“القعايد” في تهامة..مكانة عريقة وموروث تاريخي
حسن يحيى
يعكف الحاج عايش سالم 52 عاما من مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة، على تنظيم أوراق شجرة الدوم وربطها على سطح القعايد بشكل متناسق في غاية الجمال.
وتحتل “القعايد” مكانة تاريخية لدى ابناء تهامة، إذ لا تزال حاضرة بتاريخها العريق، سحرت اعيننا مشاهد موروثها الشعبي الذي أبدعته ايادي ماهرة وشكلتها منذ مئات السنين ليظل مهنة وموروث حضاري بحياة الناس في تهامة على مر الزمان.
يقول ” عايش” أن القعايد لا تزال تحتل أهمية كبيرة لدى ابناء تهامة وما يميز المنازل في تهامة وجود القعايد داخلها بكثر تستخدم للجلوس عليها والنوم عليها ويشعر الناس بالراحة والإطمئنان عليها.
ويضيف أن صناعة القعايد تستغرق حوالي أسبوعا كاملا، حيث يتم استخراج خشب القعايد من شجرة السدر التي تشتهر بها معظم مناطق تهامة في محافظتي الحديدة وحجه، حيث يتم قطع شجرة السدر وتعريضها للشمس لمدة يومين ثم يقوم النجار بتجهيزها ومساواتها بأشكال هندسية مختلفه تسمى ” القراقع” ويكون عدد القطع 8 قطع على شكل مستطيل منها اربع قطع تعد أرجلا للقاعدة تستقيم عليها.
عند تجولنا في اسواقها القديمة مثل سوق مدينة الزيدية والقناوص والضحي والمغلاف وقعت أعيننا على بعض الحرف اليدوية الجميلة التي تجود بمختلف الصناعات وتحظى بإعجاب الكثير ومنها صناعة “القعايد” حيث يعتمد الكثير من سكان المناطق الساحلية في تهامة على صناعتها ويقومون بعرضها في الأسواق الشعبية التي تقام اسبوعيا.
ويتابع “عايش” حديثه أن شجرة الدوم تعد عنصرا اساسيا في صناعة القعايد باستخدام أوراقها لصناعة الكراسي والمجالس الشعبية، حيث يتم تقطيع أوراق الدوم وتعريضه للشمس و تقطع اوراقها وتفطر بشكل طولي بسمك صغير ثم ينظم كحبال متناسقة بديعة الجمال.
وفي المرحلة الثالثة يتم ربط الحبال على القعايد بشكل متناسق وجميل بشكل طولي وأفقي مع الأخذ بعين الاعتبار بعمل أشكال مميزه حتى يتم ظهورها بصورة بديعة الجمال.
ويعمل الآلاف على مستوى مديريات وقرى الحديدة في مهنة بيع وتجهيز القعايد حيث تعتبر مصدر دخل لهم وهي مهنة يتوارثها الأجيال فيما بينهم ..
تظل تهامة تحافظ على موروثها الذي ورثته منذ مئات السنين، فعند زيارتك للبيوت والمنازل تقع عينيك على القعايد التي يتم وضعها بشكل دائري ومتناسق داخل العشش في تهامة.