كارثة إنسانية هي الأسواء تهدد اليمن، و”المجتمع الدولي” صامت!!

في تحد سافر للمواثيق والأعراف الدولية شدد تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي من قيودة على عشرات السفن المحملة بالمشتقات النفطية ومنع دخولها ميناء الحديدة غربي اليمن. وانعكس آثارها وتدعياتها على مجمل الأوضاع الإنسانية، وسط صمت أممي ودولي معيب.

 

وعلى الرغم من الإحاطات والمطالبات المستمرة بضرورة دخول السفن النفطية لتفادي أزمة كارثية في البلاد، تواصل دول العدوان حصارها، واحتجازها لعدد من السفن النفطية، بشكل تعسفي سافر.

 

ممارسات تعسفية

 

الانعكاسات السلبية للحصار والقرصنة التي تقوم بها قوات تحالف العدوان عرض البحر، زادت من تدهور الكارثة ومعدلات الأمراض والأوبئة التي فتكت بالمدنيين، جراء منع المشتقات النفطية من بلوغ سكان اليمن.

 

وحمل وزير النفط والمعادن أحمد عبدالله دارس الأمم المتحدة المسئولية الكاملة إزاء تلك الممارسات التي تهدد بكارثة إنسانية حقيقية خاصة في ظل الأوضاع الراهنة وتفشي جائحة كورونا.

 

حقائق وأرقام

 

و اعلنت شركة النفط اليمنية، اعلنت الأحد الفائت، أن تحالف العدوان يواصل احتجاز (21) سفينة نفطية وغاز منزلي تمتلك تصاريح دخول رسمية إلى ميناء الحديدة من قبل الأمم المتحدة.

 

وأوضح المدير التنفيذي للشركة عمار الأضرعي أن الكميات المتوفرة حالياً في المحطات البترولية لا تكفي لأيام.. محذرا من كارثة إنسانية حيث ستتوقف معظم القطاعات الخدمية خاصة المستشفيات عن أداء خدماتها.

 

وقال الأضرعي خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته الشركة، أمام مكتب الأمم المتحدة بصنعاء، بعنوان ” استمرار الاحتجاز التعسفي لسفن المشتقات النفطية بمشاركة أممية فاعلة (حقائق وأرقام )” أن “الوضع بدأ يدق ناقوس الخطر ونحن على وشك كارثة إنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيل نتيجة استمرار تحالف العدوان في احتجاز سفن المشتقات النفطية.

 

المخزون.. في مراحل حرجة

 

كما أكد بيان سلمه فرع شركة النفط بمحافظة الحديدة لمكتب الامم المتحدة، أمس الثلاثاء، أن استمرار أزمات المشتقات النفطية وتداعياتها، بات سلاحاً لدول العدوان لزيادة معاناة الشعب اليمني.

 

وأوضح البيان أن المخزون المتوفر لدى منشآت فرع الشركة من البنزين والديزل وصل مرحلة حرجة ولا يكفي لتموين أهم القطاعات الحيوية والخدمية.

 

تفاقم الوضع الصحي

 

وعلى صعيد القطاع الصحي، الذي يعد أكثر القطاعات الإنسانية تضرراً بسبب استمرار الحصار الخانق على اليمن. إذ تبلغ احتياجات المشتفيات من مادة الديزل مليون وخمسمائة ألف لتر شهريا، ناهيك عن احتياجات المنشـآت الصحية الخاصة والوحدات الصحية.

 

وحسب وزارة الصحة العامة والسكان فقد يؤدي استمرار الحصار واحتجاز سفن المشتقات النفطية إلى تفاقم الوضع الصحي وإزدياد مشاكله بجانب ما أصابه من قصف وتدمير مباشر.

 

توقف انتاج المحاصيل

 

لم تتوقف أزمة المشتقات عند المنشآت الصحية فحسب بل امتدت تأثيراتها ايضا إلى القطاع الزراعي، ففي حين اعلنت المؤسسة العامة لتنمية وانتاج الحبوب عن توفير 327 ألف لتر من مادة الديزل كمخزون إسعافي للمزارعين في عدد من المحافظات”.. بيد أن الكثير من المزارعين توقفوا عن إنتاج المحاصيل نتيجة عدم توفر مادة الديزل.

 

وفي السياق حذرت ​وزارة الزراعة​ والري ​في وقت سابق من “وضع كارثي يهدد ​القطاع الزراعي​ وأهم مصادر ​الأمن​ الغذائي نتيجة احتجاز سفن المشتقات ​النفط​ية”.. مؤكدة ان ذلك سيؤثر سلباً على إنتاج المحاصيل الزراعية التي تعتمد على ​مياه الري​ من الآبار”، مشددة على “ضرورة توفير المشتقات النفطية لتشغيل المعدات والآلات المختلفة؛ وتزويد ​المزارعين​ باحتياجاتهم من ​المحروقات​ للتخفيف من معاناتهم ومساعدتهم في تسويق وبيع محاصيلهم الزراعية”.

 

350 مصنعا مهدد بالتوقف

 

كما أقحمت الأزمة الجانب الاقتصادي لتشمل كافة القطاعات بما فيها الخاص بشقية الصناعي والخدمي وعموم المستهلكين، وتعرضة لمخاطر الخسائر الناجمة عن منع دخول المشتقات إلى البلاد.

 

وحسب إحصائيات رسمية سابقة فإن أكثر من 350 مصنعاً مهدد بالتوقفت عن العمل بسبب الأزمة، فضلا عن فقدان أكثر من 980 ألف عامل لمصادر أرزاقهم.

 

توقف شامل

 

عقاب جماعي سافر يتعرض له الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان، يستدعي من المجتمع الدولي أن يكون له موقفا واضحا إزاء ذلك وناقوس الخطر المحدق، مالم يكف تحالف العدوان فورا عن منع الوقود من بلوغ المدنيين، وقطاعات الصحة، الكهرباء، المياة، النقل، الزراعة، الإتصالات، المصانع، والمنشآت والقطاعات الإنتاجية المختلفة.

 

سياسة التجويع

 

ونددت بيانات صادرة عن منظمات المجتمع المدني والنقابات في اليمن، بصمت الأمم المتحدة عن تلك الممارسات التعسفية لتحالف العدوان واستمرارها في احتجاز سفن المشتقات النفطية.

 

وفي الأثناء اطلق ناشطون يمنيون، مساء الثلاثاء، حملة تغريدات واسعة على موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” عن حجم الكارثة الإنسانية المترتبة على منع دخول سفن المشتقات النفطية إلى اليمن.. منددين باستمرار العدوان الأمريكي السعودي في مفاقمه معاناة الشعب اليمني.

 

وحمل الناشطون، تحالف العدوان مسؤولية الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب اليمني وإمعانه في تضييق الخناق عليهم ومفاقمة معاناتهم منذ بداية العدوان على اليمن .

 

واعتبرو أن تجاهل تحالف العدوان معاناة اليمنيين، يظهر حجم إنتهاكه القانون الإنساني الدولي، وقوانين الحرب الأخرى، بمحاولاته إستخدام سياسية التجويع عمدا كوسيلة لإركاع الشعب اليمني منذ أمد العدوان.

 

تقرير/ ماجد الكحلاني

قد يعجبك ايضا