اثبت تقشي جائحة كورونا إذ راح ضحيتها آلاف من البشر وبعد عجز الحكومات والعلماء في احتواء هذا الوباء أو القضاء على هذا العدو الخطير للبشر؛ لنا جميعاً كم نحن صغار في هذا الكون، بسبب العلاقات العالمية المعقدة الناجمة في المقام الأول عن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدان، وكم نحن قريبون من البعض وكيف يمكن لأبسط السلوكيات المعيشية لشخص ما، ان تترك تأثيرها على شخص يقطن دولة بعيدة كل البعد عنه.
لهذا وأول ما يخطر ببال جل المواطنين في مختلف الدول هو هذا السؤال الجبار: لماذا نسمح لأنفسنا بان يعرض النظام الغذائي لشخص يعيش في الصين أو أي بلد آخر، أرواحنا للخطر بينما نعيش نحن في مكان بعيد عنه.
انه لموضوع مهم، ذلك انه لأول مرة تتعرض فكرة الحرية المؤسسة على هذه الفكرة “لك الحق بان تعيش كيفما تشاء، شريطة عدم إلحاق الضرر بي”؛ إلى تغيير مفهومي، من الملف بان النظام الغذائي الذي يتبعه شخص ما في مكان ما من العالم لم يكن ضمن القضايا التي كان يفكر بها إلّا قليل من الناس، ولم يخطر بباله بانه لا يعرض صحة شخص ما إلى الخطر بل يعرض صحة العالم بأسره، إذ صرح الكثير من العلماء والشخصيات العالمية البارزة:
يجب اللجوء إلى نوع من الإرغام لمنع الناس من تناول بعض الأطعمة وتطبيق نظام غذائي خاص، لكن بعد تفشي كورونا في العالم، سيصل علماء الحقول الاجتماعية إلى نتيجة مفادها ان المجتمع العالمي ليس فقط قرية بل تحول إلى أسرة كبيرة، ويمكن لأبناء هذه الأسرة ان يتركوا تأثيرهم على المسارات الفكرية والمعيشية لبعضهم البعض، في فترة ما بعد كورونا سيركز الناس على ما يبدونه من سلوكيات، ذلك ان السلوك البسيط كما يبدو في الوهلة الأولى، ولا نشعر بخطر منه، يمكنه ان يشكل خطراً علينا في بعض الحالات، هذه الفكرة الشاملة تؤدي إلى اتخاذ المجتمع البشري الحيطة عند تقدمة تعريف لمفهوم الحرية، وسيحاول ان يفرض رقابة كبيرة على سلوك الآخرين، لهذا ستشهد فترة ما بعد كورونا تعريفات جديدة في مجال الإنسان والحرية والتغيير في العلوم الإنسانية.
صحيفة آفتاب يزد