات الصيد الجائر من خلال استخدام شباك الصيد المخالفة او ما يطلق عليها بالشباك الإسرائيلية بالإضافة الى منع الاصطياد الليلي الذي يستخدم فيه الصيادين الإضاءة القوية لجذب كل الاسماك المتواجدة في الخور او الموئل الممارس فيه عملية الاصطياد بكافة الأحجام والفئات العمرية وبالتالي تنجرف هذه الاسماك   الى الشبكة وعندما يسحبها الصياد يأخذ احتياجه فقط ثم يرمي ببقية الاسماك ميته مما يتسبب في هجرة جماعية للأسماك وانعدام للمخزون السمكي”

قد يعجبك ايضا