وسط مصداقية فارغة.. الأمم المتحدة تتحدث عن أزمة غذاء في اليمن وتتجاهل الحرب عليها

على الرغم من التصريحات المتواصلة للأمم المتحدة حول الأوضاع الإنسانية في اليمن، والتأكيد المستمر بأن البلد يُعاني من أسوأ أزمة إنسانية على الإطلاق في العالم، وسط تعهدات بتقديم المزيد من المساعدات المالية والغذائية والدوائية؛ إلا أن الأمم المتحدة تناقض نفسها في موقفها الصريح من الحرب على اليمن، كونها تفشل عامًا بعد آخر في إيقاف التعنت السعودي الذي يقود تحالفًا دمر اليمن للعام السادس على التوالي.

الأمم المتحدة تُدرك أن اليمن قبل حاجته إلى الغذاء والدواء، بحاجة إلى تحرك دولي جاد لإيقاف الحرب ومن ثم معالجة الأزمات والكوارث الإنسانية التي ألحقتها السعودية والإمارات وبقية أعضاء التحالف باليمن.

يتضح جليًا من هذا الصمت إزاء ماكينة الحرب الوحشية على اليمن، والاتجاه للتحدث عن معاناة البلاد وجوع الأطفال وانعدام الأمن الغذائي، أن الأمم المتحدة تُتاجر بظروف اليمن الراهنة لا أكثر وتستمر في الابتزاز المالي تحت مسمى مؤتمرات المنح المالية، لتواصل بعد انتهاء الحرب ابتزاز السعودية بجرائمها في اليمن، لتحقق مصالح تخدم الأجندة الأمريكية الراعية للحرب والداعمة لها.

 

تقرير أممي جديد عن اليمن

نشر موقع الأمم المتحدة أمس الأربعاء، تقريرًا عن الأوضاع الإنسانية في اليمن، بعد رصد تحليلات لـ133 منطقة يمنية، وجدوا فيها أن 40% من السكان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي نهاية العام الجاري.

وبحسب التقرير فإن هناك ارتفاعا عما كانت عليه النسبة السابقة والتي بلغت 25%، ما يعني أن العدد سيزيد من مليوني شخص إلى 3.2 مليون شخص يعانون من الجوع.

 

وحذر التحليل من أن صدمات اقتصادية وفيضانات وجراد صحراوي وتفشي فيروس كورونا ستلعب دورًا في اختلال الأمن الغذائي في اليمن، وستؤدي إلى مجاعة أكبر من التي هي حاصلة الآن، فقد أكدت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي خطورة الوضع، وأن اليمن لا يزال يقف على حافة أزمة أمن غذائي كبير.

تحرك عاجل

 

وبحسب لوران بوكيرا، الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، فإن اليمن يواجه أزمة على جبهات متعددة، داعيا إلى التحرك العاجل.

وتابع: إن إشارات التحذير من تدهور الأوضاع في اليمن عادت، وهذه المرة يُصاحبها تفشي وباء “كورونا”، الذي سيُضاعف من الكوارث الإنسانية في البلاد.

وتفيد الوكالات الأممية بأن التراجع الاقتصادي يعدّ أحد أبرز عوامل انعدام الأمن الغذائي الحاد، يضاف إليه التضخم مع تراجع العملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الغذائية ونضوب احتياطات النقد الأجنبي.

 

حسين جادين، ممثل الفاو في اليمن أوضح بأن الشعب اليمني مرّ بويلات كثيرة ولكنه لا يزال صامدا، وأضاف: “غير أنه يواجه الآن العديد من الصعوبات والتهديدات في الوقت ذاته- من جائحة كوفيد-19 إلى غزوات الجراد الصحراوي.

ولفت التقرير إلى أن الأطفال في اليمن يدفعون ثمن هذه الحرب ويتعرضون لسوء تغذية حاد ويحتاجون إلى علاج عاجل.

توصيات لانتشال اليمن من الأزمة

 

التحليل الذي قدمته الجهات المختصة في الأمم المتحدة أفضى إلى الخروج بعدد من التوصيات لتخفيف الأزمة أهمها: استمرار ضخ المساعدات الغذائية، وإصلاح البنى التحتية المتضررة بالقصف والصواريخ والحد من آثار الفيضانات في المستقبل على أنظمة المياه والريّ، بالإضافة إلى دعم المزارعين بالمحاصيل ووسائل الاهتمام بالزارعة.

ويُشير التحليل إلى أنه من بين 133 محافظة، 16 في حالة طوارئ (المرحلة الرابعة)، 103 في مرحلة الأزمة (المرحلة الثالثة) والباقي في مرحلة الإجهاد (المرحلة الثانية). والبلدات الـ 16 الأكثر تأثرا (في مرحلة الطوارئ الرابعة) تقع في محافظات الضالع ومأرب والبيضاء وشبوة وأبين وتعز والجوف وحضرموت.

 

قد يعجبك ايضا