غريفيث يتاجر بالمعاناة ويستثمر في جرائم العدوان
يتساءل اليمنيون عند كل جريمة يرتكبها تحالف العدوان بدم بارد. هل المبعوث الأممي “غريفت” مبعوث لمهمة إنسانية أم للتغطية على جرائم العدوان؟
عبدالله محمد
وتشتد الحاجة لمعرفة دوره أكثر في ظل استمرار أزمة المشتقات النفطية والرواتب واستهداف الأطفال والنساء بغارات طيران دول تحالف العدوان .. التي هي بالأساس عمق الأزمة الإنسانية ..وتزداد الغرابة أكثر بعد شطب السعودية مؤخرا من قائمة العار المخصصة لقتلة الأطفال.
ووسط كل هذا الفجور الذي يمارس على اليمنيين يظهر “غريفت” كل مرة كحائط صد يدافع بمكر عن قبح المعتدين ..ومن هنا تتوارد أسئلة الاستفهام الاستنكارية الرافضة لهذا الدور المفضوح والمتواطئ مع الجلاد الذي خرج عن الدور المناط به الى مهمة التغطية على الحقائق.
وبالمقابل سنجد الأمم المتحدة تلعب أدواراً متبادلة في “لعبة مهندسة” بإتقان لنجدها في مكان آخر توكل عملية “الطبطبة “إلى جهة أخرى تتبع الأمم المتحدة.. لتخفف من وطأة مغالطاتها لصالح تحالف العدوان..
نستمع يومياً لإفادات من موظفي الأمم المتحدة تؤكد “لعبة تبادل الأدوار” تلك فأمس القريب أفادت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، بأن التقارير الميدانية الأولية تشير إلى أن غارات وقعت الأربعاء قتلت ما لا يقل عن 11 مدنيا، بينهم العديد من الأطفال والنساء، وجرحت 5 أطفال على الأقل وامرأة في قرية المساعفة شرق مدينة الحزم في محافظة الجوف.
وتعترف غراندي في بيان “هذه هي المرة الثانية في هذا الأسبوع التي يقتل ويجرح فيها نساء وأطفال بشكل عشوائي في هجوم. ”
ورجّحت أن تكون الأعداد الفعلية للضحايا أعلى، غير أنه لم يتم التحقق منها بعد.
وتختم المنسقة الاممية بيانها بالعبارة الاثيرة”ما نشاهده اليوم أمر مرِّوع”.
وعلى نفس منوال التخدير الأممي الموجه للشعوب المظلومة حذر برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من مجاعة قد ترتفع إلى مستويات مدمرة في 25 دولة من بينها اليمن في الأشهر القادمة بسبب تأثير جائحة كوفيد-19.
ووفقا لتقرير البرنامج، تبقى اليمن أكثر دولة في العالم تعاني من أكبر أزمة غذائية وإنسانية، مستدلاً بذلك أنه كان نحو 15.9 مليون شخص في اليمن (53% من الشعب اليمني) يواجهون انعدام أمن غذائي في ديسمبر 2018.
وأشار تقرير برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الفاو إلى أن أكبر تركيز للاحتياجات هو في أفريقيا، وبلدان أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي وفي الشرق الأوسط وآسيا، بما فيها الدول متوسطة الدخل.
وتعالت عبارات التباكي هذه في تقرير بعنوان “تحليل الإنذار المبكر للنقاط الساخنة للأمن الغذائي الحاد”، الذي توقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في هذه البلدان المعرّضة للخطر من 149 مليون شخص قبل كوفيد-19 إلى 270 مليون شخص قبل نهاية العام، إذا لم يتم تقديم المساعدة المنقذة للحياة على وجه السرعة.
ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في بيان له قال إنه حذر مجلس الأمن قبل ثلاثة أشهر من خطر مجاعة كبير.
واستطرد يقول: “اليوم، تخبرنا أحدث معطياتنا ذلك.. فقد أجبر الملايين من أفقر الناس حول العالم على الاقتراب أكثر من حافة الهاوية، ودمرت مصادر الرزق بمعدلات غير مسبوقة، والآن حياتهم في خطر وشيك من المجاعة.. إذا لم نتصرف الآن لإنهاء جائحة المعاناة البشرية، سيموت الكثير من الأشخاص”.
وتشير التقديرات إلى إمكانية وفاة ما يصل إلى 6.000 طفل يومياً لأسباب يمكن الوقاية منها خلال الأشهر الستة المقبلة بسبب اضطرابات، مرتبطة بالجائحة، في الخدمات الصحية والتغذوية الأساسية.
وأشارت تحليلات صدرت في يوليو 2019 إلى أن 1.2 مليون شخص في 9 من بين 15 محافظة يمنية تعاني من انعدام الأمن الغذائي كانوا يواجهون انعدام أمن غذائي حاد بين يوليو وسبتمبر.
ويلوح خطر المجاعة في الأفق، ويمكن أن يصبح حقيقة إذا ظلت قدرة البلاد على استيراد الغذاء محدودة للغاية أو إذا كانت الإمدادات الغذائية إلى مناطق معيّنة مقيّدة لفترة طويلة من الزمن.
تستمر اللعبة المكشوفة لغريفت مع مأرب أيضاً التي يرتفع مستوى الأدريالين عنده كلما اقترب أبطال الجيش واللجان الشعبية من المدينة .
وحول مأرب تحديداً يظهر غريفت قلقا بين وقت وآخر ليقول للإعلام العالمي أنه يرى أن التصعيد في اليمن يتعارض مع المفاوضات الجارية والتي تهدف للتوصّل إلى اتفاق بين الأطراف حول وقف شامل لإطلاق النار في كافة أرجاء اليمن.
رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، أمس السبت، أكد أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفث بات منخرطا مع قوى العدوان على اليمن وأصبح يساهم في إطالة الحرب العبثية ويغطي آثار الحصار الظالم.
وقال عبد السلام في تغريدة له على تويتر: من حديثه الأخير يتضح أن مبعوث الأمم المتحدة قد انفصل عن مهمته وما تتطلب من حيادية وإنصاف وبات منخرطا مع قوى العدوان على اليمن متبنيا أطروحاتهم بشكل كامل.
وأضاف المبعوث الأممي “يساهم بشكل كامل في إطالة الحرب العدوانية العبثية ويغطي على آثار الحصار الظالم، وهذا التعاطي السلبي يجعل من صاحبه جزءا من المشكلة.
ووفقا لكل هذه المعطيات.. حتما سيفشل غريفت في مهمته المتماهية مع أهداف العدوان ولن يتمكن من إيقاف تقدم أبطال الجيش واللجان نحو مأرب حتى وإن أزبد وأرعد أو لبس مسوح الرحمة وتعالى قلقه الكاذب والمكرور على السوشيال ميديا بين وقت وآخر.
فلا مجال بعد اليوم لتلك اللعبة المكشوفة أن تستمر بعد أن عرفنا وعرف العالم أن الدور الأممي يعمل على إبقاء اليمن في مشهد مضطرب تتخلق منه أدوار أطراف تخدم أجندات دول الرباعية تحديدا عبر تلك الأطراف التي استمرأت الارتزاق والعمالة ولا تتردد الأمم المتحدة عبر مبعوثها في تمهيد الطريق أمامها لتصبح هي المتحكم الرئيس في صيرورة الأحداث السياسية والعسكرية في البلاد على حساب سيادة واستقرار اليمن .