لاجئة من الإيغور تحكي عن “جحيم” مسلمات في الصين.. إجهاض واعتقال الأزواج وحرمان من الأبناء
Share
تروي أمينة مامتيمين، وهي مواطنة صينية من مسلمي الإيغور، قساوة المعاناة والتعذيب التي تطال هذه الأقلية المسلمة في الصين، من سوء المعاملة والإجبار على الإجهاض، بالإضافة إلى سجن الأزواج واختطاف الأبناء الصغار، وهي الظروف التي فرضت عليها الهرب من الصين في اتجاه ملجأ آمن تقضيه مع بعض من أبنائها، بعد أن تعذر عليها مرافقة كل صغارها.
وفق تقرير صحيفة “The Daily Mail” البريطانية، الأحد 26 يوليو/تموز 2020، فإنه عندما أصبحت أمينة مامتيمين حاملاً منذ أربع سنوات، علمت أنها يجب أن تغادر البلاد وإلا سيُقتل طفلها، إذ صرحت للصحيفة قائلة “كنت سعيدة للغاية لأنني سأرزق بطفل، لكن كنت أيضاً خائفة جداً”.
اختباء بسبب عدد الأبناء: مثل كل شخص في مدينتها، كانت تعلم ما حدث للنساء الإيغور الحوامل اللاتي ألقى النظام الصيني القبض عليهن.
تابعت: “يُجبرن على الإجهاض، ثم يُحرمن من إنجاب المزيد من الأطفال. حدث هذا للجميع تقريباً في الحي الذي أقطن فيه”.
لدى أمينة (30 سنة) بالفعل أربعة أطفال، وهو أكثر من الحد المسموح بطفلين، ما اضطرها إلى الاختباء معهم في منزلهم بالقرب من مدينة هوتان في منطقة شينجيانغ. قالت: “لم أغادر البيت طوال عامين حتى كي أذهب إلى السوق”.
لذا، قرَّرَت العائلة الفرار من الحملات القمعية البشعة التي تمارسها بكين بحق المسلمين الأقلية في غرب الصين. كانت العائلة قد سجلت طفليها الثالث والرابع باسم أخت أمينة، لكنها علمت أنها لن تستطيع خداع مسؤولي الحزب الشيوعي مجدداً.
لكن عندما تقدَّموا بطلب للحصول على وثائق السفر، لم تنجح سوى أمينة وابنتها الصغرى في الحصول على الأوراق المطلوبة. اتفقت مع زوجها قربانجان، أنها يجب أن ترحل أولاً حتى تنقذ الجنين الذي تحمله، ثم تتبعها بقية العائلة.
قالت أمينة: “كنت حزينة للغاية لترك بلدي وأطفالي الثلاثة الآخرين. لقد بكيت كثيراًَ. لكنهم لم ينجحوا مطلقاً في مغادرة البلاد”.
ليست استثناء: سُجن زوجها لمدة 15 عاماً، ليختفي بين معسكرات الاعتقال الصينية المشؤومة، ومراكز إعادة التأهيل، والسجون. ليس لدى أمينة أية فكرة عن مكان أطفالها الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاماً.
إن قصة أمينة مفجعة. لكنها ليست استثناءً. كانت أمينة واحدة من بين 25 سيدة من طائفة الإيغور، قابلتهن في مقهى في إسطنبول. فرت العديد منهن لإنقاذ أجنتهن أيضاً، ولديهن جميعاً قصص مأساوية عن سجن أقاربهن في معسكرات اعتقال.
هناك فقط 12 مليون شخص من طائفة الإيغور في الصين، وهم نقطة في بحر تعداد سكان الصين البالغ 1.4 مليار نسمة. لكن الحزب الشيوعي الصيني يحاول القضاء على ثقافتهم وتقاليدهم بوحشية تصل إلى حد الإبادة الجماعية.
وتعود هذه الأزمة إلى القرن الماضي عندما بدأ العديد من الصينيين من طائفة الهان الانتقال إلى إقليم الإيغور الغني بالموارد، والاستيلاء على الأراضي هناك. وكثف الرئيس الصيني المتشدد شي جين بينغ حدة قمع طائفة الإيغور بذريعة مكافحة الإرهاب بعد توليه السلطة في عام 2012.
واعتُقِلَ ما لا يقل عن مليون شخص وسط الحملة القمعية المشددة على إقليم شينجيانغ، وهناك العديد من نقاط التفتيش الشرطية المدعومة بتقنيات للتحكم في الاتصالات وحركة الأفراد. وفي واحدة من أكثر الجوانب المفزعة لهذا القمع، يُظهر تحليل جديد لبيانات رسمية كيف انخفض معدل المواليد في بعض المناطق مثل مدينة هوتان بنحو 60% خلال السنوات الثلاث الماضية فقط بسبب فرض إجراءات الحد من الإنجاب على نحو قاس.
الإجهاض الإجباري: قالت العديد من النساء في إسطنبول (التي أصبحت موطناً لحوالي 50 ألف شخص منفي من طائفة الإيغور بسبب العلاقات اللصيقة مع تركيا عبر الدين) إنهن أُجبرن على توقيع أوراق للموافقة على تعقيمهن قبل أن يسمح للأطباء بتوليدهن بأمان في المستشفى.
قدَّمَت زمرة عبدالله رؤيةً فريدة لاستراتيجية الدولة التي حوَّلَت المستشفيات إلى أماكن مرعبة للقتل. قضت زمرة أربع سنوات تدرس التمريض في جماعة أورومتشي للطب، ثم علمت لمدة ثلاث سنوات في عنبر الولادة بمستشفى الجامعة.
وتقدِّر زمرة عدد عمليات الإجهاض الإجباري التي شاهدتها في المستشفى في السنوات الثلاث تلك بحوالي 90 حالة. كانت النساء الحوامل يُجبرن على تناول حبوب لإجهاض الأجنة أو إذا كان عمر الجنين أكثر من خمسة شهور، كان يتوجب حقنه في الرأس. تقول زمرة: لقد شاهدت العديد من الفظائع هناك.
يعود النظام السام للتحكم في المواليد إلى سياسة الطفل الواحد المفروضة على جميع السكان في الصين. وبينما جرى تخفيف هذه القيود في بقية أنحاء البلاد، تزايدت وتيرة استخدام هذه الأساليب لاستهداف الأقلية المسلمة في إقليم شينجيانغ.