مشاريع نسائية مبتكرة تُرَوَج الكترونياً
لا تزال المرأة اليمنية خلال ست سنوات من العدوان تتحمل العبء الأكبر من تداعيات الحرب والحصار على بلادنا و ظهور جائحة كورونا وبقائها في المنزل كإجراء وقائي احترازي وهذه الظروف والأوضاع المختلقة لم تمنع المرأة اليمنية من العمل وابتكار افكار جديدة لإيجاد لقمة العيش لها ولأسرتها.
ويشهد سوق العمل الكثير من منتجات النساء أهمها الأقمشة المطرزة والبخور والاكسسوارات والحلويات وغيرها من الأعمال.
تعاني النساء اليمنيات من الحرب وانتشار الوباء في بلادنا كونها تتحمل مسؤولية أطفالها وأسرتها وخاصة في حالة فقدانها معيلها أو احد أفراد أسرتها.
تقول أمة الرحمن الوصابي: اضطررنا للعمل وفتح مشاريع صغيرة في منازلنا لتعيننا وأسرنا على العيش، وتبين أمة الرحمن بأنها قد أقبلت مع إحدى صديقاتها على فتح مشروع صغير في منزلها لصناعة البخور والعطور وبعض المشغولات اليدوية التي تقوم بتصنيعها هي وبناتها وصديقتها التي تمتلك الخبرة وكذلك الأساور والميداليات التي تصنع من الرخام وأنها تأمل أن يتوسع مشروعها مع مرور الأيام.
وبدورها تحدثنا مريم الأديمي – ربة بيت – بأنها وجدت نفسها أمام ظروف قاهرة بسبب العدوان المستمر على بلادنا طيلة ست سنوات ومكوثها في المنزل وعدم توفر الأعمال وما زاد الأمر صعوبة أنها ليست متعلمة. وتضيف أن زوجها الذي كان يعمل مدرسا توفي قبل اربع سنوات وهذا الأمر أضاف المزيد من صعوبات الحياة لهذه الأسرة .
وتوضح مريم أنها قامت بشراء أدوات لصناعة الكيك والترت والبسكويت وقامت بإعداد كيك وبيعيها للجيران والبقالات وذلك عبر تسويقها في موقع الوتس آب. والفيسبوك ومن خلاله تقوم ليلى بنشر ما تعده والدتها من حلويات المواقع الإلكترونية وتحديد أسعارها للزبائن الذين يرسلون بالطلبات وهي بدورها تقوم بتجهيز الطلب.. ويأتي صاحب الطلب لأخذه من منزلها.. وهكذا استطاعت مريم أن توفر لقمة عيش لها ولأولادها من عملها في منزلها.. وتقول: استطعت أن أحقق أرباحاً من خلال مشروعي المتواضع وتمكنت من شراء ادوات جديدة لإعداد أنواع مختلفة من الحلويات وبأسعار أغلى..
وتبقى هؤلاء النساء نموذجاً ناجحاً للمرأة اليمنية الصامدة واحدة من الملايين اللاتي يدركن حجم المسؤولية الأسرية الوطنية الكبرى المناطة على عاتقهن في هذا الظرف العصيب الذي يتعرض له الوطن من حصار وعدوان جائر ووباء للوقوف إلى جانب إخوانهن الرجال أجمل صور التلاحم والصمود في وجه أعتى الهجمات التي تواجهها الأرض اليمنية .
وتقوم بعض النساء بصناعة الزينة الخاصة بالأعراس وكذلك الإكسسوارات التراثية التي تلبسها العروس ليلة حفلة الحناء. حيث يجمعن كل ما صنعنه ثم يباع إلى التجار أو المحلات التي تبيع مستلزمات العروس .
فيما تقوم سعاد ببيع الإكسسوارات التي تصنعها في منزلها إلى الأكشاك والذي بدوره يتولى صاحب الكشك بيعها لها وتأتي نهاية كل شهر لأخذ المال منه وهكذا .
أمة الرحمن التي تبلغ العشرين من العمر، تقول إنها اختارت سوق الزمر لأخذ الأقمشة من التاجر وتقوم بوضع الخرز وهو نوع من أنواع التطريز اليدوي.. ويعطيها التاجر الخرز والصمغ والقماش ويشترط عليها بأن تطرز القماش بـ 300 ريال.. للقطعة الواحدة كما تقول ..وتأخذ القماش للمنزل وتقوم شقيقاتها بالتعاون معها لإنجاز أكبر عدد من الأقمشة لتحصل على 2000′-2500ريال في اليوم الواحد.
وترى العديد من الفتيات اليمنيات أن الظروف المادية هي العائق الأكبر لعدم تنفيذ مشاريعهن وأفكارهن وأنهن على استعداد دائم لمواجهة ظروف العيش وإنشاء العديد من المشاريع إذا ما توفر الدعم اللازم من قبل الدولة ..والجهات والمنظمات الداعمة والبنوك للمشاريع الصغيرة.