كوفيد-19: العدوى تصيب أكثر من نصف مليون شخص في أفريقيا ومصر تسجل انخفاضا في الحالات
أكثر من نصف مليون شخص في قارة أفريقيا أصيبوا بفيروس كورونا حتى اليوم، بحسب منظمة الصحة العالمية، في خضّم مخاوف من ارتفاع عدد الحالات وإرهاق النظم الصحية في الدول الأفريقية.
وفي بيان، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى تضاعف عدد الحالات بمرض كوفيد-19 في 22 دولة في المنطقة خلال الشهر الماضي، كما أن نحو ثلثي الدول الأفريقية تشهد انتقالا مجتمعيا. وتشكل الجزائر ومصر وغانا ونيجيريا وجنوب أفريقيا 71% من عدد الحالات، وجنوب أفريقيا وحدها تمثل 43%. وتمثل مصر 15% من عدد الحالات التراكمية، إلا أنها شهدت انخفاضا في الإصابات خلال الأسبوع الماضي.
وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية في أفريقيا، ماتشيديسو مواتي، إنه مع تضاعف الحالات في أكثر من ثلث البلدان في أفريقيا خلال الشهر الماضي، فإن تهديد كوفيد-19 يتصاعد ويثقل النظم الصحية الهشة في القارة. وأضافت: “حتى الآن، حالت القارة دون وقوع كارثة، وإذا واصلت الدول تعزيز إجراءات الصحة العامة الأساسية، مثل الاختبار وتتبع المخالطين وعزل الحالات، يمكننا أن نبطئ انتشار الفيروس لمستوى يمكن التحكم فيه“.
تباين في الإصابات بين الدول الأفريقية
حتى الآن، في أقل من خمسة أشهر، حصد الفيروس أرواح 11،959 شخصا في أفريقيا، متجاوزا بذلك عدد الوفيات بسبب إيبولا (11،308) في غرب أفريقيا بين عامي 2014 و2016.
وتلفت منظمة الصحة العالمية إلى أن اتجاه الزيادة المتسارعة بين البلدان ليس متجانسا في جميع أنحاء القارّة، حيث أن بعض الدول سجّلت ارتفاعا ثابتا في الحالات، مما يشير إلى جائحة طويلة الأمد. وتشهد إريتريا، غامبيا، مالي، سيشيل وتوغو أوقاتا مضاعفة طويلة ولكن معدلات نمو منخفضة. ولم تشهد سيشيل أي حالة في الشهرين الماضيين، ولكن في الأسبوع الماضي كان لديها عشرات الحالات المستوردة، مرتبطة بأفراد طاقم صيد دولية. وثمّة إشارات من التقدم في عشر دول شهدت انخفاضا خلال الشهر الماضي.
انتقال مجتمعي في القارة الفتية
وبحسب المنظمة، فإن 88% من العدوى تصيب أشخاصا تتراوح أعمارهم بين 60 عاما وأقل، ويرجع ذلك، على الأرجح، إلى أن سكان أفريقيا ينتمون نسبيا إلى فئة الشباب. إلا أن إمكانية الوفاة بسبب فيروس كوفيد-19 ترتفع مع زيادة العمر ووجود أمراض مصاحبة، كما أن خطر الوفاة بين المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 60 سنة وما فوق أعلى بعشر مرات مقارنة بأولئك الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما.
يجب أن يظل الأفراد حذرين ومتيقظين مثل أي وقت مضى لحماية أنفسهم ومجتمعاتهم — د. أحمد المنظري
وأوضح د. أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أن دور المجتمعات في جميع أنحاء القارة حاسم من أجل السيطرة على الجائحة، خاصة مع بدء تخفيف عمليات الإغلاق وفتح الحدود.
وأضاف يقول: “مع استمرار الحكومات في تنفيذ تدابير الصحة العامة، يجب أن يظل الأفراد حذرين ومتيقظين مثل أي وقت مضى لحماية أنفسهم ومجتمعاتهم. غسل اليدين، استخدام الأقنعة، التباعد البدني وغيرها من الإجراءات الوقائية أساسية في السيطرة على انتقال العدوى وإنقاذ الأرواح، وضمان عدم إرهاق النظم الصحية المثقلة أصلا ودفعها إلى نقطة الانهيار“.
يعد تأمين مستلزمات الحماية للعاملين الصحيين أحد ركائز الاستجابة للجائحة، مع إصابة الآلاف من العاملين الصحيين بالمرض. ولدعمهم، قدمت منظمة الصحة العالمية نحو أربعة ملايين قطعة من أدوات الوقاية الشخصية للعاملين الصحيين.