انهيار منازل على رؤوس ساكنيها وأخرى آيلة للسقوط

زهور عبدالله
أدى استمرار هطول الأمطار الغزيرة على صنعاء إلى انهيار عدد كبير من منازل المواطنين على رؤوس ساكنيها، وحسب المصادر الطبية فقد أدت الأمطار الغزيرة والسيول إلى مقتل العشرات وتضرر آلاف الأسر، بالإضافة إلى الأضرار المادية الكبيرة في منازل وممتلكات المواطنين ومزارعهم وتسببت السيول المتدفقة في حدوث انهيارات صخرية وانفجار سدود مائية نتج عنها وفاة عدد من المواطنين في مناطق مختلفة.
وتقول أحلام حسين إنها شاهدت تشقق سقف منزلها الكائن في شارع جمال فأسرعت إلى الخروج منه مع إخوتها قبل أن ينهار بالكامل
وتضيف أحلام: ما إن خرجنا من المنزل ووصلنا إلى منزل احد أقربائنا حتى اتصل بي الجيران بأن سقف المنزل قد تهدم المنزل بالكامل وتحطم كل الأثاث.
مهدد بالسقوط
ويقول المواطن فؤاد الحرازي – من سكان منطقة نقم – إن تواصل هطول الأمطار قد أدى إلى تشققات كبيرة في منزله وأصبح الماء يملأ أرجاء منزله وإنه أصبح يخشى تهدم المنزل إذا ما استمر هطول الأمطار في الأيام القادمة.
ويقول الأسطى طلال القدسي إن معظم مباني صنعاء وخاصة المباني القديمة بحاجة إلى سرعة الترميم وإنقاذ ما يمكن من مبانيها قبل أن يتم تنهار كليا على ساكنها وإن معظم المباني التي لم تبن بشكل صحيح يهددها التشقق والانهيار في حال استمرت الأمطار.
ويضيف القدسي : على السكان الذين يسكنون في مبانٍ قديمة ومتهالكة أن يخرجوا من منازلهم إذا شاهدوا أي تشققات فيها أو في أسطحها قبل أن تنهار عليهم .
انهيار المباني
من جهته يقول فارس العديل – مدير مكتب صنعاء القديمة – في حديثه لـ”الثورة”: هناك الكثير من المباني التي تضررت بسبب استمرار هطول الأمطار والسيول وقد انهارت معظم أسقف مباني صنعاء القديمة فأكثر من 17 منزلاً تضررت كليا أو جزئيا وتسببت سيول الأمطار التي ضربت خلال الأيام الأخيرة أيضاً بتضرر العديد من المباني التاريخية في صنعاء القديمة وتهدمها وتضررت آلاف الأسر.
نداء استغاثة
وأطلقت جمعية البناء التقليدي في صنعاء نداء استغاثة بعد تهدم أجزاء من سور صنعاء التاريخي وعدد من المنازل القديمة وسط العاصمة لإنقاذ مدينة صنعاء القديمة من أضرار سيول الأمطار إثر انهيار بعض مبانيها التاريخية التي عمرها مئات السنين.
ويقول أحمد سعد نواس – رئيس جمعية حرفيي البناء التقليدي: تتعرض مباني صنعاء القديمة الآن لخطر الأمطار الغزيرة والمتواصلة التي هدمت الكثير من المباني وألحقت أضراراً متفاوتة في المنازل ونناشد منظمة التربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” لإنفاذ مدينة صنعاء القديمة كونها مسجلة في قائمة التراث العالمي حيث كانت الحصيلة الأولية – حسب تصريحات مسؤولي الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية – 600 منزل تقريبا .
ودعا نواس المنظمات العالمية والمحلية ورجال الأعمال اليمنيين إلى سرعة تقديم العون والواجب الإنساني تجاه المدينة التاريخية التي تعتبر من أقدم المدن التاريخية العالمية وأن جمعية البناء التقليدي تقدر ما تقوم به الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في الحصر المنازل المتضررة، حيث شكلت فريقاً متخصصاً لحصر الأضرار.
خسائر كبيرة
أما الأطفال الذين نزحوا مع عائلاتهم في إطار الداخل الوطني وبأعداد مهولة فإنهم باتوا مع موسم الأمطار عرضة للتشرد والموت وللكثير من الأمراض والأوبئة خاصة أنهم باتوا يعيشون في مناطق النزوح ظروفا معيشية في غاية الصعوبة ناهيك عن عدم توفر أدنى وسائل الحياة الأساسية في هذه المناطق بعد أن جرفت السيول منازلهم وكل ممتلكاتهم ما يجعل المجتمع الدولي ومؤسساته الكبرى أمام مسؤوليات إنسانية وأخلاقية إزاء معاناة الأسر النازحة في جميع محافظات الجمهورية .
جرفت الأمطار خيام النازحين في منطقة تهامة وتسبب بفيضانات وخسائر مادية وجرف الكثير من العشش التي يسكنها الناس ، إضافة إلى جرف وتضرر الكثير من الأراضي الزراعية – حسب سكان محليين في منطقة تهامة – وقد أغرقت مياه الأمطار المحلات وسيارات المواطنين، وتضررت أراض زراعية وانقطعت الطرق كما سجلت وفيات بسبب ضربات الصواعق الرعدية، وجرفت سيول الأمطار خيام النازحين في منطقة حيس وتسببت بأضرار كبيرة في ممتلكات المواطنين ومساكن النازحين في أطراف المدينة وتسببت السيول المتدفقة على خيام ومساكن النازحين المبنية من القش في إتلاف ممتلكات المواطنين من محتويات غذائية وأثاث.
ويقول محمد الحرورة – رئيس شبكة الحماية المجتمعية: الأمطار والسيول تسببت في غرق عشرات السيارات وقطع الطرقات الرئيسية في كثير من مناطق اليمن، كما تسببت في غرق محلات تجارية بعد أن غمرتها وأتلفت بضائعها وجرفت عدداً من مساكن المدنيين النازحين في صنعاء والمراوعة مع ما بداخلها من الأثاث ومتطلبات العيش واحتياجات تلك الأسر مثل الملابس والغذاء وأدوات الطبخ، وانه على جميع المنظمات الدولية العاملة سرعة التدخل لإنقاذ النازحين من خلال وضع البدائل المناسبة للحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم جراء التغيرات المناخية الحالية والمستقبلية.
كما ناشد المواطنون المتضررون من النازحين الهيئة الوطنية بسرعة التدخل لبناء مساكن آمنة بدلا من الطرابيل والخشب الذي لم يمنع عنهم المطر ولم يدفع عنهم السيول، حيث تعرضت مساكنهم للتهدم وطعامهم وأغراضهم للغرق نتيجة الأمطار الغزيرة.

قد يعجبك ايضا