قوات الاحتلال الإماراتي تشرع في بناء ثلاثة معسكرات في سقطرى

شرعت قوات الاحتلال الإماراتي في جزيرة سقطرى بناء معسكرات في ثلاثة مواقع استراتيجية بالجزيرة ، هي : رأس قطينان ، جمجمة مومي ، بلعبوده ، بالتنسيق مع القوات السعودية المنتشرة في ميناء ومطار سقطرى . وتأتي هذه الخطوة إحدى ثمار سيطرة ميليشيات الانتقالي على الجزيرة في يونيو الماضي.
ونقل موقع ” عربي 21 ” عن مصادر محلية لم يسمها ، أن الإماراتيين اختاروا ثلاثة مواقع في سقطرى، لإنشاء معسكرات “باسم الجيش الذي لم يعد له وجود فيها”، مشيرا إلى أن تلك المواقع هي «رأس قطينان»، ويقع جنوب غرب سقطرى، باتجاه جزيرتي سمحة وعبد الكوري والقرن الأفريقي ، والموقع الثاني يتمثل في «جمجمة مومي»، والواقع في أقصى شمال شرق سقطرى، لافتا إلى أن هذا الموقع مع السابق «رأس قطينان»، موقع استطلاع، نظراً لموقعهما في منطقة مرتفعة ومطلة على البحر. فيما الثالث يحمل اسم «بلعبوده» ويقع بالقرب من مطار سقطرى حوالي 4 كيلو من جهة الغرب .
وكان “المندوب الإماراتي” في الجزيرة ، خلفان المزروعي ، قد فشل في الحصول على تلك المواقع قبل سيطرة الانتقالي على الجزيرة ، رغم الإغراءات التي قدمها للسكان في تلك المناطق . وفقا للمصدر : سبق للمندوب الإماراتي في سقطرى خلفان المزروعي، أن حاول شراء تلك المواقع من سكان المنطقة قبل سنوات ، وقدم إغراءات كبيرة للبعض من سكان تلك المناطق، تارة بمنحهم الجنسية الإماراتية، وأخرى بتمليكهم شققاً سكنية في بلاده»، مبينا أن هذه الإغراءات قوبلت برفض من قبل أبناء المنطقة، ورفضوا التنازل عن أي شبر من أرضهم. وذكر أن المزروعي، حاول إغراء قبيلة «دعنهوا» التي تسكن المنطقة التي يقع فيها «رأس قطينان» الاستراتيجي، جنوب غرب جزيرة سقطرى، ببناء غرفتين لكل شخص في القبيلة، مؤكدا أنه قام أيضا، بمحاولة شراء زعيم القبيلة من خلال منحه «سيارتين» رباعية الدفع، لكنه تم رفض طلبه. وأردف قائلا: وعقب سيطرة مليشيات الانتقالي على مدينة حديبو، عاصمة سقطرى، في يونيو الماضي، وجهها «المزروعي»، بالاستيلاء على موقع «رأس قطينان»، بالقوة وتحت مبرر إنشاء موقع عسكري.
صراع أدوات الاحتلاaل على جزيرة سقطرى ، يعكس في جوانبه أيضا صراع القوى الإقليمية والدولية في السيطرة على الممرات البحرية بين شواطئ القرن الأفريقي والمحيط الهندي ، وبينهما تقع اليمن الممتدة من شرق البحر الأحمر وحتى سقطرى على المحيط الهندي . وقد زجت أدوات الاحتلال باليمن في هذا الصراع الإقليمي ، إذ برّر ما يسمى “الانتقالي” سيطرته المسلحة على الجزيرة بأنها تهدف إلى « طرد ميليشيات الإخوان المسلمين وعصاباتهم وقطع الطريق أمام مشاريع الجماعة في تحويل الجزيرة إلى بؤرة للإرهاب وإفشال مشروع تمكين محور قطر تركيا من السيطرة على الجزيرة في إطار التوسّع التركي في مناطق عدّة من العالم وسعيه للسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية المهمة في المنطقة»، على حدّ تعبير منصور صالح ، مسؤول الإعلام في “الانتقالي” في تصريحه لـ “إندبندنت عربية” بتاريخ 24 يوليو الماضي.
وكان هاني بن بريك ، نائب رئيس ما يسمى “المجلس الانتقالي” عبر في تغريدات له في “تويتر” عن ترحيبه بإقامة قاعدة عسكرية كبيرة في سقطرى لـ “السعودية العظمى” حد وصفه ، مقابل القاعدة التركية في الصومال .
وتُعدُّ محافظة سقطرى، كبرى جزر الأرخبيل الواقع عند مدخل خليج عدن، إذ تبلغ مساحتها نحو 3650 كم مربعاً ، ما يعادل أربعة أضعاف مساحة مملكة البحرين ، ويقدر طولها بنحو 125 كيلومتراً وعرضها 42 كلم وطول الشريط الساحلي 300 كلم ، وهي واحدة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي.
كما تشتهر بثراء طبيعتها البرية وموقعها الاستراتيجي الذي يطلّ بنطاق واسع، على واحد من أهم ممرّات الملاحة الدولية وأكثرها ازدحاماً في العالم، بأرخبيل يضمّ ست جزر تتوزّع قبالة سواحل القرن الأفريقي، في الممرّ المائي الذي يربط آسيا بأوروبا عن طريق البحر الأحمر وقناة السويس.

قد يعجبك ايضا