البنية التحتية في أمانة العاصمة تستغيث

كشفت الأمطار الغزيرة التي منَّ الله سبحانه تعالى بها على بلادنا خلال هذا الموسم ، هشاشة وعشوائية تنفيذ المشاريع الخدمية وفساداً سابقاً شاب تنفيذ كل مشاريع البنية التحتية ، والبداية من أمانة العاصمة صنعاء التي تحولت شوارعها إلى بحيرات فائضة بمياه الأمطار والتي تدفقت إلى داخل المنازل في أغلب الأحياء ، أدى لذلك افتقارها لقنوات تصريف المياه والأمطار ، مشّكلة مخاطر كبيرة على المنازل والجسور والبنايات ، كما تحولت غالبية الشوارع الفرعية وبعض الرئيسية إلى ركام يعلو بعضه بعضا ، بسبب ضعف تنفيذ رصف وسفلتة الشوارع الأمر الذي جعل الطرق والشوارع مليئة بالعيوب وعدم الكفاءة..مشاريع أنفقت في سبيلها المليارات تحولت بفعل الأمطار إلى ركام جرفته السيول وأحالت الشوارع إلى حفريات كبيرة!

الثورة /إدارة التحقيقات


بنية تحتية هشة
وقبل أن تضربها السيول والأمطار ، تعاني الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء بشكل عام من سوء البنية التحتية، حيث تنتشر الحفر في الشوارع بشكل دائم ، وخاصة الجولات والشوارع الرئيسية ، أما شوارع العاصمة «الفرعية» حالها يغني عن السؤال بعد ان وصلت إلى مرحلة «مُخجلة» لا ينبغي السكوت عليها ، كل عيوب وأمراض الطرق تعاني منها حالياً تلك الشوارع الأسفلتية، وفي مقدمتها: الحفر، والشقوق، والتآكل، والرقع العشوائية وتطايرها المستمر، والنتوءات أو المجاري، وقد أصبحت سمة من سمات معظم طرق العاصمة، حتى المشيدة حديثاً، لدرجة أن أحد خبراء الطرق وصف ما يحدث لشوارع العاصمة بـ «الكارثة» لتهالكها المستمر ، وتهالكها سريعا وبعد كل عملية صيانة تنفذها الجهات المسؤولة.. والسؤال المطروح: لماذا تتصدع وتنهار الشوارع بمثل هذه السرعة والطريقة الغريبة؟ أين يكمن الخلل: هل لعدم التقيد بالمواصفات أم انعدامها أصلاً؟ أم يعود ذلك لسوء التخطيط والتصميم؟ أم نتيجة التلاعب في المواد المستخدمة؟
وما يبدو أن عشوائية التخطيط وفساد التنفيذ سابقا ، وضعف الصيانة والترميم والمتابعة حاليا أدى إلى ما شهدناه في أمانة العاصمة صنعاء ، فبالإضافة إلى التنفيذ الرديء في التزفيت والرصف وشق مجاري المياه من قبل الأمانة سابقا ، فإن بقاء أجزاء من الشوارع دون القيام بعملية التعبيد والتزفيت والترميم السريع يؤدي إلى تهبط في مستوى الشارع وإحداث العديد من الحفر والتي تحولت نتيجة الأمطار وإسالة المياه من المحلات إلى برك وبحيرات أثرت على الأساسات لكثير من المنازل والجسور التي تربط بعض شوارع العاصمة صنعاء.
كما تسبب توقف بعض الشفاطات إلى تحول بعض الأنفاق إلى حواجز مائية كبيرة ، فاضت بالمياه وبقيت بعضها ليومين دون شفط ، وبعضها الآخر كان يتم شفطها بعد ساعات من هطول الأمطار وتوقف الحركة بسببها لساعات!
فساد سابق وإهمال حالي
وقال المواطن علي العثربي: «الأمطار فضحت السلطات سابقا وكشفت حقيقة الفساد والعشوائية في تنفيذ المشاريع والتي كلفت المليارات ، وكذا عن عدم جاهزية أمانة العاصمة في التعامل مع الكوارث والتخفيف من معاناة المواطنين، وللأسف الشديد أظهرت هذه الأمطار وكشفت ما كان مستورا من فساد في تنفيذ المشاريع سابقا وأن العشوائية أصبحت هي السائدة دائمًا في تنفيذ كل مشاريع البنية التحتية ، وما شاهدناه من تدمر للشوارع والأرصفة هو نتيجة ضعف رصف وسفلتة شوارع العاصمة صنعاء جراء الفساد الذي شاب التنفيذ في فترات سابقة ، وعدم وضع فتحات خاصة بتصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، إضافة إلى تقاعس الأمانة حاليا عن القيام بدورها».
وأضاف « صنعاء مدينة إسفلتية تعاني مما وصفها بعشوائية المشاريع المعلبة والتي يتم تنفيذها دون تصاميم هندسية، مضيفًا: «دائمًا ما تسود هذه المشاريع المنفذة العيوب والفساد لتتحول المدينة إلى حقل تجارب، وبالتالي إلى بحيرات راكدة معيقة لحركة السير في منظر يؤكد أن المسؤولين لم يكونوا يعيرون هذه المشاريع التنموية أي اهتمام ، وكل ما كانوا يقومون به هو (لهف) نصف المخصصات المالية لتنفيذها، وفي الأخير يدفع المواطن الثمن ويكون عرضة للخطر بسبب الفساد المهول ، مطالبا في السياق، الجهات المعنية بضرورة تنفيذ المشاريع التنموية بطريقة هندسية صحيحة والابتعاد عن العشوائية و”الكلفتة” لما لها من أضرار على المواطنين».
فيما يقول المهندس محمد عبدالله المواطن في العاصمة صنعاء بات يعاني من الفساد ،ومن الإهمال ، وكثيرًا ما تحدثنا عن العشوائية في تنفيذ المشاريع، ولكن لا حياة لمن تنادي، وها هي مياه الأمطار تفضح أمانة العاصمة حاليا ، بعد أن نفذت سابقا تنفيذ المشاريع بطرق غير سليمة وبفساد مهول ، وللأسف.. أغلب الشوارع لم يتم عمل فتحات فيها لتصريف المياه، الأمر الذي يحول الشوارع إلى بحيرات فائضة مع هطول الأمطار .
رقم الطوارئ..مغلق أو خارج نطاق التغطية!
هطلت السيول على أمانة العاصمة ، وبعد كل هطول غزير تمتلئ الشوارع وتسفح المياه يسرة ويمنة دون مفائض تجري فيها ، لم تقم أمانة العاصمة بفتح المجاري وقنوات التصريف رغم قلتها بسبب التنفيذ الخاطئ سابقا ، كما لم تقم بإنزال فرق طوارئ تعمل على فتح قنوات ومفائض لتصريف المياه ، وخلال ثلاثة أسابيع لم يشاهد المواطن عربات شفط مياه ، أو غرافات تقوم بفتح مفائض في أي من شوارع العاصمة صنعاء ، ومع هطول الأمطار كانت تتشكل على امتداد شوارع العاصمة بحيرات ماء كبيرة بسبب تجمع مياه الأمطار وتدفقها وانسداد قنوات التصريف وعدم تشغيل الشفاطات الموجودة في أغلب الجسور ، إضافة إلى عدم إنزال شفاطات إلى الشوارع التي كانت بحاجة لذلك ، ناهيكم عن عدم رفع فتحات التفتيش (الريغارات) الموجودة في الشوارع لتخفف من الفيضانات التي كانت تصاحب هطول الأمطار!
الأسبوع الثالث على التوالي والأمطار تهطل على العاصمة صنعاء ، والأهالي ينتظرون من مسؤولي الأمانة تنفيذ توجيهات الرئيس المشاط بتشكيل عمليات طوارئ، فهل سيشاهد المواطنون فرق الطوارئ غدا في شوارع العاصمة صنعاء تعمل على تصريف السيول وفتح قنوات التصريف وعمل مفائض طارئة للشوارع ، وشفط المياه من تحت الأنفاق، وهل سيكون تنفيذ تلك التوجيهات ملموسا؟ …. ونحن على متابعة .
وبرغم حديث وكيل أمانة العاصمة عن وجود خطة طوارئ وفرق إجلاء ، إلا أن حارة السد في مديرية آزال جرفتهم السيول وقد كانت السيول التي فاضت على الحي إلى مصدات إسمنتية تعمل على منع المياه من التدفق على الحي وتصريفها قبل أن تصل إلى الحي ، وغرافات لتقوم بفتح بعض الممرات تخفف من ارتفاع منسوب المياه ، ولم يحدث ذلك فرقم الطوارئ مغلق ، والمعنيون “متكننين” من المطر، حسب تعبير أحد الأهالي.
نخشى أن تتحول توجيهات الرئيس إلى “زيارات اطلاعية”
أما المواطن علي الرحبي فعبر عن تقديره للتوجيهات التي أصدرها الرئيس بشأن المعالجات الطارئة والإنقاذية لمواجهة أضرار السيول ، لكنه يخشى من أن الغياب شبه التام للرعاية الخدمية ستستمر رغما عن تلك التوجيهات ، وقال: ما نشاهده حتى الآن «ليس سوى زيارات اطلاعية ، وإطلاق للوعود دون تنفيذها على ارض الواقع من قبل المعنيين ، وبعد قيام صحيفة الثورة بزيارة إلى صنعاء القديمة ولقاء بعض المواطنين الذين قالوا بأن أمين العاصمة قام بزيارة إلى الحي منذ أشهر ووعد بأن وضع تلك الأحياء لن يبقى على حاله الأمر الذي بعث التفاؤل في نفوس جميع سكان الحي ،ولكن لم نر شيئا حتى الآن وقد باتت أحياؤنا في وضع مزر ومنازلنا مهددة بالانهيار.

قد يعجبك ايضا