مجلس الأمن يستجيب لدعاوى مكايدات التحالف ويتجاهل اشلاء الأطفال في اليمن

تجاهل مجلس الأمن الدولي في جلسته الأخيرة التي خصصها لمناقشة قضية ناقلة النفط “صافر” ما يقوم به التحالف السعودي من ارتكاب مجازر بشعة بحق المدنيين والأطفال في اليمن .

قبيل الجلسة المحددة من قبل مجلس الأمن لبحث مشكلة الناقلة صافر، ارتكب طيران التحالف جريمة مروعة بحق المدنيين في محافظة الجوف، راح ضحيتها 31 مدنياً معظمهم من الأطفال والنساء، إلا أن الجريمة لم تحظى حتى بإدانة من قبل المجلس، من باب إسقاط المسئولية القانونية والأخلاقية ، التي يفترض أن مجلس الأمن هو المعني الأول بحمايتها .

ورغم أن قضيةالناقلة صافر ليست وليدة اللحظة، بل هي مشكلة قائمة منذ ستة أعوام، إلا أن مجلس الأمن لا يبدي تردداً، في الاستجابة لدعوات المكايدة السياسية التي يحركها التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، فرغم المناشدات التي سبق وأ اطلقتها صنعاء لمعالجة مشكلة الناقلة صافر، إلا أن مجلس الأمن لم يحرك ساكناً، بينما كانت استجابة المجلس سريعة، بمجرد أن قررت دول التحالف تحريك القضية “صافر”.

وفي الوقت الذي أبدى أعضاء مجلس الأمن قلقهم وانزعاجهم الشديد من تسريب قريب للناقلة التي تحمل مليون ومائة ألف برميل من النفط؛ سيؤدي إلى أضرار بيئية تقود إلى كارثة إنسانية واقتصادية على اليمن، كانت دماء وأشلاء اليمنيين المستهدفين بصواريخ وقنابل الوحشية خارج حسابات المجلس، الذي قرر أعضائه الحفاظ فقط على الأحياء البحرية وشعب المرجان.

الجوف مجزرة رهيبة

 

مجلس الأمن خلال اللقاء الخاص حول اليمن، واتفاق الحديدة، سلط الضوء على مهمة البعثة الأممية ذات الشأن باتفاق السويد في الحديدة، وتمديد صلاحيتها عام آخر.

في هذا الوقت وبالتزامن مع قلق المجلس من الخزان العائم، كان طيران التحالف في الـ15 من يوليو الجاري 2020م، يرتكب جريمة جديدة في محافظة الجوف شرق اليمن راح ضحيتها 35شهيدًا معظمهم نساء وأطفال، في منطقة المساعفة بمديرية الحزم.


المجزرة التي استوقفت عددًا من المنظمات الخارجية والمحلية لإدانتها، لم تلق أي استجابة سواء من الأمم المتحدة عبر لجنة حقوق الإنسان أو من قبل مجلس الأمن، الذي يواصل غض الطرف عن انتهاكات دول تحالف العدوان وجرائمهم اللاإنسانية في اليمن.

 

الجريمة التي حصلت للمدنيين في الجوف، سبقها استهداف مماثل في مديرية وشحة بمحافظة حجة الأحد الماضي، راح ضحيتها 9 قتلى كلهم نساء وأطفال أصغرهم عمره سنتين وأكبرهم في الـ14 من عمره، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة أطفال آخرين.


القصف الذي طال أسرة المواطن نايف مجلي في حجة، كان عبر قنبلة أمريكية محرمة وموجهة بالليزر تزن 227 كيلو غرام، وتشبه القنبلة التي استهدفت حافلة أطفال ضحيان في محافظة صعدة 2018م.

استهداف مقاش بصعدة

من بين الجرائم التي ارتكبها طيران التحالف السعودي، مطع الـ2 من يوليو الجاري، تلك الغارات الجوية المكثفة التي شنها الطيران على محافظة صعدة، وأدت إلى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة أربعة آخرين بينهم أطفال” وامرأة مسنة.

هذه المجزرة جاءت فقط بعد 15 يومًا من قتل طيران التحالف 13 مدنيًا بينهم 4 أطفال وامرأة، بغارتين استهدفتا سيارة تقلهم من سوق رازح في الخط العام بمديرية شدا.

 

صمت أممي مفزع

بالتأكيد يُمثل صمت مجلس الأمن والإدانات الخجولة للأمم المتحدة إلى طمع التحالف على مواصلة مجازره، وفتح شهيته في بعثرة جثث الأطفال والنساء ودك منازلهم على رؤوسهم دون ذنب.

 

هذا الصمت، تم استثماره لتحريك قضية ناقلة النفط ” صافر” التي تُعد في نظر مجلس الأمن والدول الأعضاء من القضايا المهمة، حيث يمثل ” البحر الأحمر” لديهم مشكلة المشاكل بينما “الدماء الحمراء” للمدنيين في اليمن لا تساوي “لترًا” واحدًا من نفط يلفت أنظار العالم عليه، في وقت لا تمثل الحرب على اليمن إجمالًا أي قضية أو مأساة لدى تجار الحروب.

قد يعجبك ايضا