الموت يعصف بالسكان.. والوضع الصحي كارثي!

أعلن المتحدث بما يسمى لجنة الطوارئ لمواجهة فيروس كورونا التابعة للشرعية المزعومة الدكتور علي الوليدي أن حالات الوفاة بسبب الوباء المنتشر في عدن وبعض المدن الجنوبية المحتلة والمعروف باسم “وباء الحميات” ارتفعت إلى 49 حالة وفاة فيما وصل عدد الإصابات بالوباء إلى 3084 إصابة.
وتسبَّبَ مرضٌ غريبٌ في عدن بوفاة عدد من الأهالي، حيث يفتك بهم خلال أيام؛ بعد إصابتهم بأعراض أهمها ضيق في التنفس.
وأفادت المصادر أن عدداً آخر من ساكني مدينة عدن توفوا بالمرض ذاته؛ في ظل مخاوف من أن يكون هذا المرض هو فيروس كورونا.
وذكرت المصادر أن الأطباء أدرجوا هذه الحالات تحت ما يُعرف شعبياً بـ“مرض المكرفس”.. وفي ظل شكوك بهذا التشخيص، دعا الأهالي منظمة الصحة العالمية إلى التدخل وإجراء فحوصات لتشخيص ومعرفة هذا المرض.
من جانبه، قال أسامة ناشر، وهو طبيب في عدن، إن عدد الأشخاص الذين توفوا بهذا المرض الغريب، خلال الأسبوع الفائت، والأيام المنصرمة من الأسبوع الجاري، أمر “ملحوظ جداً، ولا يمكن إخفاؤه”.
وتابع: “أغلب الوفيات أُدرجت تحت اسم المكرفس، الضنك، ملاريا، أو المرض المزمن الذي يعاني منه الشخص، مع ذكر ضيق التنفس كعَرَض من الأعراض”.
واستطرد: بأن هناك زحمة في المقابر، والجنازات كثرت أما في المستشفيات والطوارئ فحدث ولا حرج؛ الزحمة والأمراض وأوبئة لا تعد ولا تحصى، وأغلب المستشفيات، إن لم تكن كلها، لا تقبل الحالات التي تعاني من ضيق التنفس والسعال مع الحمى، وكثير منهم يتوفى بدون أن يجد سريرا في الإنعاش”.
وقال الطبيب أسامة: “الأمور كلها تُشير إلى قاتل صامت وسريع، يصيب كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والمناعة الضعيفة.. ومازلنا ندفن رؤوسنا تحت الرمال! لمصلحة من كل هذا؟! من المستفيد من إخفاء الأمور، وإخفاء الحقيقة.
مؤكداً بوجود حالات إصابة كثيرة تُعاني من ألم في الحلق وحُمَّى مع ضيق تنفس يتراوح من خفيف إلى شديد، وأغلبها من سكان البيت الواحد، أو من أشخاص متلازمين مع بعض، يصحبها وفيات”.
وأضاف: “بجانب وجود أمراض الحميات الثلاثة (حمى الضنك، المكرفس، الملاريا)؛ هناك مرض قاتل آخر يعمل بصمت، وأعراضه هي: ألم في الحلق، سُعال، حُمَّى، ألم في المفاصل، ضيق تنفس، وفي أسوأ الحالات فشل تنفسي.. اعتقد الأمور واضحة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يختلف طبيب مبتدئ على التشخيص، رغم عدم وجود تأكيدات قطعية وتشخيصية، وكلنا نعرف لماذا!”.
محذراً الأطباء والعاملين في السلك الصحي والمواطنين، خاصة اصحاب الأمراض المزمنة والتنفسية والقلبية ونقص المناعة.. التزموا بالتعليمات والتباعد الاجتماعي، ومسافة 2 متر، مع غسل اليدين جيداً بالماء الدافئ والصابون والمعقمات إن وجدت، ولُبس الأقنعة الطبية.
الى ذلك وصفت تقارير صحفية بأن الحياة في عدن المحتلة تكاد تتوقف في لحظات من الحزن والانتظار غير المفهوم، لسكان المدينة التي تختنق بثلاثي الموت (الصراعات والأوبئة).
مدينة تعيش تضاريس الموت وتفاصيله، ويفتك الغموض بأهلها الذين لم يتكيفوا بعد مع اليوميات المليئة بالتوابيت والنعوش، والقبور الموحشة.
هو واقع فرض عليها عقب إعلان مدينة عدن “مدينة موبوءة” في11 مايو/أيار 2020، بسبب تفشي فيروس كورونا، وانتشار أوبئة أخرى قاتلة؛ كالضنك والملاريا والتشيكونغونيا، وتدهور الوضع البيئي وكثرة المستنقعات التي خلفتها السيول والكوارث التي ضربت المدينة في 21 أبريل/نيسان الماضي، بالتزامن مع إغلاق لمعظم مستشفيات المدينة.
جاء ذلك عقب إقامة إعلان ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، في 25 ابريل الماضي، ما أسمته بـ،”إدارة للحكم الذاتي”، بالمناطق الواقعة تحت سيطرته، في خطوة وصفتها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والمجتمع الإقليمي والدولي، بأنها ستكون لها «تبعات كارثية».

بكاء مدينة منكوبة
وتداول الناشطون مقطع فيديو لمداخلة الدكتور نبيل غانم العضو السابق بالمجلس المحلي لعدن، مع برنامج “ما وراء الخبر” على قناة “الجزيرة” يطلق خلالها صيحة فزع عن الأوضاع الصحية في عدن بسبب الاقتتال وكورونا، ويبكي بحرقة مناشدا العالم إنقاذ المدينة المنكوبة.
ووصف ناشطون بكاء “غانم” بالمفزع، مشيرين إلى ما قاله بأن عدن تعيش وضعا صحيا كارثيا لم تشهد له مثيلا من قبل، وتعاني من انعدام كل مقومات الحياة البشرية، وانهيار المنظومة الصحية والبنية التحتية للمدينة، ومعاناة الكادر الطبي ووفاة الأطباء.
وقال عضو المجلس المحلي السابق لمحافظة عدن، نبيل غانم، إن مدينة عدن تعيش وضعا صحيا كارثيا لم تشهد له مثيلا من قبل، حيث تعاني من انعدام كل مقاومات الحياة البشرية، وقد انهارت المنظومة الصحية كما انهارت كل البنية التحتية للمدينة، وبات الكادر الطبي يواجه الخطر وقد توفي العديد من الأطباء.
وتابع حديثه أن الإمارات تسعى منذ ما قبل تدخلها في اليمن إلى تدمير ميناء عدن ووقف العمل فيه، من أجل ألا ينافس ميناء جبل علي، متهما الإمارات بالسعي إلى إماتة عدن من خلال دعمها للمجلس الانتقالي عبر الانقلاب وإعلان الإدارة الذاتية، وهو الأمر الذي فاقم الأزمة الصحية.
وناشد غانم كل دول العالم وكل المنظمات الدولية بإنقاذ عدن سريعا، لمواجهة الأمراض وإعادة أعمار البنية التحتية، خصوصا الطبية منها.
وفي ذات الاتجاه كان التحالف العدواني بقيادة السعودية قد رفض دخول أي مساعدات طبية للعاصمة المؤقتة عدن لمنع تفشي هذه الأمراض المميتة ومن ضمنها فيروس كورونا.

الخلاصة
ويبقى التأكيد عدن التي تتقيأ الموت، وتلفظ أهلها غدت ملية بالتوابيت والنعوش، نتيجة انهيار القطاع الصحي وإغلاق لمعظم مستشفياتها، تستغيث من أوبئة غير معروف تستوطنها زادت معدل الوفيات فيها بنسبة 500 %، يقول البعض.
ويضيف آخرون، تعيش العاصمة المؤقتة عدن وسكانها تضاريس موت مخيفة، تتضاعف فيها حالة الوفاة اليومية بشكل متسارع، نتيجة تفشي الأوبئة والحميات القاتلة، التي تقابل باستغلال إماراتي عبر حلفائها في الانتقالي الجنوبي، وتقويض متعمد لعمل المؤسسات الحكومية في عدن، وتماهي سعودي مع أجندات أمراء أبوظبي.
وان ما يجري يمثل سيناريو مرعب خصوصاً بعد وفاة المئات في عدن خلال أسبوع؛ بأمراض تشبه أعراض كورونا، ما ينذر بتحول المدينة إلى بؤرة جديدة لانتشار الفيروس على المستوى المحلي والاقليمي وفقا لخبراء.
وتشير التقارير الصادرة مؤخرا أن مدينة عدن تعيش وضعا صحيا كارثيا لم تشهد له مثيلا من قبل، حيث تعاني من انعدام كل مقاومات الحياة البشرية، وانهيار للمنظومة الصحية والبنية التحتية للمدينة.

قد يعجبك ايضا