التأكيد على تفعيل الدور المجتمعي لسكان مدينة صنعاء في الحفاظ على المنازل
انطلاقاً من مبدأ التوكل والتعاون والتكاتف المجتمعي ودور المجتمع في البناء والتنمية عن طريق تفعيل واستغلال الموارد البشرية والطاقات المجتمعية الخلاقة والمبدعة، وتحت شعار “يد تحمي ويد تبني” انعقد اللقاء التشاوري الأول حول تفعيل المشاركة المجتمعية في الحفاظ على مدينة صنعاء القديمة الذي تنظمه السلطة المحلية بالمديرية والهيئة العامة للحفاظ على المدن والمعالم التاريخية، وذلك بالتعاون مع مؤسسة بنيان التنموية وبيت المبادرات.. حيث أكد عدد من المشاركين في اللقاء التشاوري على أهمية تحفيز كل القيادات والعاملين في أجهزة الدولة والسكان بمدينة صنعاء القديمة نحو تفعيل المشاركة المجتمعية في الحفاظ على التراث التاريخي والحضاري لمنازل مدينة صنعاء القديمة والمدن التاريخية الأخرى بعيداً عن الاعتماد على ما تقدمه المنظمات أو انتظار دور الحكومة فقط، حيث لا بد من تكاتف المجتمع والمؤسسات الرسمية للحفاظ على صنعاء القديمة..
“الثورة” حضرت اللقاء والتقت عدداً من المسؤولين والمعنيين في السلطة المحلية والهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية ومؤسسة بنيان التنموية ومواطنين وخرجت بالحصيلة التالية:
أحمد المالكي
الأخ أحمد الصماد مدير عام مديرية صنعاء القديمة تحدث عن اللقاء التشاوري الأول حول تفعيل المشاركة المجتمعية في الحفاظ على مديرية صنعاء القديمة والهدف منه فقال: اليوم مديرية صنعاء القديمة تشهد استجابة لدعوة السيد العلم المجاهد عبدالملك ابن بدرالدين الحوثي وكذا قيادة الدولة ممثلة برئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، وكذا توجيهات أمين العاصمة بضرورة تفعيل المجتمع كونه الركيزة الأساسية التي يجب عليها الحفاظ على المدينة، واليوم قيادة السلطة المحلية في صنعاء القديمة والهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية ومدراء جميع المكاتب التنفيذية اجتمعوا في هذا اللقاء التشاوري الأول المتعلق بتفعيل المجتمع واليوم هناك نجاح باهر وسنواصل هذا النجاح عن طريق تكاتف وتعاون المجتمع بهبة مجتمعية عارمة إلى مدينة صنعاء التاريخية للحفاظ على هذه المدينة ونحن مقدمون على لقاءات واجتماعات توعوية أولاً وتجسيداً للتعاون فيما بين الجهات الرسمية والمجتمع كونه العنصر الرئيسي حتى تحقيق النجاح بإذن الله.
وتحدث الأخ محمد حسن المداني المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية متطرقاً إلى أهمية اللقاء التشاوري الأول حول تفعيل المشاركة المجتمعية في الحفاظ على مدينة صنعاء القديمة، فقال: بسبب الأضرار التي تعرضت لها مدينة صنعاء القديمة ولإحساس مؤسسة بنيان التنموية بأهمية تفعيل دور المجتمع إلى جانب المسؤولية الملقاة على عاتق الحكومة، اقترحنا أن يتم عقد هذا اللقاء التشاوري، وتجاوبت معنا بشكل فعال الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية وكذلك السلطة المحلية، فانعقد هذا اللقاء التشاوري اليوم وكان الهدف منه تحفيز كل القيادات والعاملين في أجهزة الدولة بمدينة صنعاء القديمة نحو تفعيل المشاركة المجتمعية كباراً وصغاراً في هذا الجانب، وقد استعرضنا كثيراً من التجارب في الميدان عن قصص النجاح والآليات والسياسات التي يجب أن تتبع، ومصادر التمويل المجتمعية التي يمكن الحصول عليها، وإن شاء الله في اجتماعات ولقاءات أخرى سنجلس بشكل أكبر مع عقال الحارات وخطباء الجوامع، وكذلك بشكل أهم مع الشباب أنفسهم الذين يعتبرون المورد البشري الأساسي والمهم الذي يجب أن يفهم أهمية وجوده داخل هذه المدينة التاريخية وأهمية أن يقوم بالحفاظ على هذه المباني، فمدينة صنعاء مدينة حية ويجب على الكل أن يشاركوا في الحفاظ عليها وحمايتها من أي موجة أمطار قادمة، والأهم من ذلك كله هو الحفاظ على هذا الموروث الكبير والذي يعتبر مصدر دخل لليمن، وإن شاء الله بعد أن ينتهي العدوان على اليمن تظل صنعاء هي قبلة الجمال والحضارة والتاريخ للعالم كله وتكون مصدر دخل للسياحة الداخلية والخارجية.
وعن رؤية مؤسسة بنيان التنموية بخصوص صنعاء القديمة أوضح المداني بالقول: بشكل عام مؤسسة بنيان التنموية تعمل بمنهجية تؤمن بأهمية المورد البشري، وبالتالي إذا آمن واقتنع الناس أنفسهم كموارد بشرية بأنهم عنصر فاعل ويجب أن تكون لهم أدوار وأحسوا بالمسؤولية، فهم سينطقون بدون أي أموال وبدون أي أشياء أخرى، ولذلك نحن في المؤسسة نبدأ بتفعيل المورد البشري وإن أخذ منا بعض الوقت، ولكن عندما ينطلق هذا المورد يستطيع أن ينجز الكثير من الأشياء، بل إننا نصنع قادة للمستقبل قادرين على أن يحافظوا على اليمن حراً بإذن الله سبحانه وتعالى.
الأخ مجاهد طامش رئيس الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية تحدث بدوره عن أهمية اللقاء التشاوري حول تفعيل المشاركة المجتمعية للحفاظ على صنعاء القديمة ودور الهيئة فقال: نحن نريد من المجتمع أن يعرف أنه المسؤول بالدرجة الأولى عن الحفاظ على المدن التاريخية ومن ضمنها مدينة صنعاء القديمة، وتأتي أهمية اللقاء لاستعراض النتائج السابقة للعمل الجماعي والمشترك وكانت هناك بعض الاختلالات حاولنا أن نتداركها كقيادة جديدة سواء في السلطة المحلية أو في هيئة الحفاظ على المدن التاريخية وأنه لا بد أن نعمل بشكل مشترك وأن نتحمل جميعاً المسؤولية في عملية الحفاظ على المدن التاريخية، والاختلالات السابقة لا بد أن نتجاوزها وهناك بعض المخالفات والتشوهات التي ظهرت نتيجة تخاذل الجهات المعنية ونتيجة تحميل كل جهة المسؤولية جهة أخرى، هذه الأشياء كلها حاولنا قدر الإمكان أن نتجاوزها ونعمل بروح الفريق الواحد كمواطن وسلطة محلية وجانب رسمي معني بعملية الحفاظ وهي الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية ومن الآن فصاعداً سنعمل يداً بيد وسنحد من المخالفات والتشوهات وسنعمل على تحفيز المجتمع على المشاركة المجتمعية وسيكون للعقال دور وكذلك عضو المجلس المحلي والمهندس المختص كذلك سيكون لهما دور في تنمية المدن التاريخية وإعادة تأهيلها والحفاظ عليها بما يحافظ على هويتنا وتاريخنا وأصالتنا.
وعن أبرز التهديدات التي تواجه مدينة صنعاء القديمة أوضح رئيس الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية بالقول: أبرز التهديدات تتمثل بضعف البنية التحتية وكوارث الأمطار وكوارث العدوان والطيران وأيضاً مشكلة عدم تعاون المجتمع وترابطه للعمل بروح الفريق الواحد، هذه التهديدات لا بد أن نتجاوزها، وكارثة الأمطار أظهرت لنا نتائج كارثية كبيرة جداً نتيجة إهمال المواطنين لمبانيهم وعدم عمل الصيانة الدورية، حيث كانت تتم هذه الصيانة -قبل عقود مضت- من قبل المواطنين أنفسهم كل ثلاثة إلى ستة أشهر أو موسمية وكانت تقي وتحمي المنازل من الانهيارات، وهي عبارة عن أشياء بسيطة تتمثل بتفقد “الميازيب” والسطوح بشكل كامل وكان لهذا العمل دور كبير في حماية المنازل.
وعن الأضرار التي خلفتها الأمطار في مدينة صنعاء القديمة تحدث طامش بالقول: لدينا حصر أولي بأن هناك حوالي 288 منزلاً تعرضت لانهيارات الاسقف، و30 منزلاً تعرضت لانهيارات جزئية، و5 مناول انهارت كلياً بالإضافة إلى المنازل المهجورة التي تركها أهلها بسبب الورث وما إلى ذلك، وهذه كانت بها أضرار من سابق وتضررت الآن بفعل الأمطار، وبإذن الله خلال الفترة القادمة ومن خلال البرنامج التوعوي وهو ما بدأنا الاهتمام به من خلال هذا اللقاء التشاوري والورش التي تخللته وهي رسالة توعية للناس بأنه لا بد من التكاتف والتعاون المجتمعي حتى يتم تجاوز هذه الكوارث وتحفيز الناس على الاهتمام بمنازلهم.
بدورها تحدثت الأستاذة أمة الرزاق جحاف وكيل الهيئة العامة حول تفعيل المشاركة المجتمعية للحفاظ على المدن التاريخية، عن أهمية اللقاء التشاوري الأول للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة والمعالم والمدن التاريخية فقالت: ترسخت عبر السنوات الماضية ثقافة مجتمعية بأن على الدولة فعل كل شيء للحفاظ على المنازل وأصبح الساكن في صنعاء القديمة لا يحس بأنه هو من يملك البيت أو أنه هو المسؤول عنه وعن الحفاظ عليه حيث ينتظر من الحكومة والهيئة التدخل لترميم البيت وصيانته والحفاظ عليه ونحن في الهيئة هذا العبء الذي يرميه المواطن علينا هو فوق طاقتنا خاصة في الظروف الأخيرة، فتم اللقاء مع مؤسسة بنيان والتشاور حول كيفية تغيير ثقافة الناس وتفعيل المجتمع ليدرك أهمية الكنز الذي يمتلكه، فكل مواطن اصبح البيت بالنسبة له كجوهرة في يد فحَّام لا يعرف قيمتها، ولا حل لهذه المشكلة إلا باستعادة دور المجتمع وهذا ما بدأنا نعمله مع مؤسسة بنيان باتجاه الحفاظ على هذه الكنوز التاريخية المهمة بدءاً من مدينة صنعاء ومروراً ببقية المدن.
وأضافت جحاف بالقول: بسبب الأمطار الأخيرة التي هطلت على مدينة صنعاء القديمة في ظل اتكال مجتمعي على الدولة والمنظمات لترميم البيوت، تضررت الكثير من المنازل وانهارت الكثير من الأسقف وانهارت البيوت المهجورة، فهناك خمسة بيوت انهارت كاملة وكذلك البيوت التي بها خلاف بين الورثة انهارت أجزاء منها، وهذه الأضرار والكوارث التي واجهتها المدينة لا تستطيع الدولة وحدها القيام بعبء الحفاظ عليها، ولا بد من إشراك دور المجتمع في هذه العملية.
أحمد الوارث من سكان صنعاء القديمة -حارة الجامع الكبير تحدث بدوره فقال:” في اللقاء التشاوري الذي أقيم بخصوص الحفاظ على صنعاء القديمة خرجنا بانطباع جيد جداً خاصة وأن الورشة التي تخللت اللقاء ركزت على أهمية توعية الناس للرجوع إلى التراث وإلى القرآن للانطلاق نحو التكاتف والتعاون في ترميم البيوت قبل الأمطار، وحالياً لا بد من التعاون من جميع الجهات سواء حكومية أو رسمية أو مجتمعية وكذلك المجلس المحلي وبالمشاركات والمبادرات التي سيقوم بها المواطنون أنفسهم للحفاظ على منازلهم وبيوتهم وعلى مدينتهم التاريخية حيث وهم المعنيون بذلك وهم الأحق بالمحافظة على مدينتهم.
سليم صالح عبدالله سرحان من سكان صنعاء القديمة بدوره أوضح قائلاً: اللقاء التشاوري مهم كونه ركز على دور المجتمع وهو الأساس فعلاً في عملية إعادة البناء، كون المجتمع هو الباني وهو الساكن وهو المستفيد، ولكنه يحتاج إلى وعي ودعم، فإذا فهم أنه هو الباني لبيته وهو الذي يملكه ويملك حق التصرف فيه، فإنه سيعمل على الحفاظ عليه، وهذا هو الأهم الذي ينبغي على الناس أن يركزوا عليه ألا وهو الاهتمام بالترميم الدوري للبيوت والتعاون والتكاتف بين الجميع في كل الحارات وكل البيوت.