الحرب النفسية تقتل الروح المعنوية
الحروب الاعلامية المدمرة للقيم والمبادئ والأخلاق والمعتمدة على الشائعات يحسن الأعداء استغلالها في كثير من الحالات للتأثير على الشعوب ..
خصوصاً وأن هذه الشائعات المحبوكة جيداً يتفنن العديد من علماء النفس ورجال الاستخبارات في إدارتها وتوجيهها جيداً وتقديمها للمشاهد والمستمع عبر الأبواق الاعلامية المعادية ومن يواليها لأمتنا العربية والإسلامية في قالب يجعل ممن لا يعرف الحقيقة يُصاب بالخوف والهلع، وهذه الوسائل التي تقوم بمثل هذا النوع من التضخيم للأمور قد عودتنا دائماً لجوئها الى الحرب النفسية والادعاءات الكاذبة قبل وأثناء أي عمل تُقدم عليه الدول الكبرى صاحبة المصلحة في ذلك كخطوة أولية ومهمة لتحقيق أهدافها الخبيثة لا بهدف الترويج فحسب وإنما بهدف تزييف الحقائق وطمسها وتهيئة الرأي العام لتقبلها دون التفكير بعواقبها ومدى صحتها وهو ما حدث ويحدث بالنسبة لموقفها من اليمن قبل العدوان وبعده خاصة بعد الهزائم التي مني بها تحالف العدوان ويحاول التغطية عليها بمثل هذه الحرب الاعلامية ونشر الشائعات المغرضة وان كانت هذه الوسائل الاعلامية الموجهة قد فوجئت بأن الجبل تمخض وولد فأرا أمام عزيمة وإرادة اليمنيين رغم حد ة الحرب الاعلامية الموجهة ضد اليمن وشعبها.
ان القلق والخوف الذي ينتاب امريكا والسعودية وإسرائيل وعملائهم من تشكل مشهد سياسي جديد في المنطقة مخالف لتوجهاتهم ستكون رأس حربته اليمن باذن الله يزيد هذه الحرب النفسية إشتعالا.. ولأن الأوضاع تسير في هذا الاتجاه فقد تضاعف قلق امريكا وخوفها مما يجري في اليمن بعد مرور اكثر من خمسة اعوام على العدوان الظالم الذي شنته امريكا عبر أدواتها في المنطقة بقيادة مملكة الشر السعودية ولم يحقق شيئا من الأهداف المعلنة التي تم رسمها والإعلان عنها مع بداية شن العدوان وجعلها حجة وذريعة له.. ولأن الرياح تسير على غير ما تشتهي السفن بالنسبة لتحالف العدوان فان امريكا وربيبتيها السعودية واسرائيل أصبحت تعيش مأزقا حقيقيا الى درجة أنها لم تعد تفكر في تحقيق انتصار في اليمن لاستحالته ولا تفكر ايضا في هزيمة تحالف العدوان وهو أمر وارد لا محالة بقدر ما أنصب تفكيرها حول المشهد السياسي الذي سيتشكل بخلاف الرغبة الأمريكية وما كانت تخطط له من تقسيم المنطقة ليسهل السيطرة عليها خاصة بعد الانتصارات التي تحققت في سورية والعراق ضد القوى المتطرفة المدعومة امريكيا وسعوديا وإسرائيليا.
كما ان العملاء والمرتزقة الذين ارتبطوا بالعدوان على اليمن وأيدوه منذ اللحظة الأولى أصبحوا يعيشون في دوامة لا يعلمون الى أين ستجرفهم ولذلك فقد سارعوا الى تبني حرب الشائعات والترويج لها ضد مكون انصار الله زارعين التشكيك في القلوب والأنفس المريضة لأنهم يعلمون جيدا ان مكون انصار الله بقيادته الحكيمة قد حظي بثقة ابناء الشعب اليمني الذين التفوا حوله ولبوا دعوته للدفاع عن الوطن اليمني وصون سيادته واستقلاله والإصرار على تحرير القرار السياسي اليمني من الوصاية الخارجية مهما كانت التضحيات وهو الأمر الذي لم يجرؤ أي تيار سياسي آخرعلى تبنيه.. بل بالعكس فقد كان حزب التجمع اليمني للإصلاح ممثلا في القيادي محمد قحطان يفاخراثناء حوار القوى السياسية في فندق موفمبيك بأن القرار اليمني بيد السعودية وما تقوله الرياض سيتم الموافقة عليه بالإضافة الى ان حزب الاصلاح كان اول المؤيدين لعدوان التحالف على اليمن منذ ايامه الأولى وفي بيان رسمي وقد سارعت قيادات الاصلاح للتوجه الى الرياض عقب شن العدوان على أمل ان تعود تحكم اليمن على ظهر الدبابات الأمريكية والسعودية بل انها اعتبرت العدوان على اليمن واجب ديني وبأمر من الله ولكن الله اراد للشعب اليمني غير ما يريدون ويخططون له..
صحيح ان العملاء والمرتزقة وصلوا بعد هذه الفترة الطويلة من العدوان الى قناعة تامة مهما أخذتهم العزة بالإثم بأن امريكا والسعودية وإسرائيل لن تستطيع الانتصار لهم ولن تعيد لهم شرعيتهم المزعومة التي جعلوا منها مبررا لشن العدوان على اليمن لكنهم لن يسلموا بسهولة ويرضوا بأن يتصدر مكون انصار الله المشهد السياسي الوطني القادم في اليمن كونه من رفع شعار بناء الدولة الحديثة وطالب بانهاء الوصاية الخارجية عن القرار اليمني وأسقط رموز الفساد اضافة الى تحمله عبئ المسؤولية الثقيلة التي أُلقيت على عاتقه بعد انتصار الثورة الشعبية يوم 21 سبتمبر عام 2014 م حينما تخلت كل القوى السياسية عن المشاركة في تحمل المسؤولية من خلال اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي أتت به ثورة 21 سبتمبر الشعبية خوفا من امريكا والسعودية اللتان يأتمران بأمرها وينفذان توجيهاتهما وتركت القوى السياسية مكون انصار الله في الساحة الوطنية لوحده بهدف افشاله وتحريض ابناء الشعب اليمني عليه ولكن الله اعانه واستطاع ان يسد الفراغ غير مستأثر بالسلطة مع انه كان قادرا ان ينهج نهج حزب الاصلاح وجماعة الاخوان المسلمين ويمارس سياسة الغاء الآخر.
وكرد فعل على هذا النجاح صعد الإعلام الموجّه من حدته ضد انصار الله سواء من داخل اليمن او خارجها وخاصة في القنوات الفضائية المرتبطة بالعدوان والتي جعلت من اليمن متصدّرة لأخبارها وما تحتوي عليه من مبالغة في التناول يعتقد من يتابعها أن اليمن على حافة الانهيار لا محالة، مع أن ما يجري على أرض الواقع هو حراك شعبي ضد الظلم تشهده اليمن لأول مرة في تاريخها المعا صرسوف تتمخض عنه عملية تغيير كبرى تؤسس لمستقبل يمني مختلف تسوده دولة النظام والقانون التي ستكفل المواطنة المتساوية للجميع .