باب المندب في مرمى التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني
يتفق الكثير من الخبراء والمراقبين على أن اليمن يمثل أحد الأهداف الرئيسية للتحالف الإماراتي الإسرائيلي الجديد الذي يسعى للسيطرة على البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وعلى أهم ممر يربط البحر العربي بالأحمر وهو مضيق باب المندب الذي يشرف على أهم الطرق الدولية التي تصل شرق العالم ويمر عبره حوالي 6.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمشتقات النفطية، إضافة إلى أكثر من 30 % من التجارة العالمية للغاز الطبيعي ناهيك عن أكثر من 10 % من إجمالي التجارة العالمية.
ويرى مراقبون أن التطبيع بين “تل أبيب” وأبو ظبي، لن يقتصر على التبادل الدبلوماسي والتجاري والطبّي والسياحي كما هو مُعلَن، بل سيتعدّاه إلى محاولة تشكيل تحالف استراتيجي يشمل إسرائيل والدول المُسمّاة «معتدلة»، وليس اليمن الذي تُشنّ عليه حرب من قِبَل التحالف السعودي – الإماراتي بعيداً عن تلك المحاولات، لما يتمتّع به من موقع استراتيجي مميز، فهو بمثابة عقدة مواصلات بحرية وبرّية يعتبرها الطرفان الإسرائيلي والخليجي ومن ورائهما الأمريكي هدفاً مشتركاً.. في الأصل، لم يكن انخراط الإمارات في هذه الحرب مندرجاً إلا في سياق ذلك المخطط؛ إذ أن احتلالها للشواطئ والجزر والموانئ والمضائق يُمثّل أحد أبرز الاهتمامات الأمنية الحيوية للكيان العبري.
وفي هذا السياق قال موقع ميديل آيست مونيتور، إن إسرائيل تعمل بمعية دولة الإمارات على خطة لإنشاء قاعدة تجسس في جزيرة سقطرى .
مؤكدا أن البلدين اللذين قاما بتطبيع علاقاتهما في وقت سابق من الشهر الماضي، قد شرعا بالفعل في خطوات إنشاء قاعدة تجسس على الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي في بحر العرب ، على بعد حوالي 350 كيلومترًا جنوب اليمن.
وأضاف الموقع في تقرير أن إسرائيل والإمارات تقومان بكافة الاستعدادات اللوجستية لإنشاء قواعد استخباراتية لجمع المعلومات الاستخبارية عبر خليج عدن وباب المندب .
كما نقل تقرير عن مصدر إريتري رفيع المستوى لم يذكر اسمه قوله إن العدو الإسرائيلي في عام 2016م بدأ في بناء أكبر قاعدة لجمع المعلومات الاستخبارية على جبل أمباسايرا في إريتريا ، بهدف مساندة تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في اليمن.
ولفت التقرير إلى أن مراكز المراقبة الاسرائيلية تراقب أعمال قوات الجيش واللجان الشعبية وتفحص الحركة البحرية والجوية في المنطقة الجنوبية للبحر الأحمر.
وتكشف مصادر محلية مطلعة في المخا الساحلية غربي تعز عن حركة إماراتية واسعة منذ ما يزيد عن عامين، ارتفعت وتيرتها أخيراً وتتركز حول مضيق باب المندب، وتحديداً في جزيرة “ميون” اليمنية الاستراتيجية المطلة على المضيق.
وتتمثل هذه التحركات في تكثيف الوجود العسكري وتنفيذ العديد من المشاريع منها إعادة تأهيل مطار الجزيرة، فيما تصل وفود اقتصادية واستثمارية وخبراء تباعاً إلى هذا المكان الاستراتيجي عند بوابة مضيق باب المندب.
وفي وقت سابق ذكرت مصادر محلية في الساحل الغربي عن سر الزيارة التي قام بها قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتزي هليفي وعدد من الضباط الإسرائيليين والإماراتيين إلى ميناء المخا الواقع تحت سيطرة ميليشيات الإمارات بقيادة “طارق عفاش”.
وأكدت المصادر أن سر الاهتمام الإسرائيلي بالساحل الغربي لليمن، يأتي في إطار توجهات صهيونية لإنشاء قاعدة عسكرية في الساحل الغربي لليمن، وتحديدا في أرخبيل حنيش” اليمنية
وأوضحت المصادر أن لقاء الخائن “طارق عفاش” بالقيادات الإسرائيلية في غرفة عمليات الساحل الغربي، حظي بتكتم شديد، حيث أطلع طارق عفاش الوفد الإسرائيلي على سير العمليات العسكرية في الساحل الغربي، وبحث التعاون المشترك بين الجانبين “لتأمين الساحل الغربي وباب المندب”.
وكانت الميليشيات التي يقودها طارق عفاش قد أعلنت دعمها للتطبيع بين الإمارات والكيان الإسرائيلي.
ونشرت ما يسمى بقوات حراس الجمهورية التي يقودها طارق عفاش ومدعومة من الإمارات منشورا على صفحتها في الفيسبوك أعلنت فيه تأييدها للخطوة الإماراتية المتمثلة في التطبيع مع إسرائيل ووصفته بالإنجاز الدبلوماسي والتاريخي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ناقش موضوع اليمن مع وفد أمريكي رفيع المستوى في أواخر أكتوبر عام 2019م، إلى جانب بحث تهديدات الصواريخ اليمنية بعيدة المدى التي تمثل تحديا للأمن القومي الإسرائيلي، بحسب الصحافة الإسرائيلية.
وكان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، قد حذر العدو الإسرائيلي في مطلع نوفمبر عام 2019م، من التورط في ارتكاب أي حماقة ضد الشعب اليمني، بالقول “لن يتردد الجيش اليمني في توجيه أقصى الضربات العسكرية الممكنة لاستهداف العدو الإسرائيلي”.
ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع، أكد في نوفمبر عام 2019م، أن القوة الصاروخية والطيران المسير التابعين للجيش أصبحا قادرين على ضرب أهداف حيوية داخل العمق الإسرائيلي، مبينا أن العدو الإسرائيلي ينفذ المخططات والمؤامرات بهدف التوسع والسيطرة على أهم المنافذ الحيوية في الخليج العربي والبحرين العربي والأحمر.
ويسعى العدو الإسرائيلي إلى إنشاء قاعدة عسكرية في الساحل الغربي لليمن وتحديدا في جزيرة حنيش وكذلك في جزيرة ميون الواقعة في وسط مضيق باب المندب ، بعد إنشاء عدد من القواعد العسكرية الإسرائيلية في أريتريا الواقعة على الضفة الأخرى من البحر الأحمر.