استمرار احتجاز المشتقات النفطية جريمة حرب وإمعان في قتل الشعب اليمني
يعيش اليمن واليمنيون وضعاً كارثياً على مختلف الجوانب نتيجة استمرار العدوان والحصار السعودي الأمريكي، فاقم من شدته استمرار احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية رغم حصولها على التراخيص لتسبب بذلك توقفاً شبه كلي لجميع المرافق الحيوية والقطاعات الصحية وزيادة رصيدها في جرائم الحرب وقتل المزيد من الأبرياء في ظل سكوت أممي مخز ومهين، حيث شهدت أمانة العاصمة وعدد من المحافظات العديد من الوقفات الاحتجاجية المنددة بصمــت الأمــم المتحــدة وتغاضيها عن الممارسات التعسفية التي يرتكبها تحالف العدوان في احتجاز سفن المشــتقات النفطية رغم حصولها عــلى تصاريــح الدخــول ويجعلها شريــكاً أساســياً في العدوان وحصار الشعب اليمني.. مشيرين إلى أن اســتمرار الحصار واحتجاز ســفن المشــتقات النفطية لــه تداعيات كارثيــة تطال كافة أبناء الشعب اليمني.. مبينة أن اســتمرار الصمت الأممــي إزاء ما يرتكبه العــدوان من جرائم وحصار وتضييــق الخناق عــلى أبناء الشــعب اليمني يقدم صورة واضحة عن حقيقة دور الأمم المتحدة.
استهداف مخازن الوقود
وفي الوقت الذي تشهد فيه مختلــف القطاعات تهديداً بالتوقــف نتيجة نفاذ مخزون شركة النفط من مادة الديزل والبنزين يمعن تحالف العدوان في عدوانه وجرائمه وذلك من خلال استهداف مخازن الوقود، حيث أعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة في الحديدة “أبهيجيت غوها” في بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة عن قلقه البالغ تجاه الضربات الجوية التي استهدف بها طيران العدوان مخزن وقود بمصنع للزيوت في منطقة العرج الأحد الفائت، حيث أضاف البيان أن يشعر رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشارRCC) ) بالقلق بشكل خاص إزاء الضربة الجوية التي أصابت وأضرمت النار في مخزن الوقود بمصنعٍ للزيوت في منطقة العُرج، بين مدينة الحُديدة وميناء الصليف، في يوم 16 أغسطس”، واكتفى بيان رئيس بعثة الأمم المتحدة في الحديدة بقوله: “يحث الفريق غوها الأطراف على مراعاة سلامة الشعب اليمني وعدم استهداف المنشآت المدنية”، حسب تعبيره.
انهيار القطاعات
وبات القطاع الصحي في اليمن على وشك الانهيار ويعيش حالة كارثية في ظل استمرار العدوان الغاشم والحصار واستمرار احتجاز السفن النفطية، حيث أعلن الناطق الرســمي باسم وزارة الصحة يوســف الحاضري أن القطاع الصحــي أصبح على شــفى انهيــار تام بمختلــف مرافقه في حــال لم يتم الســماح لســفن المشــتقات النفطيــة بالدخول إلى ميناء الحديدة، ودعــا جميع الأحرار في العالم إلى مســاندة أبناء الشــعب اليمني من خلال تنفيذ وقفات احتجاجية للتنديد باســتمرار تحالف العدوان باحتجاز سفن المشتقات النفطية، واعتــبر الحــاضري صمــت الأمــم المتحــدة إزاء ممارسات تحالف العدوان التعسفية يجعلها شريكا في العــدوان والحصار.. مشــيرا إلى أن الأمم المتحدة أصبحت تنفذ أجندة مشــبوهة في اليمن لا تتناسب مع الأهداف الإنسانية التي أنشئت من أجلها.
توقف البرامج الإغاثية
وفي ظل تعالي الأصوات المنددة بجرائم العدوان وتحميل الأمم المتحدة كامل المسؤولية عــن التداعيات الكارثيــة نتيجة اســتمرار احتجاز ســفن المشــتقات النفطيــة وتقاعســها عــن القيام بواجبها الإنساني حذّرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ليز غراندي أمس الأول من أن نقص التمويل بدأ يتسبّب بإغلاق أو تقليص برامج المنظمة الأممية في البلد الغارق بالحرب، ما يهدد ملايين السكان بالموت، وأشارت غراندي في بيان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الموافق 19 أغسطس من كل عام أن نصف برامج الأمم المتحدة الرئيسية في اليمن تأثّرت جرّاء نقص التمويل وأنه قد تم بالفعل إغلاق أو تقليص 12 من برامج الأمم المتحدة الرئيسية الـ38، بينما يواجه 20 برنامجاً آخر المصير ذاته، وقالت غراندي: “إذا لم يتوفر التمويل بصورة عاجلة خلال الأسابيع القادمة، سيتم قطع 50% من خدمات المياه والصرف الصحي في اليمن، وأضافت أن الأدوية والمستلزمات الضرورية ستتوقف عن 189 مستشفى و2500 عيادة رعاية صحية أولية تمثل نصف المرافق الصحية في البلاد كما حذرت من أنه “من المحتمل أن يموت آلاف الأطفال ممن يعانون سوء التغذية والمرض”.
كما تابع بيان منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن بالقول إنه من المحتمل أن يتم إغلاق 70% على الأقل من المدارس، أو أن تتمكن من العمل بشكل محدود جدا عندما يبدأ العام الدراسي الجديد في الأسابيع القادمة، وكذلك سيضطر عشرات آلاف النازحين الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه للعيش في ظروف غير إنسانية”، مضيفة أن أثار نقص التمويل مأساوي حيث في شهر أبريل، تم تخفيض الحصص الغذائية لأكثر من 8 ملايين شخص إلى النصف في شمال اليمن.. لافتة إلى أن الوكالات الإنسانية اضطرت إلى وقف خدمات الصحة الإنجابية في 140 مرفقا، وأضافت: “ليس أمامنا خيار فعلينا التزام أخلاقي بتحذير العالم من أن ملايين اليمنيين سوف يعانون وقد يموتون، لأننا لا نملك التمويل الذي نحتاجه للاستمرار”.
أزمة غذائية
ويواجه اليمنيون بحسب الدراسات والتقارير الأممية أزمة غذاء تهدد الملايين خاصة الأطفال نتيجة استمرار العدوان والحصار مما يجعل العائلات تضطر لإرسال أطفالها للعمل والتسول وفقا لدراسة نشرتها “الغارديان”، في ظل الأضرار التي تعرضت لها المنشآت التعليمية، حيث خلصت الدراسة التي أجرتها لجنة الإنقاذ الدولية IRC))، أن 62% من الذين شملهم المسح غير قادرين على شراء الطعام ومياه الشرب، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الغذاء والماء والمحروقات، ووجدت البيانات، أن 150 عائلة يمنية في ثلاث مدن جنوبية، قلقة من الجوع أكثر من قلقها من الإصابة بفيروس كورونا، بينما وثق تقرير أجرته منظمة حقوق الإنسان اليمنية المستقلة (مواطنة)، ومركز سيسفاير لحقوق المدنيين، أن أكثر من 380 منشأة تعليمية تعرضت للتدمير بسبب العدوان على اليمن منذ مارس 2015م وحتى ديسمبر 2019م، كما وشكل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بسبب الحصار بأكثر من 25% في العام الماضي، مصدر قلق لليمنيين الذين يواجهون صعوبة في تأمين احتياجاتهم الرئيسية من الغذاء والدواء، فيما تشير الدراسة إلى أن نصف الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة سيعانون من سوء التغذية بحلول نهاية العام الجاري.