لا بواكي لأطفال اليمن

كل دراسات الأمم المتحدة المنشورة رسميا تكشف عن معاناة أطفال اليمن وتقهقر أحوالهم بسبب الحصار المفروض على هذه البلاد البائسة، وفي الوقت نفسه يشطب أمين عام المنظمة الدولية غوتيريش التحالف العسكري الذي تقوده السعودية من القائمة السوداء لمرتكبي الجرائم بحق الأطفال، قرار غير مبرر ولا معنى له إلا المداهنة المريبة للمال السعودي والضغط الأمريكي، وسيكون ضوءاً أخضر لمزيد من الجرائم والانتهاكات السعودية في اليمن.

 

واضح أن العالم المستكبر بزعامة أمريكا قد فقد إنسانيته طوال 6 سنوات، والدمار الهائل الناجم عن النزاع في اليمن سيبقى أثره لأجيال قادمة؛ وعندما نرى مشهداً مؤثراً لطفل يقبّل صور أشقائه الموتى، ثم يشطب الأمين العام للأمم المتحدة التحالف بقيادة السعودية من لائحة قتل وتشويه الأطفال، علماً أن جرائم التحالف السعودي المتصهين تسببت بتشويه وقتل ما لا يقل عن 1000 طفل.

 

هذا القرار يجعل الأطفال عرضة لمزيد من الهجمات، والأمين العام يضيف مستوى جديدا من العار إلى «قائمة العار» من خلال إزالة التحالف الذي تقوده السعودية وتجاهل أدلة الأمم المتحدة المتعلقة باستمرار الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، كما أن الشطب يبعث برسالة مفادها «أن الفاعلين الأقوياء يمكن أن يفلتوا من قتل الأطفال»، حيث إن المشاهد المؤلمة المتعلقة بها لا يمكن إنكارها.

 

ما قام به غوتيريش يسهم في قتل المزيد من أطفال اليمن، لأنّ السعودية ستستغلّ تقرير الأمم المتحدة لقتل المزيد من الأطفال، خصوصاً وأن كبرى المؤسسات الدوليّة تقدّم لها الدعم لقتل هؤلاء الأطفال وتشريدهم.

 

تبرئة السعودية من دم أطفال اليمن، تُعد سابقة خطيرة لا يجب المرور بها مرور الكرام، وهذا يدلّ أيضاً على أنّ هذه المؤسسات الدوليّة والمنظّمات أصبحت دمية بيد تجار الدّم، وعلى اليمن وشعب اليمن الدفاع عن نفسه بنفسه، لأن دائرة الظلم تتوسّع يوماً بعد يوم برعاية دوليّة فاضحة.

 

دولة استنجدت بدول أخرى لإنقاذها، فباتت هذه الدول هي المصيبة الكبرى التي تهون أمامها المصيبة الأولى، مثل هذا الذي يحدث في اليمن اليوم.

قد يعجبك ايضا