عمليات الردع .. معادلة البقاء في عالم موبوء بأموال النفط
بلغ العدوان على اليمن غاية صلفه واستكباره، وهو يقصف المدنيين في كافة المدن والقرى اليمنية، بينما أدواته الإجرامية تنظم حملات تصفية في المناطق التي يسيطر عليها، حيث تهجم على الأطفال والنساء في بيوتهم بتشكيلات عسكرية توهمهم بالبطولة التي لم يستطيعوا تحقيقها في جبهات المواجهة، بعد أن ذاقوا الويل على أيدي الجيش واللجان الشعبية.
الثورة / صلاح محمد الشامي
• ترد اليمن بعمليات الردع الكبرى، وآخرها عملية “تنومة” التي استهدفت عدة مطارات ومواقع ومعسكرات للعدو السعودي، وكذلك اجتماعاً لقادته وقادة مرتزقته، تذكره فقط بحريمته التي ارتكبها بحق الحجاج العزل، أما الثأر لهم فسيكون من التاج الملكي نفسه، وبزوال هذه الأسرة الخبيثة، وتغيير خريطة الجزيرة العربية، إلى الأبد.
سقوط العدوان بأدواته
• توغل العدو في مستنقع جرائمه، وتمادى في استهداف الأبرياء، بعد أن جف معين معلوماته، الذي كان يتلقاه ممن تبقى له من عملاء أطبقت عليهم كمّاشة الأمن والمخابرات اليمنية، ذلك الجيش الذي يعمل خلف الأضواء، بكل جدارة واقتدار، حتى جعل من أجهزة المخابرات المعادية أضحوكة، ولذلك عاد العدو يصب جام غضبه على الأبرياء، انتقاماً لخسائره المتتالية، وهزائمه المتلاحقة.
لماذا الأبرياء
• كان العدوان يظن أن استهداف الأبرياء سيجبر اليمن على التخلي عن استهداف معسكراته ومطاراته ومنشآته الاقتصادية الحيوية وكذلك منشآته السيادية، فإذا به يتلقى الصفعات تلو الصفعات، عبر تكرار استهداف القوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو المسيّر لمنشآته العسكرية والاقتصادية والسيادية، في ضربات وتوقيتات محسوبة وجريئة وقوية، أصابته بالجنون، وهو يتوغل بالغرق في هزائمه، فلم تنفعه كل تحالفاته، ولم يحقق مزاعمه التمويهية من وراء عدوانه، كما لم يصل إلى شيء من مراميه الحقيقية، التي لا ناقة للعقال النفطي فيها ولا جمل، فليس سوى مُنفذٍ لأجندة سادته الذين أجلسوه على الكرسي منذ قرن شيطانيّ، حان وقت كسره، واقتلاعه من جذوره.
عمليات توازن الردع الأخيرة
• في العمق السعودي تماماً، وفي وسط الرياض، هبطت هدايانا الجميلة، لتبعثر ما هددونا به طويلاً، ولتنثر شظايا قواعدهم ومطاراتهم و … ومخابراتهم العميلة، على رقعة العالم، فسقطت – لدى من لا يزال يتوهم قوة حلفهم – بقايا صورهم الكارتونية، وهم يضجون في وسائل إعلامهم، بينما يندد ويعدد عبيد مالهم بما فعل بهم اليمن الحر، متناسين تلك المشاهد لأطفال بالجملة ذبحتهم آلة العدوان بلا رحمة، وراحت تكرر أفعالها الإجرامية، و ( الأمم المتحدة ) تتفرج صامتة، وحين استهدف اليمن أهدافاً مشروعة تقلع منها عادةً الطائرات القاتلة للأطفال، إذا بالأمم المتحدة تشغل العالم ضجيجاً، وهي تعيد للسعودية اعتبارها الإجرامي، وتمحو اسمها من القائمة السوداء، بل وتفصّل عليها ثوباً أبيض جديداً يليق بمقامها النفطي وخدماتها الصهيونية، حتى ظهر أمينها مبتسماً بجوار (ابن سلمان )، بوقاحة وصفاقة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
تصريح رئيس جهاز المخابرات اليمني
• ليس عاديّاً أن يصدر تصريح بتلك القوة وذلك التحدي السافر، من رئيس مخابرات أي دولة، مالم تكن الدولة قد وصلت إلى ما يفوق مضمون ذلك التصريح الذي رفع سقف الأهداف إلى ما لم يكن متوقعاً منذ تدمير ( خط برليف ) وعبور القوات المصرية قناة السويس عام 1973م، يوم رُدّت للعروبة كرامتها، ولكن الأيدي الماسونية بقيادة أمريكا وبريطانيا وبمعاونة القطة المدللة ( دولة الكيان ) أعادت الزعماء العرب إلى حظيرة التبعية والانقياد.
• اليوم فقط يحق لكل عربي أن يفخر بأن اليمن جزء منه وهو جزء منها، اليوم اليمن يجتاز الدرع السعودي بصفعة حذاء، ليهدد رأس الأفعى، بل ليدوس هذه الرأس التي ظنت نفسها أذكى من الجميع، وأن كل الخطط الدموية في العالم العربي تسير وفق ما دبرت له، وأنها تخدم مصالحها، وسيسخر بعض قادتها، بينما سيأخذ البعض الآخر هذا التهديد على محمل الجد.
• ونقول لهم : إن اليمن لا يهدد، بل يحدد، نعم يحدد أهدافه المشروعة، متحدياً كل محاولاتكم لكبحها .. وحين تنقض عليكم هدايانا، لن تجدوا وقتاً للواذ بجحور الفئران، فما أطلقه قائد الثورة يوم احتفال اليمن بمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وما أطلقه أمس رئيس مخابراتنا، ليس مزحة، ولا دعاية انتخابية، كالتي كان يطلقها ( زعيم الماضي ). إنه الجد، وقد آن أن تطعموه.
كيف نهدد .. وكيف نضرب
• كل ما في وسعكم هو أن تتلاوموا، لا مجال لرد قضاء الله، ولا مفر من عقابه، اليمن توكل على الله، وهو حين يهدد، يفعل ذلك مستنداً إلى التزامه بمبادئ القرآن المجيد، وحين يتوعد تكون مكناته أوسع من كل قول، وحين يُنفِّذ يكون قد ارتقى سلماً آخر من الإعداد، وأهم من ذلك كله هو الإعداد القرآني.
كلهم أدوات
• كل من اشترك في العدوان على اليمن أدوات، فالمرتزقة أدوات لقادة المرتزقة، وهؤلاء أدوات للعقال السعودي والدشداشة الإماراتية، وملوك وأمراء وشيوخ كنتونات النفط الملعون أدوات للأمريكي والإسرائيل، وأمريكا وإسرائيل ومثيلاتهما أدوات للماسونية البليدة التي تعتقد نفسها أذكى من أهل الأرض كافة، بل وأذكى ما وجد على الأرض، وهي بدورها مجرد أداة للشيطان.
مرحلة الوجع الكبير
• لم تبدأ بعدُ مرحلة الوجع الكبير، وما هذه إلا ( عمليات الردع )، لأن مرحلة الوجع الكبير حين تبدأ فقط، لن يتسنى للعقال اللحاق برأس صاحبه الملكي، وهو يهرول ذعراً حتى يكاد يسبق مرافقيه.
• اليمن لم يكن ينقصه سوى القيادة اليمنية الإيمانية التي تعبر عن حقيقته وأصالته ودوره التاريخي، ولأن أعداء الأمة ووكلاؤهم لم يدعوا ذلك ليتحقق، فقد تأجل ظهور القائد أجيالاً حتى ارتفعت صرخة الحسين، وانتصرت، وهاهي تجتث الأشواك التي زُرعت في طريق الحرية، التي لن تتحقق إلا بدهس رأس الأفعى، الغدة السرطانية التي حان استئصالها.
في الطريق إلى القدس
• قبل أن تنتصب راية النجمة السداسية، عملت السكسونية والصهيونية، بقيادة بريطانيا آنذاك، على إحاطة ربيبتها بالحُماة المخلصين لها، وذلك فقط في الاتجاه المؤدي إلى اليمن، فقامت بالتآمر على ( الشريف حسين ) حاكم ( مكة ) أواخر الدولة العثمانية، وتم خداعه بـ ( معاهدة الحسين – مكماهون)، أوهمته بأنه إذا ما قام بتأليب العرب على الدولة العثمانية – باعتبار صوته مسموعاً لدى العرب كونه يحكم منطقة الحرم المكي مهوى قلوب المسلمين – فإن التركة العثمانية ستؤول إليه، وسيصبح هو وأبناؤه حكاماً لهذه الدولة المترامية الأطراف، فانخدع الشريف حسين ونفذ كل بنود الاتفاقية، ليتفاجأ بتنصيب بريطانيا لعبدالعزيز آل سعود في قلب الجزيرة العربية، وقد تلقى الدعم البريطاني السخي، فراح ينفذ أوامر سادته، مكتسحاً بجيوشه القرى والبلدات مرتكباً لأسوأ مجازر القرن العشرين، من منطقة ( الدرعية ) باتجاه مكة التي لم تسلم ولم يسلم أهلها من نزعته الطاغوتية في سفك الدماء والتمثيل بالجثث، حتى أن من يقرأ (تاريخ آل سعود ) لمؤلفه ( ناصر السعيد ) يجد أن الأب الروحي لداعش إنما هو عبدالعزيز آل سعود، فقد بقر بطون الحوامل، وقتل الصغير والكبير أمام أهاليهم، وأخذ النساء لإشباع فسوقه ومجونه هو وجيشه.
• هكذا نشأت المملكة، لكي تكون درعاً لحماية إسرائيل من اليمن ورجال اليمن الذين وصفهم القرآن الكريم بأنهم ( أولي بأس شديد ) .. ولأن اليهود أهل كتاب، فقد درسوا القرآن الكريم وعلموا أن الخطر لن يأتيهم إلا من اليمن، لذلك أوعزوا مع أقرانهم البريطانيين للملك الجديد ( عبدالعزيز ) أن مهمته الأولى هي درء كل خطر قد يتهدد أمن إسرائيل من قبل اليمن، ووضعت آنذاك الخطة الصهيوسكسونية لإبقاء اليمن ضعيفاً، لا يحكمه إلا القادة الضعفاء المنقادون، ولذلك كانت وصيته المشهورة لأبنائه، لإبقاء اليمن فقيراً ضعيفاً، وسلك في سبيل ذلك كل ما أمرته به ودعمته لتحقيقه بريطانيا، الوجه الماسوني آنذاك، فسعى لاحتلال أكثر من 300 ألف كيلومتر مربع شمال اليمن هي كل من ( نجران وعسير وجيزان )، ولأنه هو وأسياده يعلمون أن اليمنيين لن يسكتوا عن هذا الاحتلال، ولكي تثبت قدمه على هذه المناطق، زحف – بإيعاز بريطاني – على الحديدة، … وكانت اتفاقية الطائف سنة 34 التي نصت بتأجير كل من جيزان وعسير ونجران للملك عبدالعزيز، وتفاصيل الاتفاقية في الإنترنت لمن أحب الاطلاع.
• كانت المملكة المستحدثة درعاً أولى، رغم كل هذه المسافة التي تفصل اليمن عن فلسطين، وظن اليهود الصهاينة أنها ستحميهم، ولكنهم أولاء يتمنون أنهم ما وقفوا بوجه اليمن، بعد العام الثالث من العدوان فقط، أما الآن ونحن في العام السادس منه، فلا يمكن وصف ما يمر به الملك وابنه وأتباعه، وهم يرون اليمن إلى تقدم كل يوم، بينما يحصل العكس بالنسبة لهم.
أول من يتصدى
• من الآن ستبدأ التحركات الدفاعية للصهاينة، ستكون أرض الحجاز الحامل الأكثر لبطاريات الصواريخ المضادة، وأجهزة الرادار وأجهزة الكشف الأمريكية المتقدمة، التي لن تعطيها أمريكا لأحد عدى إسرائيل، فما زال بعضها يصنف ضمن ( أسرار عسكرية ) أو ما شابه.
• وكما أن مملكة الخنوع هي أول من تصدى للصرخة، فستنفق على التسليح والتمترس الإسرائيلي الجديد من خزائنها، والأصح من خزائن الملك والأسرة السعودية التي ظلت تنهب النفط العربي في شبه الجزيرة لتحطيم الأرقام القياسية في الثراء والفحش، وخدمة الأسياد، فلم تعد الخزينة للسعودية باعتبارها دولة، يكفي حتى لتغطية صفقات السلاح، أو تغطية نفقات الحرب.
الأحذية الجديدة
• من جهتها، ترى كل من إسرائيل وأمريكا أنه حان الآن تجريد آل سعود بأجمعهم مما اكتسبوه خلال قرن تقريباً، قبل ركلهم في مؤخراتهم، لأن هناك أحذية جديدة تطمح لتسلم دور الخدمة الإلزامية.
• وكما حدث في ( الحسين – مكماهون ) يُتوقع أن يكون مصير تركيا الآن في اللعبة، كمصير ( شريف مكة ) من خديعة صهيونية سكسونية ماسونية، يقودها أردوغان الذي نشرت صورة بطاقته الماسونية قبل أيام، لنتصور أن الماسونية متحكمة في كل شيء، وما هي إلا عمليات نفسية تهدف إلى إضعاف معنويات العرب والمسلمين.
• ورغم أن الأحداث تؤكد ماسونية أردوغان أكثر مما تؤكده مجرد بطاقة، فما هو إلا الحذاء الجديد بعد آل سعود، لا أقل ولا أكثر.
بانتظار سماع صافرات إنذار المحتل الصهيوني
• سنضرب حتماً، ولكن وقتما يريد الله، وسنتلذذ بسماع الصافرات، صافرات الإنذار، وحين نضرب لن يتبقى لنا أهداف لليوم التالي، أو سنقسِّم الرعب، ونطرحه بالتقسيط …لا أحد يعلم.