المرضى في اليمن .. بين الموت انتظاراً وطائرة أممية خاصة
ما تزال الأمم المتحدة ومنظماتها تتشدق بمساعيها للتخفيف من الوضع الإنساني الكارثي في اليمن، لكن أعمالها في الميدان تكشف عن زيف تلك الادعاءات ومتاجرتها بمأساة اليمنيين لجني مزيد من الأموال في وقت يعانون الأمرّين جراء العدوان والحصار والأوبئة وعدم القدرة على السفر للخارج لتلقي العلاج.
وفيما ينتظر آلاف المرضى ممن يصعب علاجهم في الداخل، وفاء الأمم المتحدة بالتزامها بنقلهم لتلقي العلاج عبر الجسر الجوي الذي كان تم الاتفاق عليه مطلع هذا العام، يتفاجأون بإرسال المنظمة الدولية طائرة خاصة لإسعاف سائق الممثل المقيم للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي الذي أصيب بفيروس كورونا.
تساؤلات:
فلماذا تنصلت الأمم المتحدة عن ما تم الاتفاق عليه بشأن الجسر الطبي؟ ولماذا عجزت عن تسيير الرحلات الطبية الجوية لآلاف المرضى المصابين بالأمراض المستعصية والمزمنة الذين لم يحصلوا على الرعاية الصحية في الداخل بسبب العدوان والحصار، لكنها لم تعجز عن إرسال طائرة خاصة لنقل موظف لديها!!!
إن ما شهده مطار صنعاء الجمعة الماضية، من وصول الطائرة الخاصة ونقل الموظف الأممي، دليل جديد على أن الشعب اليمني لم يستفد من المنظمة الدولية التي تحول عملها الأساسي من إغاثة ومساعدة المحتاجين إلى منظمة تعج بالفساد والتربح على حساب من تتغنى بمأساتهم في الإعلام.
يتساءل المرضى بأسى هل يجب أن يكونوا موظفين لدى الأمم المتحدة لينالوا الرعاية الصحية التي كفلتها لهم القوانين الدولية التي ترعاها المنظمة الأممية، وهل أصبح سائق منسقة الأمم المتحدة أهم من شعب بأكمله؟
واستنكر الكثير من المراقبين والناشطين هذه المسرحية الهزلية للأمم المتحدة التي تدل على عدم اهتمامها بأرواح اليمنيين وشرعنتها لإغلاق مطار صنعاء الدولي، كما تعكس غياب الضمير الإنساني لمن يدعون الإنسانية ويتظاهرون بتجسيدها من خلال مهامهم وأنشطتهم.
فساد المساعدات:
وبحسب المراقبين فقد أصبح العمل الإنساني في اليمن، ضائعاً رغم مليارات الدولارات المعلن عنها والتي لا يصل منها لليمنيين سوى الفتات، مؤكدين أن أي منظمة تابعة للأمم المتحدة لا تعمل لصالح الشعب اليمني وأن جزءاً كبيرا من المساعدات تذهب لصالح المنظمات الدولية.
حيث أصبح همّ هذه المنظمات الحصول على المليارات على حساب الشعب اليمني الذي لم يلمس أي جهود أو مساعدات حقيقية لمواجهة الأمراض والأوبئة والمجاعة التي تتهدد الملايين من أبنائه في الوقت الذي تعاني فيه أغلب المستشفيات والمراكز الصحية من نقص الإمدادات والمستلزمات الطبية والعلاجية.
جائحة كورونا:
يشهد اليمن تفشياً لفيروس كورونا ولا يوجد في الواقع تحرك جاد وفعلي من قبل المنظمات الأممية لمساندة جهود الحكومة للتصدي لهذه الجائحة خاصة في ظل الحصار وإمعان تحالف العدوان في تكثيف الرحلات الجوية وفتح المنافذ البرية أمام الوافدين دون اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
والمعروف أن اليمن كان خالياً من فيروس كورونا، ولم يظهر الوباء إلا بعد تسيير تحالف العدوان للرحلات الجوية وفتح المنافذ البرية في الوقت الذي أغلقت فيه مطارات ومنافذ العالم ولم يصدر عن منظمات الأمم المتحدة أي موقف أو إدانة.
لكنها في المقابل وجدت الجائحة فرصة للمطالبة بزيادة المساعدات من المانحين والحصول على الأموال بحجة تمويل الاستجابة لمواجهة الوباء في اليمن وهذا الأمر لم يعد مستغربا على المنظمات بل أصبح شيئاً مألوفاً.
حيث تتسابق الأمم المتحدة ودولة العدوان السعودية لجمع التبرعات والمساعدات الدولية قبيل مؤتمر المانحين لليمن الذي سيعقد الثلاثاء القادم بزعم دعم اليمن في مواجهة جائحة كورونا، مستغلة التحذيرات من انهيار القطاع الصحي والكارثة الإنسانية في اليمن التي تعد الأسوأ على مستوى العالم التي أوجدها العدوان.
سبأ