انتهاكات الإمارات تُصنَّف كجرائم حرب لن تسقط بالتقادم
يوماً بعد يوم ينكشف مدى الإجرام الذي ترتكبه دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي على بلادنا، حيث يتواصل مسلسل الانتهاكات وقتل المدنيين بينهم الأطفال والنساء مع إعلان منظمات حقوقية عن سجون ومعتقلات سرية إماراتية وتعذيب وعمليات إخفاء قسري واعتداءات وكافة أشكال انتهاك حقوق الإنسان.
وكانت تقارير منظمات حقوقية قد كشفت أن أبوظبي استغلت عضويتها في تحالف العدوان منذ عام 2015 لتمارس كافة أنواع الانتهاكات الإنسانية وتثبت الأحداث أن بن زايد قد ورط السعودية في المستنقع اليمني ثم جند مرتزقة تعمل ضدها هناك ومنها ميليشيات المجلس الانتقالي .
ويواجه المعتوه بن زايد المتهم بـ”التواطؤ في أعمال تعذيب” في سياق الحرب على اليمن، تحقيقاً في فرنسا منذ نهاية 2019، يقوده قاض في باريس بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية.
قوبل الإعلان عن فتح تحقيق قضائي ضد المعتوه ولي عهد أبوظبي الحاكم الفعلي لدولة الإمارات محمد بن زايد على خلفية جرائم التعذيب في اليمن بترحيب حقوقي، وسط دعوات لخطوات دولية جادة في هذا الإطار.
ووفقاً لعدة مصادر مطلعة على الملف، فإنّ تحقيقاً أولياً فتِح في أكتوبر 2019م بحقه إثر تقديم دعويين قضائيتين، إحداهما عن طريق الادعاء بالحق المدني، أثناء زيارته الرسمية إلى باريس في نوفمبر الثاني 2018م.
وتسمح الشكاوى عن طريق الادعاء بالحق المدني بفتح تحقيق بشكل شبه آلي وتعيين قاضي تحقيق لتولي الأبحاث.
وقدرت حصيلة الشهداء من المدنيين جراء العدوان المستمر منذ عام 2015 بحسب ما كشفه عن مركز عين الانسانية للحقوق والتنمية عن استشهاد وإصابة 40 ألفاً و546 مدنياً، جراء العدوان خلال 1400 يوم من العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم على أبناء الشعب اليمني الصامد.
وأوضحت إحصائية صادرة عن المركز أن عدد الشهداء بلغ 15 ألفاً و822 مواطناً بينهم 3 آلاف و495 طفلاً وألفان و250 امرأة، و10 آلاف و113 رجلاً، فيما بلغ عدد الجرحى 24 ألفاً و724 مواطناً بينهم 3 آلاف و497 طفلاً وألفان و524 امرأة، و18 ألفاً 712 رجلاً.
وكشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية عن وجود سجن سري في قاعدة عسكرية أقامتها الإمارات منتصف عام 2017 على جزء من حقل للغاز جنوبي اليمن، متسترة بمجموعة توتال الفرنسية لتكون جزءاً منه. والسجن الإماراتي الذي كشفت عنه صحيفة “لوموند” الفرنسية يقع في قاعدة عسكرية أقامها الإماراتيون على جزء من حقل لاستخراج الغاز في مدينة بلحاف جنوب اليمن، والذي جرت السيطرة عليه بطلب من الحكومة اليمنية.
وقالت المنظمات في التقرير إنه “حسب مصادر متاحة وشهادات، فإن السجن يؤوي منذ 2016 مليشيا قوات النخبة في شبوة، تحت إشراف الإمارات، والشهادات تتحدث عن معاملات غير إنسانية ومهينة تتمثل في الحرمان من الرعاية والتعذيب، ارتكبها جنود إماراتيون”.
كما كشف تقرير آخر لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية وفي يونيو 2018 تعرّض المئات من المعتقلين اليمنيين للتعذيب والانتهاكات الجنسية من قبل ضباط إماراتيين في سجن سري.
انتهاكات بشعة
وفي يوليو 2018، اعترفت حكومة الفار هادي بوجود سجون إماراتية ودعا ما يسمى وزير الداخلية أحمد الميسري في حكومة الفار ، الإمارات، إلى ضرورة إغلاق السجون والعمل على إخضاعها للنيابة والقضاء، في إشارة إلى سجون غير شرعية، تُتهم أبوظبي بالإشراف عليها كما أن الأمر لم يقتصر على السجون السرية والتعذيب، بل تخطى ذلك إلى الاغتيالات التي استهدفت بشكل أساسي قيادات في حزب الإصلاح، الذي يفترض أنه شريك في الحكومة اليمنية الشرعية المدعومة من التحالف السعودي الذي تعد أبوظبي ثاني أهم شريك به. وكان موقع Buzzfeed News الأمريكي كشف في تحقيق خاص نشره نهاية 2018، أن طائرات عسكرية من دون طيار، صوَّرت مقطع فيديو يفضح مشاركة جنود مرتزقة أمريكيين مسلحين في عمليات تعذيب واغتيال في اليمن.
من جانبها قالت منظمة هيومن رايتس ووتش: إن دول التحالف بقيادة السعودية تسببت بأكبر أزمة إنسانية في العالم؛ ويعاني أكثر من 20 مليون شخص في اليمن من انعدام الأمن الغذائي؛ منهم 10 ملايين معرضون لخطر المجاعة.
ووثّقت “هيومن رايتس ووتش” ما لا يقل عن آلاف الغارات الجوية للتحالف العدوان بقيادة السعودية تبدو غير مشروعة، بما فيها هجمات قاتلة على قوارب صيد يمنية أسفرت عن مقتل العشرات وبدا أنها متعمدة على مدنيين وأهداف مدنية في انتهاك لقوانين الحرب. ، بحسب مشروع بيانات اليمن، شن تحالف العدوان بقيادة السعودية أكثر من 20.100 غارة جوية على اليمن منذ بدء الحرب، بمعدل 12 هجوما يوميا. قصف التحالف المستشفيات، والحافلات المدرسية، والأسواق، والمساجد، والمزارع، والجسور، والمصانع ومراكز الاحتجاز.
وفي أغسطس 2019، شن التحالف بقيادة السعودية عدة غارات جوية على مركز احتجاز في محافظة ذمار ما أسفر عن مقتل وجرح 200 شخص على الأقل. كان الهجوم هو الأكثر دموية منذ بدء الحرب في 2015. وثّقت “هيومن رايتس ووتش” خمس هجمات قاتلة على الأقل من قبل قوات بحرية تابعة للتحالف بقيادة السعودية على قوارب صيد يمنية منذ 2018، مما أسفر عن مقتل 47 صيادا يمنيا على الأقل، منهم سبعة أطفال.
الاحتجاز والتعذيب
وحول الأطفال في حرب اليمن قالت رايتس ووتش إنه منذ سبتمبر 2014، استخدمت الإمارات والسعودية الأطفال دون 18 عاماً كجنود، بعضهم تقل أعمارهم عن 15 عاما، وذلك بحسب التقرير الصادر في 2019 عن “فريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين بشأن اليمن” (فريق الخبراء) التابع لـ “لأمم المتحدة”. وفقا للأمين العام، من بين 3.034 طفلا جُندوا خلال الحرب في اليمن. وفي يوليو، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة “قائمة العار” السنوية للانتهاكات ضد الأطفال في النزاعات المسلحة خلال 2018. أظهرت القائمة أن التحالف بقيادة السعودية قتل أو أصاب 729 طفلا.
وحول التعذيب قالت المنظمة: قامت قوات الإمارات باعتقال أشخاص تعسفيا، من بينهم أطفال، وأساءت معاملتهم واحتجزتهم في ظروف سيئة، واختطفت أو أخفت قسراً أشخاصاً يُعتبرون معارضين سياسيين أو يشكّلون تهديداً أمنياً.
ووجد فريق الخبراء أن الإمارات والقوات التي تدعمها مارسوا الاحتجاز التعسفي والتعذيب، بما في ذلك العنف الجنسي، في مرافق الاحتجاز الخاضعة لسيطرتهم. وفقا لتحقيق إعلامي استقصائي وتقارير مدافعين حقوقيين.