الصراع في ليبيا دخل مرحلة جديدة، بحسب الأمين العام، الذي حذر من أن الوقت ليس في صالحنا

مع تحول خطوط المعركة، وتزايد التدخل الأجنبي، وهروب الآلاف من منازلهم، وتزايد حالات الإصابة بكوفيد-19، حذر الأمين العام أنطونيو غوتيريش من أن الوقت ينفد لإنهاء النزاع في ليبيا بشكل سلمي. وصف الأمين العام، في إحاطة أمام مجلس الأمن، اليوم الأربعاء، السياق في ليبيا بأنه “قاتم”، وحث المجتمع الدولي على اغتنام كل فرصة لكسر الجمود والخروج من المأزق السياسي.

وقال السيد غوتيريش، في اجتماع المجلس، الذي عقد عبر تقنية الفيديو، وتضمن تصريحات أدلى بها عدد من وزراء الخارجية، إن “الوقت ليس في صالحنا في ليبيا”.

“مرحلة جديدة” من القتال

وقال الأمين العام إن الصراع في ليبيا “دخل مرحلة جديدة، مع وصول التدخل الأجنبي إلى مستويات غير مسبوقة، بما في ذلك في تسليم المعدات المتطورة وعدد المرتزقة المشاركين في القتال.”

ومنذ آخر جلسة لمجلس الأمن بشأن الوضع ليبيا في أيار/مايو، قال الأمين العام إن الوحدات العسكرية التابعة لحكومة الوفاق الوطني، ومن خلال “دعم خارجي كبير” ضغطت باتجاه الشرق في هجومها ضد الجيش الوطني الليبي المعارض، بقيادة خليفة حفتر.

وقال إن الوضع على الخطوط الأمامية هادئ في الغالب منذ 10 تموز/يونيو، مع وجود قوات حكومة الوفاق الوطني على بعد 25 كيلومترا من مدينة سرت الساحلية.

لكن الأمين العام أعرب عن قلقة الشديد من الحشد العسكري المثير للقلق حول مدينة سرت، وكذلك “المستوى الكبير من التدخل الأجنبي المباشر” في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن والالتزامات التي تم التعهد بها في مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا الذي عقد قبل ستة أشهر.

المزيد من الموت والنزوح

في غضون ذلك، اضطر ما يقرب من 30 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم بسبب القتال المستمر في الضواحي الجنوبية لطرابلس وترهونة ليصل إجمالي النازحين في ليبيا إلى أكثر من 400 ألف شخص.

في الفترة بين 1 نيسان/أبريل و30  حزيران/يونيو، قامت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بتوثيق ما لا يقل عن 356 ضحية، بما في ذلك 102 حالة وفاة مدنية و254 إصابة مدنية – بزيادة قدرها 172 في المائة مقارنة بالفترة من كانون الثاني/يناير إلى آذار/مارس.

OCHA/Giles Clarke
بعد عدة سنوات من بدء الأزمة في ليبيا وسقوط نظام القذافي، لا يزال الطريق نحو السلام والاستقرار بعيد المنال. ولا تزال آثار الحرب المتهالكة على حالها.

 

كوفيد-19: قفزة إلى سبعة أضعاف

وأضاف الأمين العام أن جائحة كـوفيد-19 تثير قلقا متزايدا، حيث قفز عدد الحالات بمعدل سبع أضعاف في شهرحزيران/ يونيو وحده، مما رفع العدد الإجمالي للحالات المؤكدة إلى 1046 مع 32 حالة وفاة.

من المرجح أن يكون النطاق الحقيقي للجائحة في ليبيا أعلى بكثير

وحث السيد أنطونيو غوتيريش السلطات الليبية، بقوة، على تعزيز قدرة البلاد على مكافحة الفيروس مضيفا بالقول: “وسط النقص الحاد في مجموعات الاختبار، من المرجح أن يكون النطاق الحقيقي للجائحة في ليبيا أعلى بكثير”.

وفي سبيل المضي قدما، قال الأمين العام إن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع الأطراف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واستئناف عملية سياسية لإنهاء أزمة الفصائل المتحاربة، والانهيار الاقتصادي، في البلد الغنية بالاحتياطات النفطية.

الأمم المتحدة مستعدة للمساعدة

وأعرب أمين عام الأمم المتحدة عن استعداد المنظمة الدولية لمساعدة ليبيا في التحقيق بشأن المقابر الجماعية التي تم اكتشافها عقب استعادة القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني السيطرة على ترهونة، وهي معقل سابق للجيش الوطني الليبي، تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب شرق طرابلس.

وقال الأمين العام إنه تحدث هاتفيا، في الأيام الأخيرة، مع كل من رئيس الوزراء فايز السرّاج والمشير خليفة حفتر، وناشدهما بشدة ضمان وقف فعال لإطلاق النار واستئناف محادثات السلام.

وأشار الأمين العام إلى دعوة حكومة الوفاق الوطني إلى إجراء انتخابات وطنية، لكنه حذر من أن آفاق الانتخابات على مستوى ليبيا هشة، بالنظر إلى التطورات العسكرية والدعم من المؤيدين الخارجيين.

 

قد يعجبك ايضا