ارتفاع إيجار المساكن دون ضوابط.. يهدد سكينة الأسرة
تبرز قضية ظلم المؤجرين للمستأجرين إلى السطح فآلاف الأسر طُردت من منازلها دون شفقة أو رحمة فلا مكان يأويهم ولا قلوب ترحمهم لعدم قدرتهم على دفع الإيجار في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وانعدام الرواتب وفرص العمل بسبب الحصار والعدوان الغاشم على بلادنا تزداد المأساة وتمتلئ المحاكم وأقسام الشرطة بهذه القضايا دون الوصول الى حل عادل يفصل بين المؤجر والمستأجر والسبب كما يقول المستأجرون عدم تطبيق القانون فتابع التفاصيل في هذا الاستطلاع:
الاسرة / خاص
سعاد لم تجد من ينصفها لإخراج إثاث منزلها ” فالمالك رفض السماح لها بأخذه قبل ان تدفع الإيجار الذي عليها بالكامل رغم تدخل الكثير من الجيران وفاعلي الخير الا أنه اصر على رفضه. فاستسلمت سعاد للأمر وذهبت للبقاء في منزل شقيقتها حين يأمر الله بالفرج.
فآلاف السكان مهددون بالطرد من منازلهم جراء عدم قدرتهم على توفير قيمة الإيجارات التي ترتفع بشكل مستمر وبلا توقف حسب باحثين في المجلس الوطني للسكان.
تقول أم عزام : لقد استغل مالك المنزل ضعفي وعدم وجود زوجي وقام بالوعيد والتهديد ان لم أخلي له المنزل خلال أسبوعين فانه سيدخل المشتري الجديد للمنزل للسكن معي وقام بفتح الباب وسحب بعض الأدوات إلى الشارع مما أصابني بالذهول والصدمة وخاصة اني لجأتُ إلى صنعاء بعد ان دخل المرتزقة منزلي بمحافظة الحديدة وسكنوا فيه.
ويشكو عبده علي راجح ان صاحب العمارة قام بقطع الماء عليهم وحبس أطفاله الصغار داخل المنزل فلا يخرجون ويقوم بضربهم وشتمهم ان خرجوا وانه معلق ليل نهار في نافذة شقته لا عمل له سوى مراقبتي انا وأسرتي يحول دون خروج أطفالي ويسمعنا السب والشتم ليل نهار واحياناً يصل به الحال إلى مد فراشه والنوم امام باب المنزل
وطالب المواطنون الجهات المختصة بتنفيذ القوانين التي من شأنها التخفيف من حجم المعاناة التي يعيشها الغالبية العظمى من الناس بسبب انقطاع الراتب ومصادر الدخل.
المؤجر سيد الموقف
رغم ان قانون المؤجر والمستأجر في بلادنا يضمن للمستأجر أن يبقى في المنزل ثلاثة أشهر إضافية حتى يتمكن من البحث عن منزل آخر للانتقال إليه إلا أن هذا القانون ليس له أي أهمية فصاحب المنزل هو المتحكم الوحيد بمصير المستأجر.
ليس كل المؤجرين يمتلكون قلوباً رحيمة ويقدرون ظروف المستأجرين في ظل الأوضاع الراهنة فهناك قله تفعل العكس، فها هو أبو عبدالمجيد يعود إلى منزله بعد زيارته لأخيه إلا ووجد قفلاً كبيراً معلقاً على باب منزله فوق قفله الأساسي وحين سأل عن الفاعل قيل له هذا صاحب المنزل .. فخرج إليه المؤجر قائلاً: لن أفتح الباب إلا بعد أن تدفع لي إيجار السبعة الأشهر السابقة فقد صبرتُ عليك بما فيه الكفاية عُد من حيثما أتيت ولا تأتي إلا والإيجار معك أما عن أثاث المنزل فسوف يكون مرهوناً لدي لحين دفع الإيجار.
يتابع أبو عبدالمجيد بحرقة ويقول: حاول الجيران التدخل لكن دون جدوى فطلبوا منه أن يسمح له حتى أخذ أبسط حاجياتي لكنه رفض فعدت إلى منزل أخي ودموع زوجتي وأولادي ترافقني حاولت أن أدبر مبلغ الإيجار لكي تمكن من إخراج أثاثي لبيت أخر يملك صاحبه قلبا رحيما كباقي أبناء اليمن .
لم يكن قلب المؤجر جابر مالك أحد المنازل أقل قساوة من سابقه بل فاقه بكثير فقرر أخذ أثاث المستأجر ورماه خارج المنزل أثناء غيابه وعندما عاد مهيوب لمنزله صُدم بأن أثاث منزله في الشارع وزوجته وأولاده في منزل الجيران حاول مهيوب أن يتفاهم مع صاحب المنزل بأن يصبر عليه قليلاً لكنه رفض وطلب منه أن يغادر المنزل لأنه وجد مستأجراً آخر وأما عن الإيجار فيدفعه بالتقسيط.
فما كان من مهيوب إلا أن أخذ زوجته وأولاده للقرية لأن لا مكان لهم بعد أن استلف تكاليف السفر من أحد جيرانه وهو يدعي على صاحب المنزل الذي افتقد لأدنى معايير القيم الإنسانية.
واجب إسلامي
يرى علماء الدين بأن التكافل ، والتعاطف ، والتناصح , والتواصي بالحق , والصبر عليه , لا شك أن هذا من أهم الواجبات الإسلامية , والفرائض اللازمة , وقد نصت الآيات القرآنية , والأحاديث النبوية , على أن التضامن الإسلامي بين المسلمين – أفراداً وجماعات , حكوماتٍ وشعوباً – من أهم المهمات , ومن الواجبات التي لا بد منها لصلاح الجميع , وإقامة دينهم وحل مشاكلهم , وتوحيد صفوفهم , وجمع كلمتهم ضد عدوهم المشترك ، والنصوص الواردة في هذا الباب من الآيات والأحاديث كثيرة جدّاً , وهي وإن لم ترد بلفظ التضامن : فقد وردت بمعناه ، ومما ورد من الأحاديث الشريفة في التضامن الإسلامي ، الذي هو التعاون على البر والتقوى : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ، قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) أخرجه مسلم في صحيحه , وقوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه ) – متفق عليه – ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، وما جاء في معناها تدل دلالة ظاهرة على وجوب التضامن بين المسلمين , والتراحم والتعاطف , والتعاون على كل خير , وفي تشبيههم بالبناء الواحد , والجسد الواحد , ما يدل على أنهم بتضامنهم وتعاونهم وتراحمهم تجتمع كلمتهم , وينتظم صفهم , ويسلمون من شر عدوهم , وقد قال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).