الإحتلال البريطاني لليمن بين الماضي والحاضر
بقلم – منصور البكالي
التأريخُ لا يُخفي في صفحاته الاحتلالَ البريطاني لجنوب اليمن، ومحاولاتها لغزو الشمال أَيَّـام حكم الإمام يحيى حميد الدين، وها هي اليوم مستمرةٌ في محاولاتها من خلال دعم نظام آل سعود منذ نشأة الفكر الوهَّـابي وما ارتكبه من مآسٍ بحق اليمن والعراق وشعوب نجد والحجاز قبيل ضمها إلى مملكة آل سعود التوسعية.
كما هي اليوم مستمرةٌ في دعم ذات النظام لاحتلال اليمن شمالاً وجنوباً منذ 6 سنوات، وما استمرارُ بيع السلاح للنظام السعودي غيرُ قطرة في بحرِ المؤامرات المتواصلة بحق شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية.
ولنا أن نقرأ مراسلاتِ النظام السعودي مع المحتلّ البريطاني قبل وأثناء وبعد مجزرة تنومة بحق الحجاج اليمنيين، حسب ما ورد في الكِتاب القيِّم للمؤلف المجاهد العلامة حمود الأهنومي في طبعته الثالثة، وماذا كانت الأهدافُ منها ومن الجهة الدولية التي أسست الفكر الوهَّـابي في المنطقة وضربت به قيمَ ومبادئَ الدين الإسلامي وجعلته سيفاً مسلطاً على الأنظمة غير الخاضعة للمحتلّ البريطاني آنذاك.
ولكن التأريخ يعيد نفسَه ولا تزال شعوبنا تتجرعُ المعاناة من ذات الكأس البريطاني ومعه الأمريكي والصهيوني اليوم.
ومن هذا المنطلق يمكن لكل حصيف في المجال السياسي والعسكري أن يتساءل: هل زيارة وزير الخارجية البريطاني “جريمي هانت” إلى عدن وهو مرتدٍ قميصاً واقياً من الرصاص، قبيل عام ونصف عام عفوية؟ ولا تحمل في طياتها رموزاً سياسية وعسكرية تعبر عن ذكريات الماضي البريطاني في اليمن؟ وهل الاستمرار في بيع الأسلحة للنظام السعودي بالتزامن مع الدعوات البريطانية للسلام، وتكليف الأمم المتحدة مبعوثها البريطاني غريفيث إلى اليمن ينسجمُ مع تحقيق ذلك؟ أم هي لعبة جعل العين البريطانية في قلب الاحداث والمجريات السياسية والعسكرية بين الأطراف اليمنية وأدواتها الخليجية، لتكون أكثر قدرة على إدارة الحرب وفق مصالحها؟.
ام هي لعبة دولية وأممية جعلت كُـلَّ خيوط اللعبة في قبضة اليد البريطانية لتظل مهيمنة ومستمرة في التحكم بمسار الحرب والسلم في مستعمراتها القديمة.
وهل يحق لوفدنا الوطني المفاوض أن يقدمَ دعوى إلى محكمة الجنايات الدولة ضد الأطراف البريطانية والأمريكي ودورها في استمرار العدوان على شعبنا اليمني وارتكاب أشنع وأكبر المجازر وجرائم الحرب بحق الإنسانية منذ 6 أعوام دون أية إدانة من المجتمع الدولي الخاضع للهيمنة الدولية التي تعتليها كُـلٌّ من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
أم أن تصريحَ المتحدث الرسمي باسمِ الجيش اليمني واللجان الشعبيّة يحيى سريع، بأنه لا تستطيع أية قوة على وجه الأرض منع عملياتنا العسكرية رسالة واضحة وصريحة للجانبين الأمريكي والبريطاني وفيها من الوعيد والتهديد ما يمكن لبريطانيا فهمُه والتعجيلُ برفع يدها عن اليمن والملف اليمني في مجلس الأمن وداخل أروقة الأمم المتحدة؟!