المحافظات المحتلة بلا اختبارات

علي الشرجي
■ أصرت ما تسمى بحكومة الشرعية المزعومة على انهاء العام الدراسي 2019-2020م بدون اختبارات أو تقويم لطلاب الشهادتين العامتين الأساسية والثانوية في المحافظات المحتلة الواقعة تحت سيطرة مرتزقة الرياض بعذر جائحة كورونا التي بدأ العالم نسيانها.
في المقابل تتواصل الاختبارات في أمانة العاصمة ومختلف المحافظات الواقعة في نطاق حكومة الإنقاذ بنجاح وانتظام تام وفق آليات حديثة ووسط إجراءات احترازية متكاملة، رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن.
تكرِّس حكومة “فنادق الرياض” الواقع المزوَّر في كل شيء مروراً بالتعليم ومستقبل الأجيال، وقد قوبل قرار حكومة فنادق الرياض بإلغاء الاختبارات واعتبار الطلاب والطالبات ناجحين بالجملة باستهجان وغضب الشارع اليمني الذي اعتبره قراراً غير مسؤول من “سلطة” بين قوسين لا تستحق تحمل مسؤولية أبنائها .
واعتبر أولياء أمور الطلاب والطالبات في المحافظات المحتلة قرار إلغاء الاختبارات على خلفية جائحة كورونا عذراً أقبح من ذنب يقتل روح المنافسة ورغبة التحصيل العلمي ويقود إلى الفشل العام الذي نراه واقعاً في كل تفاصيل الحياة في ظل الاحتلال.
وعلى سبيل التندر والمزاح الممزوج بالأسى ببعث الآباء لأبنائهم التهاني بمناسبة النجاح في الشهادتين الثانوية والأساسية بدون اختبارات والتفوق بدون دراسة لأول مرة في تاريخ التعليم على مستوى العالم.

قرار عبثي

وكانت حكومة فنادق الرياض “المعترف بها دولياً” للأسف قد علَّقت الدراسة منذ آواخر مارس وأقرت إنهاء العام الدراسي لطلاب الثانوية العامة دون إجراء الامتحانات النهائية، كما أقرت اعتماد المعدل التحصيلي وهو يجمع بين نتيجة الطالب في الصف الأول ثانوي زائداً نتيجته في الثاني الثانوي زائداً نتيجة الطالب في الفصل الأول من الثالث الثانوي وقسمة حاصل الجمع على “3” بحيث تكون نتيجة القسمة على “3” هي المعدل التحصيلي للطالب في الثانوية العامة، فيما تم إعفاء طلاب الصف التاسع من الاختبارات الوزارية للشهادة الأساسية، وأطلقت في عدن حملة مجتمعية لمناصرة استمرار التعليم بعيداً عن الخلافات السياسية.

من ينصر التعليم

حيث وصف رئيس الحملة الناشط المهندس نزيه مشرع انقضاء عام بدون دراسة واختبارات بأنه أمر لن يغفره التاريخ، واعتبر أن الوضع التعليمي في عدن وبقية المحافظات المحتلة أمام منحنى خطير.
من جانبه اعتبر الناشط حسان الصامت قرار حكومة فنادق الرياض إلغاء الاختبارات الوزارية قراراً عبثياً غير مدروس ويقع ضرره سلبا على شريحة كبيرة من الطلاب المتميزين، وأيضاً فيه هضم لحق الطالب الذي كان يريد تعويض ما فاته من تقصير في سنوات سابقة.

والقبول في الجامعات مشكلة

وقال الصامت: هذا القرار بحاجة إلى قرار مواز فيما يتعلق بمعدلات القبول في الجامعات، وذلك بتخفيض معدل القبول لجميع التخصصات وإتاحة الفرصة لكل خريج من خريجي هذا العام لدخول الكلية التي يريدها!!
واستطرد قائلا: الملاحظ أن إجراءات ما تسمى “حكومة الفنادق” لمواجهة كورونا لا تطبَّق إلا في دور العبادة وقطاع التعليم فقط، حيث يتم اتخاذ قرارات سريعة غير مدروسة، في حين يترك الأمر على حاله في الأسواق والشوارع والمستشفيات والمرافق الأخرى.

الطلاب من حرمان إلى حرمان

بدروه يقول أحد طلاب الثانوية في عدن: أنا طالب ثالث ثانوي أريد أن أبني مستقبلي، لا أريد أن يتم إعفائي من بناء مستقبلي. وتساءل: هل سيؤمنون لي مستقبلا زاهراً بالإعفاء من الاختبارات، طبعاً ذلك الطبيب أو المهندس أو المدرس الذي بداخلي يريد أن يظهر لا يريد أن يعفوه من الظهور في العالم الحقيقي.. لدينا أحلام نريد تحقيقها، نحن ضد الإعفاء ومع الاختبارات.
● وما زال الطلاب والطالبات في المحافظات المحتلة يعانون من حرمان الدراسة إلى حرمان الاختبارات ومن شرعية مزعومة إلى درجات وشهادات دراسية مزعومة، فأي مستقبل ينتظر الوطن في ظل الارتزاق والاحتلال والوقع المزوَّر في كل شيء؟!

قد يعجبك ايضا