وزارة الداخلية: وجود قوات اريترية في جزيرة حُنيش انتهاك للسيادة اليمنية وسنواجه ذلك
في ظل الأطماع الاستراتيجية لدول العدوان في اليمن وخاصة دويلة الإمارات التي تسعى للسيطرة على الموانئ والجزر اليمنية تشهد جزيرة حنيش الكثير من الاعتداءات من قبل قوات اريترية مدعومة إماراتيا، حيث كشف مصادر ملاحية يمنية أن قوات بحرية أريتيرية تنتشر في المياه الإقليمية اليمنية لجزيرة حنيش وتمنع الصيادين اليمنيين من الاقتراب من الجزيرة في انتهاك واضح وصريح للسيادة اليمنية، وتكشف عن المخططات الخبيثة التي تسعى اليها الإمارات وهي السيطرة على السواحل اليمنية ومضيق باب المندب وميناء عدن والمخا وجزيرة سقطرى وجزيرة ميون وإقامة قواعد عسكرية إماراتية ظاهريا ًوهي تتبع في الأساس أسيادهم، وذلك عبر إقامة قواعد عسكرية أو عبر التأجير لشركة دبي العالمية والتي تدير معظم موانئ العالم وفي عدة قارات .
متحدث وزارة الداخلية
وفي هذا الصدد أدان متحدث وزارة الداخلية العميد عبدالخالق العجري، مساء امس الأول، الاعتداء الأريتيري على السيادة اليمنية، مؤكدا أن الهجمات المتكررة لدخول جزيرة حنيش الكبرى يأتي بتواطؤ إماراتي.
وكشف متحدث وزارة الداخلية عن تمركز قوات أريتيرية في جزيرة حنيش الكبرى نهاية مايو الماضي، ومصادرتها 8 قوارب لصيادين يمنيين في جبال عواض.
وأوضح أن القوات الأريتيرية خلال العام 2019 صادرت 53 قاربا لصيادين يمنيين من المخا والمناطق المحتلة وقامت بتعذيب وإهانة صيادين يمنيين في انتهاك واضح للسيادة اليمنية.
تهديدات بالقتل
إلى ذلك أشارت مصادر إعلامية إلى أن صيادين يمنيين اشتكوا من انتهاكات مريعة بحقهم تمارسها القوات البحرية الأريتيرية، وآخرها منعهم من الاصطياد بالقرب من جبل عوض علي غرب جزيرة حنيش الكبرى اليمنية، كما إن القوات الأريتيرية احتجزت 54 صيادا يمنيا، وصادرت 7 قوارب تابعة لهم بما عليها من معدات صيد لتفرج عنهم قبل أيام قليلة، وأشار الصيادين المحتجزين بعد الإفراج عنهم إلى انهم تعرضوا للضرب المبرح وهددوا بالقتل إذا عادوا للصيد في مياه جزيرة حنيش، قبل أن يتم ترحيلهم.
وتأتي عودة إريتريا للسيطرة على جزيرة حنيش، في ظل سيطرة العدوان السعودي الإماراتي على هذه الجزيرة والسواحل الغربية لمحافظة تعز وبعض سواحل محافظة الحديدة، حيث تعد حنيش الكبرى جزيرة يمنية استراتيجية تقع على البحر الأحمر ضمن أرخبيل حنيش الذي يضم جزرا بينها حنيش الكبرى والصغرى وجبل زقر، وتبلغ مساحتها نحو تسعين كيلومترا مربعا، وتكمن أهميتها في أنها تشرف على طرق الملاحة البحرية جنوب البحر الأحمر .
موقع استراتيجي
“حنيش الكبرى” من أكبر الجزر اليمنية، وهي من الجزر الاستراتيجية في البحر الأحمر، وتقع على بعد نحو 130 كيلومترا من مدينة الحديدة، كبرى مدن إقليم تهامة، ويعد ميناؤها ثاني أكبر موانئ اليمن بعد عدن، وتتوسط حنيش الكبرى جنوب البحر الأحمر، وتبعد عن مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة نحو 26 ميلا بحريا، كما تبعد أكثر من أربعين ميلا (64.3 كيلومتر) من ميناء ومدينة المخاء التابعة إداريا لمحافظة تعز، وحنيش أرخبيل جزر يتبع اليمن بالبحر الأحمر، ويضم حنيش الكبرى وحنيش الصغرى، وجزيرة جبل زقر التي تبعد عن الساحل اليمني 17 ميلا (27.3 كيلومتر)، ومساحتها تبلغ 185 كيلومترا مربعا، كما يضم الأرخبيل عدة جزر صغيرة، هي جزر القمة وسيل حنيش وأبوعيل.
وتبلغ مساحة جزيرة حنيش الكبرى نحو تسعين كيلومترا مربعا، وتتكون من مرتفعات جبلية صخرية، وأعلى مرتفع فيها يصل إلى 430 مترا عن سطح البحر، وحولها كثير من الشعب المرجانية التي تعيق حركة الملاحة البحرية قربها عدا بعض الثغرات، وتوجد بالجزيرة محطة كبيرة لتحلية المياه ومولدات كهربائية، كما يوجد فيها فنار ملاحي يقع في الطرف الشمالي للجزيرة، وتضم حامية عسكرية مزودة بمدافع وأسلحة ثقيلة، وهي تتبع اللواء 121 المتمركز بمديرية الخوخة.
الأهمية العسكرية
وأرخبيل جزر حنيش له أهمية عسكرية كبيرة، فهو يتحكم ويشرف على طرق الملاحة البحرية في جنوب البحر، وهو غير مأهول بالسكان، ويعد أبرز مكان لتجمع الصيادين اليمنيين، وكانت جزر حنيش محط أطماع الغزاة لأهميتها الاستراتيجية، وبالسيطرة عليها تصبح قاعدة حشد، وانطلاقا للقوات باتجاه مدن الساحل الغربي لليمن، خاصة الحديدة والخوخة وحتى ميناء المخاء التاريخي، وبحسب المصادر التاريخية، فقد قام البرتغاليون باحتلال جزيرة حنيش الكبرى عام 1513 م، بعد أن فشلوا في احتلال ميناءي عدن والمخاء، كما احتل الفرنسيون حنيش الكبرى عام 1738م، كما تعرضت للاحتلال من بريطانيا عام 1799، وتخلت عنها، ثم عادت وسيطرت عليها عام 1857م، بعد أن سيطرت على عدن، ومدن جنوب اليمن لنحو 138 عاما.
الأهمية التاريخية
وخلال الحرب العالمية الأولى لعبت حنيش الكبرى دورا مهما في محاصرة الأتراك خلال أعوام 1914 – 1918م، حيث تحولت الجزيرة إلى قاعدة بحرية لبريطانيا لتمويل سفنها بالفحم والوقود، وبعد استقلال عدن وجنوب اليمن عام 1967م، عادت الجزيرة إلى السيادة الوطنية اليمنية فأصبحت تدار من قبل اليمنيين مباشرة، وفي سبعينيات القرن العشرين سمحت اليمن للثوار الإريتريين باتخاذ جزيرة حنيش الكبرى منطلقا لعملياتهم ضد الاحتلال الإثيوبي لبلدهم وتخزين الأسلحة بها، حتى تمكنوا من نيل الاستقلال بقيادة أسياس أفورقي، كما سمحت اليمن للمصريين خلال تحضيرات حرب أكتوبر 1973م بالتواجد العسكري على الجزيرة، وفي 15 ديسمبر 1995 هاجمت إريتريا الحامية العسكرية اليمنية على جزيرة حنيش واحتلتها، مدعية تبعية الجزيرة لها، لكنها غادرتها بعد ثلاث سنوات بعد عملية تحكيم دولية، وأقرت أسمرة بتبعية الجزيرة لليمن وسلمتها في نوفمبر 1998م.