2000 يوم من الحرب على شعبنا اليمنيّ الوفي.. إبادةُ شعبٍ وعبثٌ بالقانون الدولي؛ لمصلحة عُدوانٍ كونيٍّ مُتوحش

لا شكّ أنّ العُدوانَ على شعبِنا وأرضِنا ومرور 2000 يومٍ من عُدوانِ أكثرَ من 18 دولةً، وانكشاف المستور على دولٍ كانتْ تتغنّى بالإنسانية وحقوق الإنسان، وفي أول اختبارٍ حقيقيٍّ وفعليٍّ كان السُّقوطُ المُدويّ وكانتِ الفضائحُ الصَّادمةُ بالجُملة، وأخصُّ هنا الدولَ الأُورُوبيةَ التي كانتْ تتباهى بحقوقِ الإنسان وحمايةِ الإنسانيّة والعالم المدني المُتحضر، وَإذَا بمُعظم تلك الدول وخَاصَّة الأُورُوبيةَ تُلقي بأوراقها وتنكشفُ بأنّها لا تهتمُّ بالإنسان قدرَ اهتمامها بصفقاتِ السّلاح ومُجاملة دول البترودولار، ولو أَدَّى ذلك إلى قتلِ المدنيين الأطفال والنساء، وتدمير البُنى التحتية للأعيان المدنية ودمار المُستشفياتِ وكلِّ ضروريٍّ لحياة الإنسان.

ولا ضيرَ إن قامتِ السّعودية أَو الإمارات باستهداف مدنيينَ بصاروخٍ أَو اثنينِ أثناءَ مُمارسةِ طقوسٍ اجتماعيةٍ خَاصَّةٍ بالنساء، كما حدث في الجوف أَو سنبان، أَو استهداف منازلِ المدنيين كما حدث قبل أَيَّـام في حجّـة أَو استهداف حافلةٍ تقلُّ أطفالاً من حَفَظَةِ القرآن الكريم كما حدث في مديرية ضحيان بصعدة، أَو اعتبار محافظةِ صعدةَ بملايين سكانها منطقةً عسكريةً وهدفاً مباشراً لهجمات العُدوانِ التحالفي، بل واستهداف كُـلّ شيءٍ مُتحَرّك؛ وبالأخصّ الأطفال والنساءُ..

فإذا كانتْ قواعدُ الحرب والاشتباك تُجَرِّمُ استهداف العسكريين؛ بهَدفِ قتلهم، فكيف وهي تقتلُ المدنيين ولا مانع لديها من أن يكون صاروخاً مُوجّهاً كما حدث لأطفال ضحيان، وقتل المئات من الأطفال اليوم أصبح في مقدمةِ أولوياتِ واهتماماتِ العالم المُتآمر على اليمن، هو ابتزاز الشّعب اليمنيّ عبرَ الحصار ومنع المُشتقات النفطية ومنع دخولِ الاحتياجات والمعدات الطبية ومنع المرضى من السفر ومُحاولته تركيعَ شعبنا اليمنيّ المُجاهد، وهيهاتَ عليه ذلك.

إنَّ دولَ العُدوانِ التحالفي تُمعنُ في استهدافِ الجسورِ وَالطرقات وخَاصَّة بين المُحافظات وتُسرِفُ في استهداف المحاصيلِ الزراعية واستهداف كُـلّ ماله علاقةٌ باحتياجاتِ الناسِ الضّرورية، وتسعى من خلال تعطيلِ القانون الإنسانيّ الدوليّ وتجاوز الاتّفاقيات الدولية التي تحمي المدنيين.. غيرُ مُباليةٍ بأيّ شيءٍ سوى كم ستكونُ حصتُها من صفقاتِ الأسلحة التي تقتلُ المدنيين، غيرُ مُكترثةٍ بمبادئ ومعايير القانون الدوليّ، كمبدأِ التناسُبِ في الهُجوم.. إنّها لا تهتمُّ بالحقوق والمسؤوليات، ولا تهتمُّ بأن تشطبَ دولَ العُدوان من قائمة العار؛ لقتلِها أطفالَ اليمن، ولتدَّعيَ في الأخير أنّها حسنَتْ من احترامها القواعدَ الخَاصَّة بحماية الأطفال، وليتفاجأ العالمُ بعدَ يومين من قرار الشّطب بمجازرَ في مُحافظاتِ البيضاء وحجّـة والجوف وصعدة ومحافظات أُخرى في حق الأطفال تحديداً.

وفي الجانبِ الإعلاميّ، حرصتِ الإمبريالية الانتهازية على أن يكون الإعلامُ من أولويات اهتمامات سيطرتها، وشرعتْ تنشئُ الوكالاتِ العالمية الكبرى، مُنفقةً في سبيل ذلك الميزانياتِ الضخمةَ والمهولة.

كتابُ “السّيطرة على الإعلام” للمفكر الأمريكي الكبير”نعوم تشومسكي” تحدثَ عن دور يهود الإعلام الأمريكي، وكيف يلعبُ دوراً مُضلِّلاً ومُسيطراً على وعي الشعوب، وبلورة أفكارها بحسب تناوله؛ لتتحوَّلَ إلى مُجَـرّد مُتلقٍّ سلبيٍّ، لديه اقتناعاتٌ بما يصلُ إليه من وسائلِ الإعلام، وهذا ما نجحتْ فيه أمريكا من خلال إعلام البروبوجاندا (Propaganda) وتضليل الرأي العام كما فعلتْ مع العراق، حين جعلتْ الرأيَ العامَّ ينظرُ إلى العراق -بعدَ أن كان حليفاً استراتيجياً لها- نظرةَ العدوّ الذي يقلِقُ أمنَ الولايات المُتحدة الأمريكية، وهكذا فعلتْ في حربها في أفغانستان والحرب مع ألمانيا حينما نجحتِ الشائعاتُ التي روَّجَ لها الإعلامُ الأمريكيُّ بإقناع الأمريكيين الرافضين للحرب مع المانيا بضرورةِ الحرب والدفاع عن أمريكا من خطر الألمان.

استطاعتْ أمريكا -عبرَ أثرياء العالم من اليهود- أن تُوجدَ أكبرَ الوكالات الإعلامية العالمية والتي تعتبرُ بالنسبة لها السلاحَ الأهمَّ للسيطرةِ على الشّعوب وخلخلة الأنظمة وإسقاطها.

وهنا نذكرُ أبرزَ وكالاتِ الأنباء العالمية التي يمتلكها رجالُ أعمالٍ يهود..

– رويترز (Reuters) مؤسّسها جوليوس باول رويتر، يهوديٌّ المانيٌّ.

– اسوشيتد برس انترناشيونال (Associated press International).

والتي اتّحدتْ في 1958 مع نيوز سيرفيس (News service) وأصبح اسمُها “اليونايتد برس انترناشيونال” (The United press international).

– وكالة أنباء هاشيت الفرنسية لليهودي هاشتي والتي أسّسها في العام 1851م.

– وكالة أنباء هافاس التي أسسها اليهودي هافاس عام 1835 والتي أصبحتْ فيما بعد الوكالةَ الرسميةَ للدولة الفرنسية لفترةٍ من الزمن.

ما يهمُّنا هنا هو أن ندركَ بأنّ اهتمامَ اليهود بالإعلام لم يأتِ من فراغٍ، إنما عن دراسةٍ وترتيبٍ ومعرفةٍ بأنّ الإعلامَ هو السلاحُ الأقوى والأمضى للسيطرةِ على الشّعوب، وهو ما يدخلُ في مشروع القوة الناعمة (Soft Power)، ممّا يسهلُ لليهود تحقيقَ حُلمَهمَ الأكبر وإقامة دولة إسرائيل الكُبرى من النيل إلى الفرات، وها نحنُ اليومَ نلاحظُ ونشهدُ التحَرّكاتِ الخطيرةَ والمشبوهةَ التي تطفو على السّطح بوضوحٍ، وكيفية استخدام الإعلام لتمرير صفقاتِ حُلم “إسرائيل” (الأسرلة).

بعدَ هذه الاستهلال المُختصر نتحدثُ عن دور الإعلام اليمنيّ في كشفِ وفضح انتهاكاتِ وجرائم العُدوان.

إن العُدوانَ على اليمن -منذ الوهلة الأولى أن يوجد “بروباجاندا” تخدمُ مصالحَه في المنطقة وتحشدُ له التأييدَ في عُدوانه على اليمن، فلاحظنا الهالةَ الإعلاميةَ الكبيرةَ والظالمةَ، والمسمياتِ التضليليةَ التي من خلالها شرعنتْ عُدوانَها على اليمن تحت مُسميات “عاصفة الحزم – استعادة الشرعية – عاصفة الأمل وغير ذلك…”، مُستخدمةً أدواتِها التي كانتْ بالنسبة لها مُجَـرّد مُبرّر وضيعٍ لكافة الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها في اليمن، وهنا نتذكرُ اللقاءَ الذي أكّـد فيه الفارّ” عبد ربه منصور هادي” عدمَ معرفته بالعُدوان على اليمن إلا بعد أن تمّ إعلانُ ما تُسمَّى عاصفةَ الحزم، وقصف مطار صنعاء وحيّ بني حوات حينها، المنطقة الواقعة بالقرب من مطار صنعاء.

هنا يبدأ العُدوانُ ينفذُ ترتيباته الإعلامية لتضليلِ الرأي العام العالميّ وتبرير تدخله غير المُشروع في اليمن، في المُقابلِ كانتِ اليمنُ على أهبة الاستعداد للمُواجهة الإعلاميةِ بالإمْكَانيات الشحيحة كخطّ سيرٍ في مُواجهةِ عُدوانٍ مُتعددِ الجنسيات، وفضح جرائمه، كما أكّـد ذلك ووجه به السيدُ القائدُ المُجاهدُ عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي اعتبر الإعلامَ جبهةً مُستقلةً لها مهامُّها وأدوارُها الهامَّةُ في فضحِ جرائم العُدوان وانتهاكاته، وكشف الحقيقة للرأي العام المحليّ والعالميّ، وذكر في النقاط الاثنتي عشرة بالتحديد دورَ وزارتي حقوق الإنسان والإعلام لدورهما المهمّ والمحوريّ في مساندةِ ما تقومُ به الجبهاتُ العسكريةُ والسياسيةُ والاقتصاديةُ وجبهاتٌ أُخرى.

 

جرائمُ العدوان:

عمد تحالُفُ العُدوان في اليمن على تضليلِ الرأي العام وتبريرِ تدخله السّافر في اليمن من خلال ما تُسمّى “الشرعية” التي استقبلها وفتح لها فنادقَه وحشد لها الاعتراف الدوليَّ كتدبيرٍ مُسبقّ.

هنا تصدّى الإعلامُ اليمنيُّ لهذا التضليلِ وبيَّن للرأي العام المحليّ والعالميّ كيف انتهتْ شرعيةُ عبد ربه شرعاً وقانوناً، وأنه ومَن معه لا يمثِّلون اليمنَ ولا اليمنيين، وُصُـولاً إلى تعريتهم وكشف خيانتهم بعدَ أن جعل منهم العُدوانُ -بقيادة السعودية- المسؤولين عن الطلعات الجوية الحربية والتي كان مُعظمُ نتائجها قصفَ المدنيين في المنازل والأسواق والمدارس والمساجد ومُختلف الأماكن والمُناسبات.

حينما شعر تحالفُ العُدوان بخطرِ صُمود شعبنا اليمنيّ وقيام الإعلام اليمنيّ؛ بفضح الجرائم والانتهاكات الجسيمة، حاول بكلّ ما أوتي من إمْكَاناتٍ زعزعة النفسية وهزّ ثقته بقيادته الحكيمة مُمثلةً بالسيد العلم سماحة المُجاهد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وكذلك قيادته الدولة والجيش الوطني واللجان الشعبيّة لكن كان رهانُه خاسراً.. فبعدَ مرورِ ألفي يومٍ من العُدوان على الشعب اليمني ما تزالُ الجماهيرُ تزدادُ التفافاً حولَ قيادتها والثقة تعزّز أكثر بعدَ نجاح القيادة في تفكيك المُؤامرة والعُدوان وبعد إيجاد البدائل العسكرية والخُطط الاستراتيجية لاستمرار الدولة في عملها وأدائها والتعامل المدروس مع الحرب الاقتصادية.. وأثبتتِ الأيّام أَيْـضاً أن كُـلّ ما طرحه السيد القائد عبدالملك من دورٍ أَسَاسيٍّ وخطيرٍ للكيان الصهيوني، وما كان، أمس خفياً أصبح اليوم علناً وجهاراً وعلى مَن اعترفوا بالحقيقة وكاشفوا أنفسهم أن يعودوا سريعاً إلى حُضنِ الوطن وأن تكون مواقفُهم أفعالاً لا كلاماً. وأن كُلَّ ما سعى له العُدوانُ -بكافة الأساليب الرخيصة من سياساتِ التخويف والتهويل وإطلاق الشائعات والأخبار الكاذبة- قد كشفها الإعلامُ من قبل على نفسه أن يكونَ في صفّ العُدوان وأن يكون أداةً من أدواته.

إنَّ صمودَ الشعب اليمنيَّ -رغم الإمْكَانات المُحدودة وتكالُبِ الدول الكبرى مع الدول النفطية واستمرارِ عدوانهم على الشعب اليمني والقيادة الحكيمة- هو الردُّ العمليُّ والرسالةُ الواضحة بأن النصرَ هو حليفُ الشعب اليمنيّ المظلوم وأن كافة المُؤامرات سوف تنكشفُ ولن تزيده إلا قوةً ومنعةً كما انكشفت المؤامراتُ خلالَ 2000 يومٍ من العُدوان على الشعب اليمنيّ.

المسيرة – علي حسين الديلمي

القائم بأعمال وزير حقوق الإنسان

قد يعجبك ايضا