مفوضة حقوق الإنسان تدعو إلى إجراء تحقيق فعال وسريع في التهديد بقتل طبيب كونغولي حائز على جائزة نوبل للسلام

أعربت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، عن قلق عميق إزاء رسائل التهديد بالقتل التي تلقاها الطبيب الكونغولي الدكتور دينيس موكويغي، المدافع عن حقوق الإنسان والحائز على جائزة نوبل للسلام (2018). ودعت إلى اتخاذ إجراءات سريعة للكشف عمّن يقف وراء التهديدات وتقديمهم للعدالة.

وقد أسس الدكتورموكويغي مستشفى بانزي في باكوفا ويديرها حاليا، وحصل على جائزة نوبل للسلام نظير سنوات طويلة من العمل على مساعدة آلاف النساء ضحايا العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، كما كان مدافعا حازما ضد استخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب، ودعا إلى زيادة حماية النساء.

د. موكويغي هو بطل حقيقي – حازم وشجاع ومؤثر للغاية. وعلى مدار سنوات، ساعد الآلاف من النساء اللائي تعرّضن لإصابات خطيرة — ميشيل باشيليت

وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، في بيان:

“الدكتورموكويغي هو بطل حقيقي – حازم وشجاع ومؤثر للغاية. وعلى مدار سنوات، ساعد الآلاف من النساء اللائي تعرّضن لإصابات خطيرة وصدمات نفسية عندما لم يكن هناك من يعتني بهنّ، وفي نفس الوقت فعل الكثير للفت الانتباه إلى محنتهنّ وتحفيز الآخرين لمواجهة وباء العنف الجنسي الخارج عن السيطرة في شرقي الكونغو الديمقراطية“.

وقد منحت جائزة نوبل للسلام عام 2018 للناشطة العراقية الإيزيدية نادية مراد، سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، لكرامة الناجين من الاتجار بالبشر، والطبيب موكويغي.

وعقب تلقيه الجائزة، وصفه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بأنه بطل لا يعرف الخوف، عمل من أجل حقوق النساء اللواتي وقعن في براثن صراع مسلح، عانين فيه من الاغتصاب والاستغلال وغيرها من الانتهاكات المروعة.

UN Photo/Mark Garten
(من اليسار إلى اليمين) ناليدي باندور، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا؛ نادية مراد، الحائزة على جائزة نوبل للسلام؛ براميلا باتن، الممثلة الخاصة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع؛ د. دينيس موكويغي، الحائز على جائزة نوبل للسلام.

 

تهديدات نصية وهاتفية

وبحسب التقارير، تلقى الطبيب موكويغي تهديدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي مكالمات هاتفية مباشرة له ولأسرته، أعقبت إدانته لاستمرار قتل المدنيين في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، ودعواته المتجددة للمساءلة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان.

أرحب بالتزام الرئيس تشيسكيدي العلني بضمان أمنه، وآمل أن يتم تزويد موكويغي وفريقه بالحماية الشاملة من السلطات الكونغولية — ميشيل باشيليت

وأضافت السيّدة باشيليت تقول:

يبدو أن حياته في خطر كبير. أرحب بالتزام الرئيس تشيسكيدي العلني بضمان أمنه، وآمل أن يتم تزويد موكويغي وفريقه بالحماية الشاملة من السلطات الكونغولية، حتى يتسنى ضمان استمرار العمل، الذي لا غنى عنه، الذي يؤدونه يوما بعد يوم في مستشفى بانزي“.

ويُعرف الدكتور موكويغي بأنه من أبرز الداعين لتقديم المسؤولين عن العنف الجنسي إلى العدالة، وأيّد تقرير “رسم الخرائط” في عام 2010 الصادر عن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي سجّل مئات الانتهاكات والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي وقعت في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، بين عامي 1993 و2003، وفي الكثير من الأحيان، تحديد الجماعات والكيانات التي يُعتقد أنها مسؤولة عن ارتكاب الجرائم.

ضرورة إجراء التحقيق والعدالة

ودعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق فعّال وسريع وشامل ونزيه في التهديدات الموجهة ضده. وقالت:

من المهم أن يمثل المسؤولون أمام للعدالة حتى تُعرف الحقيقة، لحماية حياة د. موكويغي وأيضا كرادع لمن يهاجمون أو يهددون أو يرهبون العاملين الصحيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، مثله، الذين يعملون لصالح الشعب الكونغولي، وفي كثير من الأحيان في ظروف صعبة للغاية“.

المهم أن يمثل المسؤولون أمام للعدالة حتى تُعرف الحقيقة، لحماية حياة د. موكويغي وكرادع لمن يهددون العاملين الصحيين — ميشيل باشيليت

وشددت باشيليت على ضرورة قيام جميع السلطات المعنية بإدانة التهديدات علانية. كما حثت السلطات الكونغولية على اعتماد مشروع قانون بشأن حماية وتنظيم نشاط المدافعين عن حقوق الإنسان بشكل يتوافق بالكامل مع المعايير الدولية، ودعت السلطات إلى تعزيز جهودها لمنع أي انتهاكات وإساءات لحقوق الإنسان في شرقي الكونغو الديمقراطية واتخاذ خطوات ملموسة لإنشاء إجراءات عدالة انتقالية تمنح الآلاف من ضحايا النزاعات حقهم في الإنصاف والحقيقة والتعويضات.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها د. موكويغي تهديدات بالقتل، كما نجا من محاولة اغتيال في تشرين الأول/أكتوبر 2012.

 

قد يعجبك ايضا